الضفة تشتعل والسلطة أمام استحقاق وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال
Dec ١٣, ٢٠١٤ ٠٣:٤٥ UTC
بلغ السيل الزبى لسان حال الفلسطينيين ليس في غزة وحدها الذي ينهش لحم أطفالها الحصار ويفتك بما تبقى من حياة فيها، بل الضفة الغربية والقدس المحتلتين ايضاً حيث الدم المستباح امام التغول الصهيوني بضوء أخضر رسمي بدءاً بالشهيد الفتى محمد ابو خضير الذي احرق حياً وليس انتهاءاً بالشهيد زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
فيما اجلت السلطة الفلسطينية اجتماع لها كان مقرراً امس الجمعة في أعقاب استشهاد ابو عين لتدارس الموقف وتحدثت عن وقف التنسيق الامني، لكن يبدو ان قرار نهائي لم يتخذ بعد بشأن وقف التنسيق الامني واجلت اجتماعها النهائي الى يوم الاحد لاتخاذ موقف بهذا الشأن، وذلك على ما يبدو استجابة لضغوط دولية دخلت على الخط في مسعى لعدم تصعيد الاوضاع المتوترة اصلاً.
وقد سارع وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فيما ربط مسؤول فلسطيني بين التأجيل والتصويت المرتقب في مجلس الأمن، على مشروع قرار فلسطيني يدعو إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية عام 1967 في نهاية 2016، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية "قد تكون معنية هي أيضاً بعدم اتخاذ قرارات من شأنها التأثير على هذا المسعى السياسي". فهل سترهن السلطة وقف التنسيق الامني بالتوجه الى مجلس الامن تماماً كما هو الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية؟!
فيما سارعت الفصائل الفلسطينية الى مطالبة السلطة بوقف التنسيق الامني والذي كان على الدوام محط انتقادات فلسطينية ومطالبات بإلغائه بشكل كامل، فهي ترى فيه خدمة للمحتل، داعية إلى الرد على انتهاكات المحتل واعتداءات مستوطنيه والتي لم تستثني فلسطيني دون اخر، فالكل امام فوهة بندقية المحتل.
وتطالب الفصائل والتي ترى ان استشهاد ابو عين وكما يقول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق وحد الفلسطينيين تطالب السلطة الفلسطينية بقرارات كبيرة ومسؤولة عن حياة الفلسطينيين أهمها وقف التنسيق الأمني مع المحتل الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهته مع المحتل بكافة أشكال المقاومة، أما المحتل فالمخاوف لديه في تصاعد فقد أعلن الاستنفار في صفوفه ودفع بالمزيد من قواته تحسباً من اتساع رقعة المواجهات وخشية مما قد تحمله الأيام القادمة.
ووفقاً لمصادر صهيونية فإن مواجهات عنيفة بانتظار قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، هذه المخاوف سرعان ما وجدت صداها على الارض حيث المواجهات التي امتدت من القدس مروراً برام الله حيث المسيرات الاسبوعية في النبي صالح ونعلين وبلعين رفضاً للاستيطان والجدران ومصادرة الارض وصولاً حتى بيت لحم والخليل، وفيها اصيب العشرات من الفلسطينيين برصاص الاحتلال وقنابل غازه السام.
وفي بيت لحم اصيب ستة صهاينة في هجوم بمادة حارقة نفذه فلسطيني في الاربعينات من عمره قبل ان يطلق جنود الاحتلال النار عليه ويصيبوه، ويعتبر الهجوم الاحدث في مسلسل الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون في اطار ردهم على انتهاكات الاحتلال واجرامه.
وفي القدس التي حولها المحتل الى ثكنة عسكرية معلناً حالة الاستنفار فيها ادى اكثر من خمسين الف مصل صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك رغم الحواجز التي اقامها الاحتلال في محيطه وعلى مداخل البلدة القديمة في المدينة لمنع المصلين من الوصول إليه .
وفي غزة وخلال مسيرات احياء ذكرى انطلاقتها أكدت حركة حماس أن التحالفات التي تُقاد ضد الحركة ستفشل كما فشلت في السنوات الماضية.
وفي جنوب القطاع قال الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس حركته ستكرر تجربة غزة في الضفة حتى التحرير، واكد الزهار رفض حركته بالقبول بدولة على حدود 67 والاعتراف بالاحتلال، وقال :"لن نتنازل عن اي شبر من فلسطين".
وفي شمال القطاع قال فتحي حماد القيادي في الحركة :"إن التحالف الذي يقوده وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ضد حماد سيفشل كما فشل في السنوات الماضية". وأضاف حماد "نصرنا سيعظم ما عظم الحصار وعظم التآمر والدليل هو هذه الحشود حول برنامج المقاومة وخيار الجهاد والمقاومة"، داعياً القيادي في حماس الى تصعيد المقاومة في القدس، وقال:" من قتل شبابنا سنقتل شبابه".
ألى ذلك اثار الفيديو المسرب لعملية زيكيم البحرية التي نفذتها كتائب القسام خلال الحرب الاخيرة على غزة، ردود فعل غاضبة في جيش الاحتلال واعتبروه اختراقاً خطيراً فتح على اثره تحقيقاً موسعاً لمعرفة كيفية تسرب التسجيل الذي يكشف زيف ادعاءاته بداية العدوان حين قال انه تمكن من قتل المهاجمين مباشرة، في حين يظهر الفيديو وقوع اشتباكات قوية وتمكن الفدائيين من تفجير دبابة عسكرية من مسافة صفر. وأمر رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس، ظهر امس الجمعة، بفتح تحقيق خاص في تسريب فيديو العملية.
وأشارت القناة الصهيونية الثانية الى أن الجيش سيفحص إمكانية أن يكون الفيديو قد سرب من قبل جندي صهيوني، أو أن "هاكرز" نجح بالدخول لنظام الجيش ونجح بالسيطرة على الفيديو ونسخه، وكانت وسائل إعلام صهيونية مختلفة قالت أن الفيديو أثار حالة من الذهول في أوساط قيادة الجيش وكذلك الصهاينة، كما تسبب بإحراج كبير للجيش.