العثور على عائلة إرهابي تختبئ منذ 20 سنة في الجزائر
(last modified Wed, 04 Mar 2015 02:30:41 GMT )
Mar ٠٤, ٢٠١٥ ٠٢:٣٠ UTC
  • العائلة عثر عليها داخل مخبأ بغابة واد طلبة بالعوانة
    العائلة عثر عليها داخل مخبأ بغابة واد طلبة بالعوانة

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية الثلاثاء عن عثور الجيش على أفراد عائلة، عضو بجماعة مسلحة، داخل مخبأ يقيمون فيه منذ 20 سنة. ويقع المكان بمنطقة جيجل (450 كلم شرق العاصمة)، التي كانت في تسعينيات القرن الماضي أحد المعاقل الرئيسة لـ"الجيش الإسلامي للإنقاذ"، الذراع المسلحة لـ"الجبهة الإسلامية للإنقاذ" سابقاً.



وذكرت الوزارة في بيان وزعته على الصحافة، أن "مفرزة من القطاع العملياتي لجيجل، بالناحية العسكرية الخامسة، تمكنت الأحد الماضي، من العثور على عائلة إرهابي متكونة من الزوجة وسبعة أبناء، داخل مخبأ بغابة وادي طلبة بالعوانة". وأوضح البيان أن ذلك تم أثناء تمشيط قاده الجيش بالمنطقة، في إطار محاربة الإرهاب. مشيراً إلى أن أصغر الأطفال يبلغ عامين، فيما يبلغ عمر أكبرهم 20 سنة. وأضاف ان الجيش "استرجع بندقية مضخية وكمية من الذخيرة وثلاثة هواتف نقَالة".

وتابع البيان: "قضت هذه العائلة فترة طويلة تعاني ويلات التخلف والحرمان، فرضها عليها هذا الإرهابي (رب العائلة)، وقد كانت تعيش معزولة بالغابة وتفتقر إلى أدنى شروط الحياة". ولم تذكر وزارة الدفاع إن كان رب الأسرة معتقلاً أم لايزال ينشط بالجماعة المسلحة، ولم تكشف عن إسمه. ويرجح بأن حالة أسرة الإرهابي ستتكفل بها وزارة التضامن، خاصة من ناحية تعليم الأطفال. وتقول الحكومة أن أكثر من 600 طفل ولدوا في معاقل السلاح، في الفترة ما بين 1992 و 2000.

وتدرج هذه الحالات عادة في إطار ما يسمى "المأساة الوطنية"، وهي تدابير اجتماعية واقتصادية جاء بها "قانون السلم والمصالحة الوطنية" عام 2006، والذي يهدف إلى إنهاء الأزمة الأمنية التي اندلعت مطلع تسعينيات القرن الماضي، بسبب تدخل الجيش لإلغاء نتائج الإنتخابات البرلمانية التي فاز بها "الإسلاميون". وكان هذا المشروع من أهم سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ وصوله إلى الحكم عام 1999.

وتشبه حالة هذه الأسرة إلى حد كبير، حالة الإرهابي الأربعيني علي اسماعيل، الشهير بـ"صهيب" الذي وقع في كمين الجيش، بنفس المنطقة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد كان حينها بمفرده فيما كانت زوجته وأبناؤه الخمسة، أكبرهم فتاة في الـ18، في بيت معزول يقع في سفح جبل. وبعد أن علمت عائلته باعتقاله، سلم أفرادها أنفسهم للسلطات.

وذكر الجيش بعد اعتقاله، أن كل ابنائه ولدوا في معاقل الجماعات المسلحة ولم يسبق لأي منهم أن دخل المدرسة. والتحق "صهيب" بالعمل المسلح عام 1993، حسب تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي، إذ قال أنه لم يتوقع أبداً أن يباغت بشل حركته من طرف قوات الأمن من دون أن يستعمل سلاحه. وذكر تحديداً: "لم يخطر ببالي أن أعتقل بدون أن أرمي. كنت دائما اتصور أنني استعمل سلاحي في حال تعرضت لخطر ما".

وأضاف:"لقد فاجأني الجيش باعتقالي"، وتم ذلك في منطقة العوانة بولاية جيجل .وقالت زوجته التي كانت تضع نقابا على وجهها، أن "المعيشة هنا (في أحضان المجتمع) أفضل من الجبل"، تقصد انها استحسنت ظروف الحياة الجديدة، بعدما قضت سنوات طويلة في معاقل المسلحين.