غزة في فوهة مزايدات الانتخابات الصهيونية للعبور إلى الكنيست
(last modified Sun, 15 Feb 2015 05:40:18 GMT )
Feb ١٥, ٢٠١٥ ٠٥:٤٠ UTC
  • قادة الاحزاب الصهيونية يسعون لتسخير الدم الفلسطيني كبوابة تمكنهم من الفوز في الانتخابات القادمة
    قادة الاحزاب الصهيونية يسعون لتسخير الدم الفلسطيني كبوابة تمكنهم من الفوز في الانتخابات القادمة

يتسابق قادة الاحزاب الصهيونية في السعي لتسخير الدم الفلسطيني كبوابة تمكنهم من الفوز في الانتخابات القادمة والمقررة في السابع عشر من مارس/اذار المقبل والعبور إلى الكنيست وصولاً إلى الحصول على مقاعد في الحكومة المقبلة وفقاً لما ستفرزها الانتخابات الصهيونية. وفي هذا الاطار يمكن فهم سيل التهديدات التي أطلقها بعض قادة الكيان صوب غزة والذين يتطلعون للحصول إلى مناصب في الحكومة الجديدة.

وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان، والذي تلاحقه وحزبَه اكبر فضيحة فساد في تاريخ الكيان يتوعد حركة حماس وحزب الله اللبناني بالرد على أي هجوم جديد قد يشن من غزة أو لبنان أو سوريا. وقال ليبرمان الذي ألمح إلى أنه يطمح بتولي وزارة الحرب خلال الحكومة المقبلة، إنه يجب على كيانه أن تخوض عملية عسكرية كل عامين ضد أعدائها لتغيير توازن الرعب والعيش بهدوء. وبحسب ليبرمان فإن جولة اخرى مع غزة باتت مسألة وقت.

ونقلت مصادر صحفية صهيونية عن الجنرال يوءاف جالنيت قوله انه سوف يخرج بحرب جديدة ضد غزة في حال تم تعيينه وزيرا  للحرب. ويتفق جالنيت مع اعتقاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن المعركة في غزة لم تنته بعد وربما سيدخل الجيش في جولة أخرى عاجلاً أم آجلاً. بدوره هاجم عاموس يدلين رئيس جهاز الاستخبارات السابق والمرشح على قائمة "المعسكر الصهيوني" كي يكون وزيرا للحرب، هاجم بنيامين نتنياهو وسياسته أثناء العدوان على قطاع غزة؛ وقال ان نتنياهو وبدلا من توجيه ضربات قوية لحماس أختار فتح مفاوضات معها. وتوعد يدلين حماس انه في حال أصبح وزيرا للحرب،فلن يشعر أي احد في حماس بأنه قوي، كون المواجهة القادمة ستكون قصيرة ومركزة ومؤلمة أكثر لحماس حسب  قوله.

التسابق الصهيوني على الايغال اكثر في الدم الفلسطيني على أبواب كل انتخابات يشهدها الكيان، ليس بالامر الجديد. فقادة لاحتلال يسعون لتكريس هذه المعادلة على الدوام وهو ما تؤكده الوقائع حيث حربا الفين وثمانية، والفان واثنا عشر وما سبقهما من حروب امتدت حتى لبنان؛ ناهيك عن عمليات الاغتيال التي شنها قادة الاحتلال في اوقات سابقة في مسعى لتحسين مواقفهم ومواقعهم داخل الاوساط الصهيونية. لكن المقاومة الفلسطينية واللبنانية نجحت في كسر هذه المعادلة مرات كثيرة، فسقط شيمون بيريس على اعتبار مجزرة قانا. وسقط ايهود اولمرت بعد الاخفاق في حرب غزة عام الفين وثمانية، واندثر ارئيل شارون بعد اندحاره من غزة، فيما لا يزال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه وأعضاء حكومته يعيشون وقع الهزيمة التي لحقت بهم وبجيشهم خلال آخر عدوان على قطاع غزة الصيف الماضي.

وتؤكد المقاومة الفلسطينية كما هو الحال بالنسبة للمقاومة الاسلامية في لبنان انها قادرة على الحاق الهزائم بجيش الاحتلال. ويقول القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر حبيب أن الشعب الفلسطيني وأبطال المقاومة مستعدون وقادرون على إحباط أي مخطط صهيوني يستهدف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويؤكد حبيب ان التهديدات التي يطلقها قادة الاحتلال تؤكد النوايا العدوانية للعدو الصهيوني تجاه شعبنا الفلسطيني وهو الذي يشن عدوان ويرتكب جرائم بشكل متواصل على شعبنا، مشيراً إلى أن المقاومة ورغم تأكيدها على الاستعداد لاي مواجهة، واخذها للتهديدات على محمل الجد، لكنها تفهم هذه التهديدات في هذا الوقت بأنها تندرج ضمن سباق الحملة الانتخابية لقادة الإجرام في كيان الاحتلال"؛ مضيفاً انه في تقديرنا لم تتوقف جرائم الاحتلال  بحق شعبنا ولن تتوقف.

ويؤكد المتابعون ان المواجهة مع غزة لم تعد كما هي في السابق وان الاحتلال يدرك جيداً أن أي مواجهة مع غزة لن تكون نزهة بعد ذلك في ظل تطور امكانات المقاومة؛ وهو ما اكدته الحروب الثلاثة التي استهدفتها في اقل من ست سنوات، حيث بدا واضحاً أن المقاومة احدثت نقلة نوعية في المواجهة بين الحرب الاولى مروراً بالثانية وصولاً إلى الثالثة التي أسقطت معها النظرة الصهيونية بأن غزة هي الجبهة الاضعف في المواجهة، ولذا فإن محاولة تسخير الدم الفلسطيني واستهداف غزة من جديد في الانتخابات المرتقبة لم يعد بالأمر الهين، وسينقلب السحر على الساحر، وما حدث في الحرب الاخيرة رغم الدمار وكثرة عدد الشهداء يؤكد ان غزة في أي مواجهة قادمة ستكتب على الاقل النهاية السياسية لأي مسؤول صهيوني يتطلع إلى العبور على أشلاء ضحايا غزة للوصول إلى الكنيست وتقلد مناصب حكومية؛ فغزة تقول مقاومتها انها عصية على الكسر، وأي رهان على غير ذلك سيكون مصيره السقوط.