غارات على غزة والمهجرون يطالبون بسرعة الإعمار تفادياً للانفجار
(last modified Sat, 20 Dec 2014 03:29:59 GMT )
Dec ٢٠, ٢٠١٤ ٠٣:٢٩ UTC
  • مازال الحصار واستمرار معاناة المهجرين والنازحين في غزة
    مازال الحصار واستمرار معاناة المهجرين والنازحين في غزة

إستفاق الفلسطينيون في جنوب قطاع غزة على أصوات انفجارات هزت مساكنهم سرعان ما تبين أنها غارة صهيونية استهدفت موقعاً أمنياً إلى الشمال الغربي من مدينة خانيونس جنوب القطاع. وقالت مصادر أمنية إن طائرات حربية صهيونية من نوع أف 16 أطلقت صاروخين على موقع تابع للمقاومة دون وقوع إصابات في الأرواح إلا أنه خلف أضراراً في المكان.

، وزعمت مصادر صهيونية ان الغارة جاءت رداً على اطلاق الفلسطينيين صاروخاً باتجاه مستوطنات النقب المحتل صباح الجمعة، ولم يعلن أي من الفصائل الفلسطينية مسؤوليته عن اطلاق صواريخ صوب مستوطنات الاحتلال.

وتعد الغارة الصهيونية هذه الاولى التي يتعرض لها القطاع منذ الحرب الصهيونية الاخيرة التي استهدفت غزة على مدار 51 يوماً قبل أن يضع حداً لها اتفاق للتهدئة رعته القاهرة إلا ان فصوله لم تكتمل بعد، فيما تراود الفلسطينيين مخاوف من نية الاحتلال شن المزيد من غاراته على غزة في ظل السباق الانتخابي المحموم في كيان الاحتلال والذي يهدف لجلب اصوات الناخبين إلى جانب التأكيد للناخب ان اليد الطولى لاتزال لكيان الاحتلال وان جيشه هو من يتحكم بمعادلة غزة التي لم يتغير فيها شيء.

وكان وزير الحرب الصهيوني موشيه يعالون ذكر في وقت سابق ان على جيشه الاستعداد لعمل عسكري جديد في غزة، مشيراً إلى ان جيشه قد يضطر لاجتياح غزة، لكن هناك من يرى ان الحروب لا تجلب هدوءاً ولا توفر امناً، وبحسب حاييم لبين رئيس المجلس الإقليمي لمجمع أشكول: "إن الردع العسكري ليس حلاً للهدوء في غلاف غزة، والحروب لا تحسم الإ عن طريق السياسيين الذين يجلبون الأمن والهدوء للمنطقة". وأضاف: "بعد الجرف الصامد (العدوان الاخير) كانت هناك فرصة غير عادية لتحقيق حل طويل المدى، أما في الوقت الحاضر فنجد أنفسنا أمام وضع متفجر وحالة من التصعيد والحرب القريبة".

الإسراع في الإعمار أو الانفجار

الحديث عن الانفجار لم يقتصر على الجانب الصهيوني فحسب، بل توالت التحذيرات من قبل الفصائل الفلسطينية التي تحدث عن قرب نفاذ صبر غزة واقتراب ساعة الانفجار في ظل بقاء الحصار وتباطؤ الإعمار واستمرار معاناة المهجرين والنازحين، الذين تظاهروا بالمئات على حدود غزة احتجاجاً على استمرار إغلاق المعابر، ورفضاً واستنكاراً لكل المؤامرات التي تعيق عملية الإعمار، وإدخال مواد البناء لإعمار ما دمرته آلة الحرب "الصهيونية". وتركزت مطالب المتظاهرين حول ضرورة الإسراع في إعادة إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال، محذرين في ذات الوقت أن هذا التجاهل التام تجاه قضيتهم سيؤدي لتفجر الأوضاع بحسب تصريحات ولقاءات أجريت مع المعتصمين، وبحسب هؤلاء المهجرين والذين تتفاقم معاناتهم مع دخول فصل الشتاء، "كنا ننتظر العودة إلى ديارنا أما الآن ننتظر بناء سقفنا في المخيم"، "لا لتسييس الإعمار".

