الاعلام يشعل أزمة سياسية بين مصر والمغرب

في وقت تشهد فيه علاقة مصر ببعض الدول، ومنها تركيا، توترا سياسيا على خلفية الأحداث التي شهدتها مصر في الثلاثين من يونيو العام الماضي وما أعقبها من عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ظهرت بوادر أزمة سياسية جديدة بين مصر والمغرب.

وجاء ذلك عندما وصف التلفزيون المغربي الرسمي، عبر قناتيه الأولى والثانية، ما حدث في مصر في أعقاب 30 يونيو 2013 إنقلابا عسكريا، معتبرا الأحداث التي واكبت وصول الرئيس  المصري عبدالفتاح السيسي، إلى الحكم بمثابة أحداث غير ديمقراطية تخللتها أعمال عنف وفوضى وقتل للمتظاهرين في ميداني رابعة والنهضة، كما وصف التلفزيون المغربي في تقريره أيضا الرئيس المعزول محمد مرسي بالرئيس المنتخب.

ومن خلال التصريحات التي أدلى بها مسؤولون مغاربة تتضح الأسباب التي دفعت التليفزيون المغربى لبث هذا التقرير حيث يرى مسؤول مغربي أن التقريرين اللذين بثهما التلفزيون المغربي الرسمي، ووصفا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بـ "قائد الانقلاب"، يمثلان رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للشعب المغربي بل ونالت من العاهل المغربي أيضا.

وكانت مصر قدمت اعتذارا رسميا للمغرب في يوليو الماضي على خلفية التصريحات التي أدلت بها إحدى الإعلاميات المصريات والتي أساءت خلالها للشعب المغربي بشكل فج وطعنته في أخلاقه.

لكن تلك التقارير الأعلامية المصرية التي وجهت سهامها نحو الشعب المغربي لم تكن وحدها سبب الأزمة السياسية التي دفعت التليفزيون المغربي لإنتقاد الأوضاع في مصر حيث نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات لمسؤول مغربي أكد خلالها أن الرباط غضبت من الزيارة التي قام بها مؤخرا وفد مصري للعاصمة الجزائرية من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة "البوليساريو"(الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) والتي تنازع المغرب على إقليم الصحراء.
 
ولم يستبعد الدبلوماسي المغربي أن يكون للتقارب المصري الجزائري علاقة بالأزمة الأخيرة.

وأشار المسؤول المغربي أيضا إلى أن موافقة السلطات المصرية على إصدار كتاب (الصحراء الغربية بعيون مصرية)، أغضب الرباط.

فيما قال السفير المغربي في القاهرة، محمد سعد العليمي، في تصريحات صحفية إن ما بثه التلفزيون الرسمي المغربي بشأن بتسمية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"قائد الانقلاب العسكري",هو محاولة من شخص غير معروف للوقيعة بين مصر والمغرب,مطالبًا الإعلام المصري والمغربي بالبعد عن أي إساءة للعلاقات بين البلدين.
 
لكن مصدر دبلوماسي مصري قال إن "سبب الأزمة بين مصر والمغرب يرجع إلى محاولات قيادات من جماعة إخوان مصر تحريض إخوان المغرب، على إفتعال أزمة مع مصر، لاسيما عقب المصالحة المصرية القطرية، وذلك بغرض إفساد العلاقات بين مصر والمغرب، والحصول على ماوى في الرباط كبديل عن الدوحة.

وهو ما نفته قيادات بجماعة الأخوان المسلمين وأكدت ان الحديث عن تواصل إخوان مصر مع إخوان المغرب "عار تماماً عن الصحة".

يذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، كان من ضمن قادة ورؤساء الدول الذين بعثوا برقيات تهنئة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة المصرية.