عام 2014 : العام الأسوأ على الفلسطينيين بامتياز
Dec ٣٠, ٢٠١٤ ٠٤:٤٥ UTC
عام 2014 كان الاقسى على الفلسطينيين من حيث الاستهداف الصهيوني الذي طال معالم الحياة سواء في غزة حيث الحرب الاشرس التي عاشها الفلسطينيون، او في الضفة حيث تسارع وتيرة الاستيطان واتساع دائرة الارض المصادرة لصالح اقامة المستوطنات وزيادة أعداد المستوطنين، وكذلك الحال في القدس حيث التهويد الذي يكاد يغيب المسجد الأقصى.
وفي تلك الحرب أيضاً عاش الغزيون فصول جديدة من التشرد والتهجير بعد ان ترك ثلث سكان غزة منازلهم إلى مراكز إيواء خشية القتل الصهيوني، هذا إلى جانب تدمير الاف المنازل التي هوت على رؤوس ساكنيها مع عدد من الابراج والعمارات ليصبح ما يقرب من 10 الاف فلسطيني بلا مأوى فيما لا زال حوالي 27,000 فلسطيني يلتجئون في 18 مدرسة تابعة للأونروا.
وفي العام 2014 واصلت المصالحة الفلسطينية تعثرها رغم توقيع اتفاق الشاطئ بين حركتي حماس وفتح والاعلان عن تشكيل حكومة توافق وطني لكنها في الوقت ذاته لم تفلح في التوفيق بين شطري الوطن في غزة والضفة لتعود المصالحة إلى مربعها الاول بعد ان اعترضت طريقها الكثير من الملفات خصوصاً فيما يتعلق بموظفي حكومة غزة السابقة ورواتبهم وصولاً إلى التفجيرات التي استهدفت منازل قادة حركة فتح وتعطل عمل حكومة التوافق الوطني التي وقفت في ظل استمرار الانقسام عاجزة عن تلبية احتياجات غزة المحاصرة.
ولم تنجح المحاولات الداخلية والتي بدلتها الفصائل الفلسطينية لإصلاح ذات البين وعودة اللقاءات بين الطرفين على الاقل خصوصاً في ظل انشغال مصر الراعي الرئيس للمصالحة بأوضاعها الداخلية.
واعتبر عام 2014 الاسوأ بالنسبة للأسرى الفلسطينيين حيث لا زال يعيش أكثر من 6500 اسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الصهيوني في ظل اوضاع قاسية عاشها الأسرى بعد أن أصبحوا عنوان انتقام للسياسة الرسمية الصهيونية"، وانشغلت حكومة الاحتلال برئاسة، بنامين نتنياهو، طيلة هذا العام بوضع إجراءات وقوانين تستهدف حقوق الأسرى وكرامتهم.
وبينما واصل عشرات الأسرى اضراباتهم اعادت قوات الاحتلال اعتقال ما يقرب من 67 اسيراً محرراً كان اطلق سراحهم خلال صفقة وفاء الأحرار حيث حملات الاعتقال التي بلغت ذروتها في اعقاب اختفاء وقتل ثلاثة صهاينة في يونيو الماضي, وقد اعادت قوات الاحتلال احكام العديد من المحررين, ومع هذه المعاناة بقي هناك ما يؤرق الأسرى اكثر حيث التقاعس الفلسطيني وتراجع حتى مستوى التعاطي مع قضية الأسرى.
وفي العام 2014 أيضاً صادقت حكومة الاحتلال الصهيوني على اقامة المزيد من المخططات الاستيطانية ملتهمة المزيد من الأرض الفلسطينية وذلك في مسعى لتغيير الواقع على الارض الفلسطينية خدمة للمحتل والتسوية التي يعمل على رسم معالمها على الأرض الفلسطينية، وأسفرت سياسة الاحتلال الاستيطانية عن مضاعفة حجم الاستيطان في الضفة الغربية بإقرار إقامة نحو 7 آلاف وحدة استيطانية جديدة منذ حزيران/ يونيو الماضي، وارتفاع عدد المستوطنين لأكثر من 570 ألف مستوطن مسلحين اليوم بقرار رسمي حكومي وذلك 260 مستوطنة، و360 بؤرة استيطانية، في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة".
واتسعت دائرة مصادرة الارض من قبل المحتل تحت حجج وذرائع مختلفة، وقد أعلنت حكومة الاحتلال مصادرتها لعشرات الالاف من الدونمات الفلسطينية لإقامة المزيد من المستوطنات هذا إلى جانب نقل معسكرات تتبع جيش الاحتلال إلى النقب المحتل وتحويل اراضيها إلى مستوطنات.
وفي القدس بلغ الاستهداف للمسجد الأقصى ذروته الامر الذي بات يهدد وجوده, في ظل استمرار مسلسل الاقتحامات وسن المزيد من القوانين التي تهدف لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى خدمة لأهداف الجماعات الصهيونية المتطرفة والتي تتطلع لهدم الاقصى واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه، فيما تعالت وتيرة التهويد في محيطه في مسعى لعزله واحاطته البؤر الاستيطانية لإحكام السيطرة عليه, وصولاً حتى إلى إغلاق بواباته في سابقة هي الأولى منذ احتلال المدينة الأمر الذي دفع بالمقدسيين إلى التحرك فبرزت موجة ما سمي بالعمليات الفردية في اطار هبة القدس التي اشعلتها دماء الفتى محمد ابو خضير والذي احرقه الصهاينة حياً في القدس قبل شهور، لا زالت هذه الهبة متواصلة دفاعاً عن القدس والأقصى.
ويجمع الفلسطينيون على أن عام 2014 هو العام الاسوأ الذي يمر عليهم منذ سنوات طويلة، حيث الاستباحة الصهيونية لكل ما هو فلسطيني في مقابل غياب استراتيجية وطنية تضع حداً لهذه الاستباحة، ليبقى السؤال على لسان الكل هنا عما سيحمله العام القادم لهم.