ويقول الأستاذ معين أبو عوكل رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة، إن هذا الاعتصام اليوم هو رسالة قوة وغضب من هذا الشعب المقهور الذي بدأ صبره بالنفاد، وطالب بضرورة الإسراع في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في الحرب الأخيرة، أو العودة لمربع الحرب، مضيفاً: "لا بد من حرمان المحتل من العيش بسلام كما هو حال من دمرت بيوتهم في غزة، فهذا المحتل لا يفهم إلا لغة القوة". وأكد أبو عوكل، أن قطاع غزة سيشهد الأسبوع المقبل اعتصامات شعبية وجماهيرية ستغطي كافة قطاع غزة من بيت حانون شمالاً وحتى رفح جنوباً، مضيفاً: "سيتوجه أبناء شعبنا باتجاه الحدود من أجل كسرها سواء مع الجانب المصري، أو حتى مع الاحتلال".

وتوالت تحذيرات اطلقها اكثر من مسؤول في حركة حماس وآخرها ما جاء على لسان عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خليل الحية في الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة حركة حماس، حيث أكد أن حركته لن تقبل بأقل من إعادة الإعمار ورفع الحصار الصهيوني عن قطاع غزة محذراً من لحظة الانفجار. الانفجار الذي لن يكون واضح المعالم وفقاً للقيادي في الحركة فتحي حماد، إذ حذر الأطراف الدولية من مواصلة حصارها للقطاع والتعمد في تأخير الإعمار، مشدداً على أنه "إذا لم يفك الحصار ويبدأ الاعمار سيكون الانفجار، وستنفجر غزة في وجه كل العالم وإن انفجرت غزة فلن يكون استقرار في كل العالم" . وأشار حماد إلى دور بعض الأنظمة العربية المتورطة في عملية حصار الشعب والتآمر على المقاومة، وتابع "هناك تصورات كثيرة لهذا الانفجار، وينبغي للعالم أن يفهم أن فلسطين هي مفتاح السلم والحرب في العالم".

أموال الإعمار لم تصل 

إلى ذلك قال مسؤولون فلسطينيون ودوليون وآخرون إنه لم يتم تحويل سوى اثنين بالمئة من الأموال التي تعهد بها مانحون قبل شهرين والبالغة 5.4 مليار دولار للمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الذي دمر القطاع. وكان مؤتمر للمانحين عقد في القاهرة ووصف بالناجح، حيث تعهدت قطر بتقديم مليار دولار والسعودية 500 مليون دولار بينما وعدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معاً بتقديم 780 مليون دولار في صورة مساعدات مختلفة، لكن هذه الوعودات والتعهدات لم تسد رمق عشرات الالاف من الذين باتوا بلا مأوى، فلا إعمار في غزة.

وكان من المتوقع إنفاق نصف هذه الأموال على إعادة بناء المنازل والبنية التحتية في غزة بعد أن دمرت أثناء الحرب على أن يخصص باقي المبلغ لدعم الموزانة الفلسطينية. غير أن مسؤولين في الأمم المتحدة وغيرهم قالوا إنه لم يتم تسلم سوى نحو مئة مليون دولار فقط من إجمالي المبلغ الذي تعهد به المانحون.  وقال روبرت تيرنر مدير العمليات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة "تلقينا تمويلات وتعهدات بنحو مئة مليون دولار لأغراض الإيواء والإصلاح، لكن هذه التمويلات ستنفد، في يناير 2015 . وقال وزير الإسكان مفيد الحساينة هذا الشهر إن الدول العربية لم تدفع شيئاً حتى الآن وإن الأوروبيين دفعوا بضعة ملايين.