الصحافة الجزائرية: بوتفليقة يجدد عزمه على تعديل الدستور
Nov ٢٥, ٢٠١٤ ٠٤:٢٨ UTC
-
الرئيس الجزائري تحدث في خطاب له حول تعديل الدستور
"مبررات الرئيس حول تأخر تعديل الدستور" و"زعيم المتشددين الاسلاميين يهاجم أحزاب الموالاة" و "مبادرة سياسية مثيرة للجدل"، و"ناشط حقوقي يدعو العسكر إلى التدخل في السياسة" هي عناوين أبرز المواضيع المنشورة في الصحافة الجزائرية الصادرة الثلاثاء.
بوتفليقة يجدد عزمه على تعديل الدستور
نقلت صحيفة "المجاهد" الحكومية خطاب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة حول تعديل الدستور، وذلك في مقال عنوانه "مبررات الرئيس حول تأخر تعديل الدستور"، حيث قال الرئيس أنه "حريص على تفادي التسرَع والتقليد والارتجال"، بخصوص التعديل الدستوري الذي تعهد به منذ مدة طويلة من دون أن يفعل. ويعتزم الرئيس في وثيقة التعديلات، التي كشف عنها في مايو (أيار) الماضي، تحديد الترشح للرئاسة بولاية واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة.
وذكر بوتفليقة في رسالة قرأها نيابة عنه مستشاره بالرئاسة محمد علي بوغازي، بمناسبة تنظيم مؤتمر حول "القوانين الدستورية في إفريقيا" بالعاصمة، أن الجزائر "تستعد لتعديل دستورها وهي تحضر لذلك بجدية، وكلها دراية بنضج الأفكار التي أفرزتها المشاورات الواسعة التي نظمت لهذا الغرض، من أجل إشراك كافة شرائح المجتمع والوصول إلى توافق حول المسائل الجوهرية، وضمان فعالية حقيقية للأحكام الدستورية الجديدة"، في إشارة إلى لقاءات جرت في يونيو (حزيران) الماضي، بين وزير الدولة أحمد أويحي والأحزاب والشخصيات السياسية والجمعيات، لمناقشة وثيقة التعديلات الدستورية التي يقترحها الرئيس. وقاطعت أحزاب المعارضة "الإستشارة الدستورية" بدعوى أنها لا تقدم إضافة للحريات والديمقراطية، ولا تعزز سلطة البرلمان في مراقبة أعمال الحكومة ولا تقوَي صلاحيات القضاء بشأن محاربة الفساد.
وجاء في خطاب بوتفليقة، حسب الصحيفة، أن "الهدف المتوخى من نظرتنا إلى الأمور (الدستور) هو تسهيل مسار انفتاح المجتمع الجزائري ومرافقته، مع العمل على حفظ استقراره وتجنيبه الاضطرابات التي تعرفها مختلف دول عالمنا، في زمن التحولات العميقة التي يشهدها".
حرب بين الاسلاميين واحزاب السلطة
صحيفة "الجزائر أنفو" طالعتنا بمقال عنوانه "زعيم المتشددين الاسلاميين يهاجم أحزاب الموالاة"، جاء فيه ان عبد الله جاب الله زعيم الحزب الاسلامي "جبهة العدالة والتنمية"، وصف اتهامات ما يسمى بـ"أحزاب الموالاة" بشأن لقاء قادة المعارضة بوفد من الاتحاد الأوروبي، بـ"اللغو". وقال أن جبهة القوى الاشتراكية "ألحقت ضررا بنفسها" بسبب ما يسمى "مبادرة الإجماع الوطني" التي لقيت التأييد فقط من طرف الأحزاب الموالية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وصرَح جاب الله للصحيفة على خلفية الامتعاض الشديد لأحزاب السلطة، من خوض قادة المعارضة مع أوروبيين في قضايا تخص الشأن الداخلي، فقال:"كلامهم لا يعتدَ به وهم يعرفون أنه لغو، والجميع يعلم من له علاقة مع الأممية الاشتراكية ومن يسهر على تغليب منفعة لأجنبي على مصلحة الوطن".
وشنَ عمار سعداني امين عام "جبهة التحرير الوطني" حملة شديدة ضد نشطاء المعارضة واتهمهم بـ"العمالة لأطراف داخلية وخارجية". و قالت الصحيفة:"إذا كان مفهوما من يقصد بالطرف الخارجي وهو وفد الاتحاد الاوروبي، فإن الطرف الداخلي لم يوضح سعداني من هو. فهل يقصد جهاز المخابرات ورئيسه محمد مدين الذي سبق أن اتهمه بإثارة الانقسامات داخل الاحزاب، وبالوقوف ضد استمرار بوتفليقة لفترة رئاسية رابعة؟".
المعارضة تواجه تصدعا
أما صحيفة "الوطن" المحسوبة على المعارضة، فكتبت في مقال بعنوان "مبادرة سياسية مثيرة للجدل"، بأن قياديين في "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي"، وهو اكبر تكتل للمعارضة الجزائرية، طالبوا بـ "اتخاذ موقف رافض حازم" ضد مبادرة سياسية أطلقها أقدم حزب معارض، بذريعة أنه "يروَج لمشاريع النظام ويترجم إرادته الالتفاف على مطلب التغيير". وتواجه المعارضة، حسب الصحيفة، تصدعا واضحا بشأن هذه القضية، فقطاع منها ينادي بالتغيير بمشاركة السلطة القائمة. فيما ينادي قطاع آخر بتغيير يبدأ برحيل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الحكم.
وقال عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي "حركة مجتمع السلم"، وأحد قياديي "التنسيقية" لصحيفة "الوطن"، أن "المعارضة الحقيقية التي تطمح إلى التغيير وترى بأن هذا النظام فاشل وليس له ما يقدم للجزائر، عليها أن ترفض ما يسمى مبادرة الإجماع الوطني لانها تهدف إلى إنقاذ النظام". فيما صرَح رئيس حزب "جيل جديد" والعضو الفاعل في "التنسيقية"، بـ"أن ردَنا على النظام ينبغي أن يكون حازما، ويكون ذلك برفض مبادرته التي يعرضها علينا بواسطة حزب جبهة القوى الاشتراكية".
وتسعى قيادة "القوى الاشتراكية"، منذ شهر، إلى حشد التأييد حول مشروع تسميه "إعادة بناء الإجماع الوطني". فقد التقت بـ "أحزاب الموالاة" وهي "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي" و"الحركة الشعبية الجزائرية" و "تجمع أمل الجزائر"، وافتكت منها تأييدا للمشروع، رغم أن مضمونه غير معروف.
دعوة غريبة !
وفي سياق الحراك السياسي الذي تشهده البلاد، نقلت صحيفة "الرأي" في مقال عنوانه "ناشط حقوقي يدعو العسكر إلى التدخل في السياسة"، عن المحامي والناشط السياسي، مقران آيت العربي، قوله إن تنظيم رئاسيات مبكرة كما تطالب به المعارضة "قد يكون مخرجا للسلطة والمعارضة، ولكن هذه العملية تحتاج إلى إقناع الرئيس بأنها في صالح البلاد وفي صالحه شخصيا".
وذكر آيت العربي، للصحيفة أن "الجهة الوحيدة، في اعتقادي، التي تستطيع أن تعمل في هذا الاتجاه هي قيادة الجيش. وما دامت المعارضة متمسّكة ببقاء الجيش في الثكنات، وفي غياب تجنيد الشعب، سنبقى في قاعة الانتظار".
كلمات دليلية