اليمن..حكومة مخيبة للآمال ورفض للتدخلات الخارجية
Nov ٠٩, ٢٠١٤ ٠٣:٤١ UTC
-
مظاهرة سابقة في اليمن ضد التدخلات الخارجية
في اول رد فعل لقرار الرئيس هادي بتشكيل الحكومة أعلنت جماعة أنصار الله موقفها الرسمي تجاه الإعلان الرسمي بتشكيل الحكومة برئاسة المهندس خالد بحاح، وكذا القرار الأممي بفرض عقوبات شملت الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقياديين في جماعة انصار الله، المجلس السياسي لجماعة أنصار الله شدد على أهمية الالتزام بكافة بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية وما اتفق عليه المستشارون بشأن تشكيل الحكومة.
وقال بيان صادر عن المجلس تلقت اذاعة طهران نسخة منه، "أن التشكيل للحكومة كان مخيبا للآمال كونه لم يلتزم بالمعايير المتفق عليها حيث اشتملت على عدد من الأسماء التي لا تنطبق عليها هذه المعايير وعملت على إعادة إنتاج بعض الوجوه والدفع بأخرى على الرغم من تورطها في ملفات فساد البعض منها لدى الأجهزة الرقابية".
واكد البيان أن هذا التشكيل يعد مخالفة لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وعرقلة واضحة لمسار العملية السياسية لحساب مصالح خاصة وضيقة، ويعكس عدم الجدية في تنفيذ استحقاقات المرحلة وعدم استشعار حساسية الوضع الذي يمر به البلد والحاجة إلى سد الفراغ القائم عبر التسريع بتشكيل الحكومة وفقا للآليات والمعايير المتفق عليها دون التفاف أو تجاوز، مشددا على ضرورة تعديل هذه التشكيلة وإزاحة من لم تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها وفي مقدمتها الكفاءة والنزاهة والحيادية في إدارة شئون البلاد، ومن عليهم ملفات فساد.
وحول قرارات مجلس الامن الذي فرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقياديين في جماعة انصار الله اكد البيان "أن هذه الخطوة تمثل استفزازا صارخا لمشاعر اليمنيين وتدخلا سافرا في شئونهم الداخلية وتأتي بهدف تأزيم الأوضاع وعرقلة العملية السياسية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني خاصة بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أطاحت ببعض القوى الفاسدة المتحالفة مع تلك القوى الدولية التي كانت وراء هذه العقوبات والتي وجدنا معها أبناء شعبنا اليمني العظيم مصرا على بناء دولته العادلة والمستقلة."
وأضاف البيان: "كما نؤكد أن هذه الخطوة إنما أتت بالدرجة الأولى على خلفية الهزائم والضربات الكبيرة التي تعرض لها تنظيم ما يسمى بالقاعدة في أكثر من منطقة في البلد خلال الأسابيع الماضية كما تعبر عن حالة الانزعاج الشديد لدى الإدارة الأمريكية وحلفائها من تلك الإنجازات، وبالتالي فإنها تأتي في إطار عملية إسناد واضحة لعناصر هذا التنظيم من قبل تلك القوى التي تخشى أن تفقد ورقتها الأكثر ربحا في البلد والتي عملت على صناعتها منذ سنوات بغرض استخدامها كذريعة ومبرر للتدخل في البلد على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.
وكان الرئيس هادي قد اصدر قرارا رئاسيا مساء الجمعة عن التشكيل الحكومي الجديد برئاسة خالد محفوظ بحاح، مكونا من 35 حقيبة وزارية بالإضافة لمنصب رئيس الوزراء، بينها 5 حقائب وزارية أسندت للنساء وتم تشكيل الحكومة الجديدة من بعض الوزراء السابقين، والأغلبية وجوه جديدة، بعضهم حزبيون، وبعضهم مستقلون أو محسوبون على أحزاب وقوى سياسية غير ان بعض الوزراء الذين تم وضعهم في الوزارات الهامة متورطون في قضايا فساد او من النظام السابق
ياتي ذلك عقب اجتماع استثنائي للجنة الدائمة لحزب المؤتمر والذي قضى بعزل الرئيس عبدربه منصور من المواقع القيادية في الحزب والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، على خلفية مطالبة هادي بإقالة صالح من رئاسة الحزب وتأييده لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض عقوبات دولية على صالح وقياديين من جماعة الحوثي ودعا صالح الى اجتماع استثنائي للجنة الدائمة (اللجنة المركزية) لحزب المؤتمر عقب صدور قرار مجلس الأمن، واتخذ قراراً بفصل الرئيس هادي من مواقعه القيادية في حزب المؤتمر وهو منصب النائب الأول للرئيس والأمين العام للحزب عبدالكريم الارياني.
في غضون ذلك يرى مراقبون سياسيون بان تشكيل الحكومة المعلنة جاء معارضا لاتفاق السلم والشراكة الوطنية وجاء ملبيا لرغبات الخارج الذي يعارض بعد القوى المناوئة له في الداخل.
المحلل السياسي باسم الشرعبي قال في تصريح خاص لاذاعة طهران بان الرئيس هادي لم يصدق يوما واحد مع هذا الشعب وان كل ما يقوم به يأتي نتيجة ضغوط خارجية عليه قد تكون من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية واضاف الشرعبي بان موقف انصار الله كان جيدا اذ ان التشكيلة الحكومية لم تكن بالقدر الذي يطمح اليه الشعب اليمني، مؤكدا ان معظم من تم تعينهم في الحكومة الجديدة بعضهم لا يمتلك الكفاءة و آخرون فشلوا في مواقعهم السابقة والبعض الاخر متورط في قضايا فساد.
من جهته أكد الصحفي والكاتب مروان ناجي ان الرئيس هادي يحاول ان يعمل على توسيع نفوذه من اجل البقاء في السلطة محاولا بذلك ازاحة بعض القوى مثل حزب المؤتمر وغيره من الاحزاب الاخرى، وقال ناجي بان جولة اخرى من الثورة الشعبية لكن هذه المرة ستزيح الرئيس هادي من منصبة الذي استغله لخدمة مصالح خارجية أملا بان تضمن له البقاء في منصبة فترة اطول.
واجمالا فان مراقبون يخشون من تداعيات قرار مجلس الامن الذي فرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقياديين من جماعة انصار الله الامر الذي سيعيد خلط الاوراق من جديد وعودة الامور الى المربع الاول .
كلمات دليلية