الصحافة الفلسطينية... تهديدات صهيونية وتحذيرات من انفجار غزة
Dec ٢١, ٢٠١٤ ٠٤:٢٧ UTC
افردت الصحافة الفلسطينية الصادرة اليوم الاحد مساحات واسعة للحديث عن تداعيات الغارة الصهيونية التي استهدفت موقعاً فلسطينياً جنوب قطاع غزة والتي تعد الاولى منذ توقف الحرب الاخيرة، إلى جانب تهديدات قادة الاحتلال وتحذيرات الفصائل الفلسطينية مطالبتها القاهرة بإلزام الاحتلال باتفاق التهدئة واستكمال مباحثاتها وذلك في ظل المخاوف من انفجار الاوضاع مجدداً على جبهة غزة.
وأشارت صحيفة (فلسطين) إلى عودة التهديدات الصهيونية لغزة وتداعيات الغارة التي شنتها طائرات الحرب على غزة والتي تعتبر الاولى منذ توقف الحرب الصهيونية الاخيرة التي استهدفت غزة مطلع يوليو/ تموز الماضي، وتحت عنوان "نتنياهو لن نمر مر الكرام على عودة الصواريخ من غزة"، حيث حذر رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، من اطلاق صواريخ على الكيان الإسرائيلي، بعد وقت قصير من تهديد وزير حربه، موشيه يعالون، بالرد بحزم إذا لم توقف الهجمات المنطلقة من قطاع غزة. وقال نتنياهو، خلال مشاركته في حفل إشعال شمعدان عيد الأنوار الذي أقيم في باحة حائط البراق في القدس المحتلة: "أمن إسرائيل يأتي قبل كل شيء آخر ولن أمر مرور الكرام حتى على إطلاق صاروخ واحد على أراضينا"، على حد تعبيره. وتوعد وزير حرب الاحتلال الصهيوني موشيه يعالون بالرد بحزم على حركة "حماس" إذا لم توقف الهجمات من قطاع غزة على (إسرائيل)، معتبرا الحركة مسؤولة عن كل ما يجري في القطاع.
في المقابل تقول الصحيفة، أن حركة حماس أكدت على التزامها بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال ونقلت على لسان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزق، إن حركته ملتزمة بوقف إطلاق النار ما التزم به كيان الاحتلال، مشيرًا إلى أن حماس غير راضية بعدم التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار، والخروقات المتكررة التي يجب أن تتوقف، وأشار أبو مرزوق إلى أن حركته تحاول مع كافة الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية الالتزام بوقف إطلاق النار، لقطع الذرائع أمام (الإحتلال) لاستهداف قطاع غزة مجددا.
ونقلت صحيفة فلسطين على لسان رئيس حكومة غزة الاسبق اسماعيل هنية دعوته لمصر بالزام حكومة الاحتلال باتفاق وقف اطلاق النار، وهي الدعوة ذاتها تقول الصحيفة التي وجهتها الفصائل الفلسطينية والتي اعتبرت الغارة الصهيونية الجوية التي استهدفت الليلة قبل الماضية، مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، "تطوراً نوعياً وخطيراً على صعيد العدوان الصهيوني"، مشيرين إلى أن الدم الفلسطيني هو الثمن لرفع شعبية أي قائد أو زعيم إسرائيلي . وطالبت الفصائل الراعي المصري لاتفاق التهدئة الأخير، باستكمال مباحثات التهدئة مع الاحتلال والضغط على الاحتلال للكف عن ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وفتح معابر القطاع وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.
وشنت طائرات الحرب الصهيونية غارة هي الاولى منذ توصل الطرفان الفلسطيني والصهيوني في 26 أغسطس/ آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، أوقفت حرباً إسرائيلية على قطاع غزة دامت 51 يوماً؛ ما تسبب باستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني، وجرح أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل .
الصحافة العبرية تضع خيارات للحكومة الاسرائيلية
صحيفة (القدس) نقلت ترجمات عن الصحافة الصهيونية، حيث مخاوف الاحتلال التي لم تغب من إمكانية عودة الوضع على الانفجار من جديد على جبهة غزة في حال بقي الوضع على ما هو عليه، تقول الصحيفة نقلاً عن هذه الترجمات تحت عنوان، "الصحافة العبرية تضع خيارات للحكومة الاسرائيلية" تجنبها حرباً جديدة مع غزة، حيث وضع تحته محللين وخبراء عسكريين صهاينة تصورات لصالح الحكومة الصهيونية باعتبارها خيارات مهمة لتجنب أي حرب جديدة مع غزة.
