رفع درجة التنسيق الاستخباراتي بين الجزائر والنيجر لمواجهة خطر «داعش»
(last modified Thu, 29 Jan 2015 05:04:59 GMT )
Jan ٢٩, ٢٠١٥ ٠٥:٠٤ UTC
  • الجزائر والنيجر اتفقا على تجنيد و توحيد قدراتهما الاستخباراتية
    الجزائر والنيجر اتفقا على تجنيد و توحيد قدراتهما الاستخباراتية

أنهى رئيس النيجر محمادو إيسوفو أمس (الأربعاء) زيارة للجزائر دامت يومين، غلب عليها الهاجس الأمني وتهديدات الارهاب في الساحل، زيادة على أزمة المهاجرين السريين النيجريين، الذين نقلت السلطات الجزائرية أكثر من 800 منهم إلى بلدهم.

ويواجه البلدان خطر تمدد "داعش" إلى المناطق الصحراوية، بعد إنشاء مجموعتين تابعيتين للتنظيم الارهابي.

وصرَح ايسوفو للصحافة المحلية بعد لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن "الجزائر والنيجر اتفقا على تجنيد و توحيد قدراتهما العملياتية والاستخباراتية، من اجل مواجهة التهديدات الإرهابية والمنظمات الإجرامية".

وقال أن البلدين "يشتركان في حوالي ألف كيلومتر، وفي تراب البلدين توجد  فضاءات صحراوية شاسعة، يجب ضمان أمنها"، مشيرا إلى أن الوفد "تحدث مطولا" مع المسؤولين الجزائريين حول الوضع في ليبيا ومالي.

وأفاد إيسوفو أنه "متفائل بمستقبل العلاقات الجزائرية النيجيرية"، وأضاف: "التعاون بين البلدين في حالة جيدة، وسنعطي دفعا جديدا لعلاقاتنا (...) وستعرف العلاقات الثنائية في المستقبل دفعا جديدا، في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية". 

وأشار إلى أن زيارته للجزائر تناولت أيضا المبادلات الاقتصادية بين البلدين. وأوضح بأنه تناول في لقائه مع الرئيس بوتفليقة، مشاريع البنية التحتية المشتركة، والتي تعني بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، مثل مشروع إنجاز "الطريق العابر للصحراء"، ومشروعي الألياف البصرية وأنبوب الغاز، اللذين يربطان بين الجزائر والنيجر ونيجيريا.

وقال رئيس النيجر أن لقاءه ببوتفليقة "تناول أيضا إمكانيات التعاون في مجال المحروقات".

ومعروف أن الحدود بين البلدين شهدت في السنوات الأخيرة، أعمال خطف إرهابية استهدفت رعايا أجانب. وكان أشهرها خطف مبعوث الأمين العام الأممي السابق إلى النيجر، الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر عام 2008، على يدي الجزائري مختار بلمختار، الشهير بـ"خالد أبي العباس". وتم الافراج عنه مقابل فدية دفعتها الحكومة الكندية. وصرَح فاولر بعد فترة من الزمن، بانه يشكَ في أن مسؤولا بالحكومة النيجرية باعه لبلمختار.

ويواجه البلدان حاليا، خطر تمدَد داعش إلى كل مناطق الساحل بعد أن تم الإعلان عن إنشاء مجموعتين تابعتين للتنظيم الارهابي. إحداهما في الجزائر، وأخرى بليبيا. وتراجع خطر "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"، بالمناطق الصحراوية، بشكل لافت، بعد انشقاق الكثير من أعضائها، والتحاقهم بتنظيمات أخرى أهمها "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، ثم "داعش" حديثا.

إلى ذلك، بحث الرئيس إيسوفو مع المسؤولين الجزائريين، قضية المهاجرين السريين النيجريين بالجزائر والذين يفوق عددهم ألفين، بحسب إحصاءات الشرطة الجزائرية. وتم في الشهرين الماضيين، ترحيل 800 مهاجر إلى بلدهم، على دفعتين.

وقالت الجزائر إنها رحَلتهم بناء على طلب من نيامي، فيما احتجت منظمات حقوقية دولية على "الظروف غير الانسانية أثناء عملية الترحيل".

من جهته قال وزير الطاقة النيجري فوماكوي غادو، بعد لقائه بنظيره الجزائري يوسف يوسفي، أن بلده "بصدد إبرام عقد لتقاسم الإنتاج مع شركة سوناطراك (الجزائرية)، قصد تمكين فرعها الدولي من مواصلة عمليات التنقيب عن النفط، التي تقوم بها منذ ستة أشهر بكتلة كافرا على الحدود الجزائرية النيجرية".

ويرتقب أن يعوَض عقد تقاسم الانتاج، عقد التنقيب الذي أبرم بين "سوناطراك" والحكومة النيجرية سنة 2005. و تتواجد كتلة كافرا بمنطقة غنية بالمحروقات، بمحاذاة حقل تافاساست بالأراضي الجزائرية. 

يشار إلى أن النيجر شرع حديثا في استخراج النفط، بكمية تقدر بـ20 ألف برميل يوميا، يتم تكريرها محليا بينما يصدَر جزء منها نحو مالي وبوركينافاسو.

ويرتقب أن ترتفع كمية الانتاج إلى 60 ألف برميل يوميا، بفضل استغلال النفط بكتلة أغاديم، بالتعاون مع الشركة الصينية "سي أن بي سي".

وأفاد غادو أن بلده "يسعى إلى الإستفادة من التجربة الجزائرية في مجال الإنارة الريفية"، مشيرا إلى أن 14 ألف قرية ببلده، في حاجة إلى إنارة.