الجزائر: بن فليس يهاجم بوتفليقة بسبب خوضه في تعديل الدستور
Nov ٣٠, ٢٠١٤ ٠٦:٣٨ UTC
-
رئيس الوزراء الجزائري سابقا علي بن فليس
قال رئيس الوزراء الجزائري سابقا علي بن فليس، ان التعديل الدستوري المرتقب "أصبح في نظر معشر الجزائريات والجزائريين، كَسَرَابٍ يتحكم فيه النظام السياسي القائم بِقدرةٍ سحريةٍ يُظهره متى يشاءُ ويخفيه متى يشاءُ". في إشارة إلى حديث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء الماضي، عن تمسكه بتعديل الدستور في وقت احتدم جدل حول "تراجعه عن المسعى".
وأضاف:"مثلُ هذا التصرف، أقل ما يمكن قوله بشأنه أنه يستفز مشاعر شعب بأكمله ويستصغر مكانة أمة برمتها، و يثير الكثير من المعاينات التي يمتزج فيها ما هو عجيب وغريب بما هو محزن ومحبط. فمعاملة كهذه تثير فعلا التعجب والاستغراب، كما تُغذي في نفوس كل الأحرار الغيورين على سمعةِ ومرتبةِ بلدهم، بين الأمم، مشاعِرَ الحزن والألم أمام ما آلت إليه الأمور في دولتنا الوطنية".
ويفهم من كلام بن فليس انه رفض أن يخوض الرئيس بوتفليقة في قضية هامة مثل الدستور، أمام مشاركين أجانب في مؤتمر بحث تطور الدساتير الافريقية.
وقد تم ذلك في خطاب للرئيس قرأه نيابة عنه أحد مستشاريه. وقال بوتفليقة في هذا الخطاب أنه لا يزال متمسكا بالدستور الذي اعلن عن تعديله في ربيع عام 2011، لكنه لم يقدم على هذه الخطوة لأسباب مجهولة. ولم يذكر الرئيس متى سيتم التعديل.
وأفاد بن فليس بشأن عدم قراءة بوتفليقة خطابه بنفسه:"إن شكل الرسالة جاء ليضيفَ دلالةً إلى الدلالات الثابتة الأخرى، عن شُغُورِ السُّلطة. فَكَيْفَ لمشروع بحجم مراجعةِ أسمى قانونٍ في جمهوريتِنَا ،أن يتم الإعلانُ عنه عن طريق مُرَاسَلَةٍ دون أن يَتَحَمَّلَ المسؤولُ الأولُ للبلادِ عبءَ مُخاطَبَةِ شَعْبِنَا بشأنِه و إبلاغِه بنواياه وغاياتِه وأهدافِه؟". يشار إلى أن الرئيس مريض يعاني من تبعات الإصابة بجلطة دماغية.
وتساءل رئيس الوزراء سابقا الذي أقاله بوتفليقة في 2003:"أيُعْقَلُ أن يدوم التحضيرُ لمراجعةٍ دستوريةٍ ثلاثَ سنواتٍ ونصف السنة، دون أن يُكتب له بأن يرى النور؟ ألا يُخْفِي هذا التماطلُ نوايا وغاياتٍ وأهدافًا أخرى غير التي يتم الإعلان عنها بعنوان شفافيةٍ مشبوهةٍ ومصداقيةٍ مبتورة؟ ألا يَحِقُّ لنا أن نتساءل عما إذا لم يُصبح مشروعُ المراجعة الدستورية مجردَ ورقةٍ يتخيلها نظامنا السياسي أنها ورقةٌ رابحةٌ ،يشهرها كلما ضاق به السبيل وتراكمت عليه الضغوطاتُ ويقوم بإرجائها، كلما ظن أن الضغوطات خفّت وأنه استعاد زمام المبادرة من أجل البقاء؟".
وأصدر بن فليس الشهر الماضي "كتابا أبيض عن تزوير انتخابات الرئاسة" التي جرت في 17 أبريل/ نيسان الماضي، والتي حل فيها ثانيا بعيدا عن بوتفليقة. ويقول بن فليس في كتابه أن وزارة الداخلية زوَرت الانتخابات لفائدة الرئيس المترشح.
كلمات دليلية