هل تخلت جماعة الأخوان المسلمين عن «السلمية» في مصر؟
Jan ٢٧, ٢٠١٥ ٠٥:١٧ UTC
-
"سلميتنا أقوى من الرصاص" عبارة إتخذها المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين محمد بديع، شعارا
"سلميتنا أقوى من الرصاص" هذه عبارة إتخذها المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين محمد بديع، شعارا كان يردده دائما، قبل إعتقاله وأثناء مشاركته في إعتصام رابعة العدوية، بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، في الثالث من يوليو 2013، ليؤكد تمسك جماعته بالتظاهر السلمي، وأنهم ينبذون العنف، وهي العبارة التي توارثتها عناصر الأخوان المسلمين عن مرشدهم، وظلوا يرددون في تظاهراتهم الإحتجاجية، التي ينظموها بشكل مستمر منذ عزل مرسي، للمطالبة بإسقاط ما وصفوه بالإنقلاب العسكري، رغم إعتقال الألاف منهم ومقتل المئات، ليؤكدوا على تمسكهم بالسلمية.
ويوم الأحد الماضي، وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، ظهرت حركات جدبدة أطلقت على نفسها أسماء"العقاب الثوري"، "المقاومة الشعبية"، "مجهولين" لتتبنى عدة عمليات تمت ضد قوات الشرطة، معتبرة إياها دفاعا عن النفس ضد ما وصفته بعمليات القتل والاعتقال التي يتعرض لها مُعارضو النظام الحالي.
التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الذي يدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، قال في بيان: انه "لاحرمة لمن يقتل المصريين"،مشيرا إلى أنه يتابع بحرص وترقب ما يجري، وإنه يثمن دور "المقاومة الشعبية" في حماية الثورة، ويعتبره إمتدادًا للمقاومة الشعبية التي حررت مصر من المحتل الفرنسيّ ثم المحتل الإنجليزي، وأنه من حق الثورة أن تحمي نفسها، وليس من حق أي قوة غاشمة أن تعتدي عليها.
واستمر أنصار الأخوان المسلمين في تظاهراتهم في عدة مدن ومحافظات، وكانت منطقة المطرية بالقاهرة، على رأس المناطق التي إشتعلت بالتظاهرات المناهضة للنظام الحالي، وسقط فيها العدد الأكبر من الضحايا خلال تظاهرات الذكرى الرابعة لثورة يناير.
في المقابل قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية إن أجهزة الأمن عازمة على مكافحة هذا الإرهاب.
وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي، تعليقاً على أحداث الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير،أنه تم ضبط 99٪ من المتهمين في الجرائم الإرهابية وأكد وزير الداخلية،إن مصر مستهدفة من الخارج ومن بعض القوى بالداخل لإسقاطها وكل ذلك مرصود.
أحداث العنف التي شهدتها مصر خلال تظاهرات الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، كان لها رد فعل دولي، ونقلت وسائل إعلام ووكالات أنباء، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون دعا إلي إجراء "تحقيق فوري" في الحوداث التي واكبت الذكرى الرابعة لثورة يناير، وأسفرت عن مقتل أكثرمن 20 شخصا وإصابة وإعتقال العشرات.
كما أعلنت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريديريكا موغريني، إدانتها أحداث العنف التي تزامنت مع إحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. ودعت موغريني، في بيان مقتضب نشر على الموقع الإليكتروني للاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف في مصر إلى ضبط النفس، وقالت "يجب أن تصان حرية التظاهر السلمي والحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما وإحراز التقدم المنشود".
ويرى مراقبون أن سياسة العنف والعنف المضاد ستقود مصر إلى نفق مظلم وأزمة خطيرة، ما لم تدرك جميع الأطراف المتنازعة أنه لابديل عن إيجاد حل سياسي للنزاع في مصر يؤدي إلى مصالحة وطنية شاملة حتى لا تنزلق مصر نحو الحرب الأهلية التي تؤدي إلى هلاك الدول، وتصب في صالح أعداء العرب والمسلمين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، المستفيد الأول مما تشهده دول المنطقة من نزاعات وحروب أهلية.
كلمات دليلية