وكتب المراسل والمحلل العسكري لموقع واللا العبري أمير بحبوط، أمس السبت، تقريرا تحت عنوان "الوضع الاقتصادي في غزة هو الأسوأ منذ الجرف الصامد"، قال فيه إن "سكان النقب الغربي هم عنوان حماس الوحيد لتحرك رسالتها تجاههم، لهذا السبب فإنه على الحكومة الإسرائيلية العمل على تخفيف الضائقة الاقتصادية وتحريض الدول على نقل أموال الإعمار وكبح جماح أي قرار لحماس للتوجه بعملية عسكرية ضد إسرائيل". من جهته كتب كوبي ميخائيل الخبير في معهد دراسات الأمن القومي، في صحف الصهاينة اليوم ومعاريف، أن الوضع في غزة قابل للانفجار ويشبه طنجرة الضغط التي تغلي وقد تنفجر بوجه الصهاينة ما سيقود إلى جولة أخرى من المواجهة. وأشار إلى أن مصلحة الصهاينة حاليا قائمة على تأجيل أي معركة مع حماس قدر الإمكان وتحسين ظروف الحياة لسكان القطاع حتى لا تندلع أي مواجهة جديدة تمتد رقعتها للضفة والقدس في ظل ارتفاع الهجمات مؤخرا بسبب الحرب الأخيرة على غزة.
التصعيد العسكري والسياسي المرافق للانتخابات الاسرائيلية
وتحت عنوان "التصعيد العسكري والسياسي المرافق للانتخابات الاسرائيلية" جاءت افتتاحية صحيفة القدس وفيها، تقول الصحيفة، على المستوى السياسي تنشط الولايات المتحدة في دعم الصهاينة، لان ولاية الرئيس اوباما بدأت تقترب من نهاية مرحلتها الثانية والاخيرة، ويحاول الحزب الديمقراطي كسب القوى الصهيونية او المؤيدة للصهاينة، ولا تكتفي واشنطن بالوقوف ضد مشروع القرار الفلسطيني المقترح والمعدل بصورة جوهرية والقابل للتعديل كذلك، وانما هي تحرض بلسان وزير خارجيتها جون كيري، الدول الاوروبية لكي لا تدعم هذا المشروع والعمل على وقفه وذلك كما يريد الصهاينة تماما. وعلى المستوى العسكري تتابع الصحيفة في افتتاحيتها، بدأت اسرائيل حملة تصعيد ضد قطاع غزة بحرا وجوا ضد الصيادين ومراكبهم وضد المواطنين واملاكهم، والامور تبدو مرشحة لمزيد من التصعيد كما حدث في الحالات الانتخابية عام ٢٠٠٨ و٢٠١٢، وتريد اسرائيل إعطاء الانطباع بان الوضع الفلسطيني مضطرب وهو منقسم وان الحديث عن السلام وحل الدولتين لا يبدو منطقيا، وكأن استمرار الاحتلال هو الحل والحرب هي البديل. وتختم القدس افتتاحيتها بالقول، رغم كل الغطرسة وعنجهية القوة، فان نتانياهو يدرك ان التصعيد ضد غزة ليس لعبة سهلة ولا مناورة بسيطة الثمن وان الصواريخ التي يمكن ان تهدد الجنوب المحتل يمكن ان تهدد مستقبله السياسي ايضا.
فلسطين تحظى بقرار أممي حول سيادتها على الموارد الطبيعية
وفي إطار القرارات الأممية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الفلسطينيين، قالت صحيفة القدس تحت عنوان، فلسطين تحظى بقرار أممي حول سيادتها على الموارد الطبيعية، تقول الصحيفة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية ساحقة، أمس السبت، مشروع قرار بعنوان "السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية."
ويعيد القرار التأكيد على الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني على موارده الطبيعية، بما فيها الأرض والمياه، ويعترف بحقه في المطالبة بالتعويض نتيجة لاستغلال موارده الطبيعية وإتلافها أو ضياعها أو استنفادها أو تعريضها للخطر بأي شكل من الأشكال بسبب التدابير غير المشروعة التي تتخذها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من خلال بناء المستوطنات وتشييد الجدار، التي تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وفتوى محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ويطالب القرار إسرائيل بأن تتقيد تقيدا دقيقا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وألا تستغل الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، أو إتلافها أو التسبب في ضياعها أو استنفادها وعن تعريضها للخطر، وأن تتوقف عن تدمير الهياكل الأساسية الحيوية للشعب الفلسطيني.
كلمات دليلية