الاحتلال يضغط على الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
Jan ٢٤, ٢٠١٥ ٠٣:٢١ UTC
لم تتوقف حكومة الاحتلال الصهيوني وأذرعها الأمنية عن ملاحقة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل تحت حجج وعناوين كثيرة، فعوضاً عن اعتقال رئيسها الشيخ صلاح لأكثر من مرة عمدت شرطة الاحتلال على اغلاق العشرات من المؤسسات التي تتبع الحركة في محاولة لحصار الحركة وتقييد أنشطتها.
ومؤخراً أغلقت شرطة الاحتلال مؤسستي "الفجر للفن الاسلامي" و"مسلمات من أجل الأقصى" في مدينة الناصرة المحتلة بزعم تمويل انشطة في المسجد الأقصى.
يبدو أن سياسة اغلاق مؤسسات الحركة ستتصاعد في الفترة المقبلة، وذلك في ظل حملات التحريض ومساعي المنع التي يسعى إليها قادة الكيان ليس لحظر مؤسسات الحركة بل أيضاً لإخراج الحركة كلياً عن القانون، مستغلة بعض الهجمات التي تحدث هنا وهناك على شاكلة الهجمات الاخيرة التي تعرضت لها فرنسا والتي استغلها ساسة الاحتلال في التحريض على الإسلام والمسلمين باعتبارهم قوى الشر كما يدعي المحتل الذي يجلب الإرهاب لهذا العالم.
وقد تناسوا هؤلاء الساسة أنهم وكيانهم هم من أسسوا للإرهاب باغتصابهم لفلسطين وتهجير وتشريد شعبها. وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان كان أبرز المحرضين وقد استغل الهجمات التي شهدتها فرنسا مؤخراً للتحريض ضد الحركة الاسلامية في الداخل المحتل. وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد ادعى ليبرمان "إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من حادث باريس بأنه يتوجب علينا علاج التحركات لهذه المنظمات في بدايتها لأنها ليست بعيدة عن منظمات الارهاب، لذلك يجب منع نشاطات الحركة الاسلامية التي يقودها الشيخ رائد صلاح واعتبارها خارجة عن القانون"، وأضاف أن من يتعامل مع هذه الحركات بتهاون سوف يدفع ثمناً باهظاً ويسفك دماء الكثير من الابرياء، على حد زعمه.
وتعددت مساعي الاحتلال لإخراج الحركة الاسلامية في الداخل المحتل عن القانون وقد بلغت هذه المساعي ذروتها من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو ما كشفت عنه صحيفة معاريف الصهيونية والتي قالت إن المساعي يقودها نتنياهو لحظر الحركة الاسلامية مستمرة. وقد اقتربت هذه المساعي من أن تتوج بالإعلان عن الحركة تنظيماً محظوراً، لكن هذه المساعي اصطدمت بمعارضة جهاز الشاباك الصهيوني. وذكر الموقع الالكتروني للصحيفة أن "الشاباك" أبدى هذا الموقف خلال مداولات اجراها فريق يضم ممثلي دوائر حكومية مختلفة حول سبل العمل ضد الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، وبرر الشاباك موقفه هذا بأن "المعلومات الاستخبارية المتوفرة لا تربط الحركة الإسلامية بنشاط عنيف فعلي أو بتحويل أموال إلى جهات تمارس أعمالاً ضد كيان الاحتلال أو تموله"، حسب موقع الصحيفة.
وكان نتنياهو أصدر تعليماته في وقت سابق للأجهزة الأمنية الصهيونية للإعلان عن الجناح الشمالي للحركة الإسلامية تنظيماً غير قانوني، وسيمنح هذا الإعلان في حال اقراره آليات ملموسة للأجهزة الأمنية من أجل مكافحة هذه الحركة التي يتهمها نتنياهو وبعض الاحزاب المتطرفة بالوقوف وراء التصعيد في القدس والاقصى. وقال نتنياهو خلال جلسة لكتلة الليكود البرلمانية: "لا يوجد ما يبرر السماح بنشاطات لهيئة تنكر وجود كيان الاحتلال، ولا يمكن ترك ما يمارسه العرب من تحريض تأييداً لاختطاف جنود من الجيش على غرار ما حدث خلال المظاهرة في مشارف أم الفحم يوم الجمعة الماضي" والتي نظمتها الحركة تضامناً مع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وفيها ردد المتضامنون شعارات تدعوا لخطف المزيد من جنود الاحتلال لإطلاق سراح الاسرى وتبييض السجون.
وقال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ رائد صلاح: "إن نتنياهو يحاول أن يجعل إعلان الحرب على الحركة الإسلامية وثوابتها جزءاً من إعلان الحرب على كل المشروع الإسلامي الآن على صعيد الأمة المسلمة والعالم العربي". وأوضح صلاح أن محاولة نتنياهو حظر الحركة باتت في نظرنا أسطوانة متكررة كان قد دعا إليها شارون حينما كان رئيساً للحكومة، ثم دعا إليها نتنياهو عام 2010، وعاد إلى نفس هذه الدعوة، كما تبعه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ولذلك هي ليست بأمر جديد. وتابع "تعاملنا مع هذه الدعوة كأنها لم تكن، ولازلنا نتعامل معها الآن بنفس المنطلق"، مؤكداً للقاصي والداني أن الحركة وجودها شرعي تستمده من الله عز وجل قبل كل شيء، ثم من التفاف الجماهير في الداخل حول الحركة ومؤسساتها ونشاطاته. وشدد على أن هذه الشرعية لا يمكن لنتنياهو ولا لغيره أن ينجح في إلغائها، قائلًا "من ظن أنه يستطيع أن يلغي هذه الشرعية التي تتمتع بها الحركة، فهو واهم وسيحيى واهماً وسيموت واهماً وسيُبعث عند الله واهماً، وإن كان نتنياهو".
وتلاحق الأجهزة الأمنية الصهيونية الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، وتحقق في أنشطته وتمويله، وأصدرت أحكاماً بالسجن عدة مرات على رئيسه الشيخ رائد صلاح، إلا أن الإجراءات لم تصل حد حظر الجناح الشمالي، والذي يعتبر بحسب مراقبين، الأوسع انتشاراً والأكثر تأثيراً في الشارع العربي داخل الاراضي المحتلة عام 48.