الجيش السوري يبدأ عملية استعادة ريفي درعا والقنيطرة
Feb ١٦, ٢٠١٥ ٠٤:٠٨ UTC
تتواصل عملية الجيش السوري وقوى المقاومة معه في جنوب البلد محققة تقدماً مهماً بالسيطرة على بلدات دير العدس في ريف درعا ودير ماكر والدناجي في ريف دمشق الجنوبي الغربي والتلال المرتفعة في محيط المثلث الذي يفصل بين محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة.
العملية التي مرّ عليها أسبوع كامل إمتازت بجملة معطيات في توقيتها وجغرافيتها وتكتيكاتها العسكرية. يقول قادة ميدانيون إن المهاجمين فاجأوا المجموعات المسلحة بالهجوم . مسلحو درعا لم يتوقعوا هجوماً على هذا المحور المهم الرابط بين درعا والجولان السوري، كان تركيزهم ينصب على هجمات على محور مختلف باتجاه اوتستراد دمشق - درعا مدفوعين بغرفة عمليات تقودها عمان، فهجوم الجيش السوير وحلفاؤه أربكت خطوط الدفاعات التابعة للمسلحين.
تكتيك عسكري جديد
اعتمد الجيش السوري والمهاجمون معه على قوة نارية صاعقة. قصف مدفعي عنيف ودقيق مصحوب بقوة نارية صاروخية ضاربة دمرت دفاعات وتحصينات المسلحين من "جبهة النصرة" و"الجيش الحر". البداية من دير العدس بلدة صغيرة أقصى شمال غرب درعا لكونها تملك موقعاً عسكرياً مهماً كونها تضم مراكز متقدمة للمجموعات المسلحة، كما انها تطل على عدة تلال محلية، تطل على بلدات وقرى صغيرة تقع تحت سيطرة المسلحين. ساعات قليلة وسيطر الجيش السوري على القرية مع تدمير كامل لتجمعات المسلحين فيما فر الباقون باتجاه البلدات المجاورة. في التفاصيل إن الاهالي قدموا معلومات عن تمركز المسلحين، بل إن بعض الوجهاء في القرى المجاورة طلبوا من المسلحين مغادرة بلداتهم لتجنبيها السيناريو ذاته. جرى ذلك في كفر شمس التي طلبت وقتاً قبل مواصلة هجوم الجيش السوري على أمل إقناع المسلحين بالمغادرة. محاولات اصطدمت بتعنت قيادة مسلحة وخصوصاً تلك المرتبطة بعمان. وفضلت الاستمرار بالحرب ومواجهة هجوم الجيش السوري.
التطور الآخر الذي حققه المهاجمون تركز على استعادة بلدتي دير ماكر والدناجي في ريف دمشق الجنوبي الغربي. بلدتان صغيرتان لكن موقعهما أعطاهما أهمية خاصة. دير ماكر خصوصاً تطل مباشرة على اوتستراد السلام الرابط بين دمشق والقنيطرة، وبالتالي سيطرة الجيش عليهما ينهي تهديد المسلحين لذلك الشريان الحيوي.
التكتيك المستخدم استند الى التقدم في التلال الحاكمة والمطلة على التجمعات السكانية قبل أن يتقدم الجيش في تلك القرى والبلدات ويسيطر عليها. أسلوب نجح تماماً في البلدتين ويواصل الجيش اعتماده على مستوى بلدات أخرى مجاورة سواء باتجاه كفر ناسج أو كفر شمس التي يطلب عليها تل عنتر الحيوي حيث يتركز المسلحون.
الأهمية الإستراتيجية
معركة السيطرة على المنطقة الفاصلة بين المحافظات الثلاث ريف دمشق وريف درعا والقنيطرة تحمل أهمية استثنائية. المثلث الحيوي هذا يطل مباشرة على الجولان السوري الذي باتت تسيطر عليه مجموعات مسلحة أهمها "جبهة النصرة" التي تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة وصولاً إلى المعبر الذي يفصل الجزء المحرر من الجولان عن الجزء المحتل. موقع إستراتيجي جعل الإعلام الصهيوني يقرع جرس الإنذار من عملية الجيش السوري التي ستستعيد السيطرة على تلك المواقع، والأخطر وصول مقاومي حزب الله الى تلك المنطقة الفاصلة وتهديدهم الوجود الإحتلالي في الجولان مباشرة.
وعملية الجيش تنهي ضغطاً كبيراً من المسلحين على غوطة دمشق الغربية، إذ أن المسلحين كانوا يتنقلون بحرية من ريف درعا إلى ريف دمشق، والهدف الأخطر يتمثل بمحاولة التقدم إلى بلدات ومناطق في الغوطة الغربية وبالتالي الوصول الى تهديد العاصمة. خطط تؤكد مصادر أمنية أن السلطات الأردنية كانت تعمل على تشجيعها والعمل عليها. ويبدو أن العملية الكبيرة للجيش السوري وحلفاؤه أجهضوا ذلك المخطط نهائياً بل وانتقلوا إلى هجوم أوسع لاستعادة مناطق حيوية قرب الجولان المحتل، وإلغاء مشروع إقامة جيب يحمي الاحتلال في الجولان.
آفاق العملية
لا تكشف دمشق عن تفاصيل خطتها في المنطقة الجنوبية. لكن من الواضح ان سرعة التقدم وحجم العمل يجعلها عملية أوسع من عملية موضعية. عملية تتوسع كل يوم لاستعادة كل شبر من الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون. طبعاً الهدف كبير خصوصاً في ظل التدفق الكبير للمسلحين من الأراضي الأردنية، والدعم الكبير الذي يحظون به من السلطات الأردنية ومن ورائها دول أخرى وخصوصاً السعودية. كما أن المسلحين عملوا على مدى أكثر من 3 أعوام على إقامة تحصيناتهم وطوروا تنقلاتهم باتجاه الأردن، كما أقاموا تنسيقاً بين تجمعاتهم في القنيطرة وريف درعا خصوصاً.
في المقابل يبدو تل الحارة الاستراتيجي الذي سيطر عليه المسلحون في أيلول/سبتمبر من عام 2014 هدفاً رئيساً للعملية العسكرية. التل يطل على محافظتي دمشق والقنيطرة، كما انه يشرف على شمال فلسطين المحتلة، وقد بدأت بالفعل عمليات للطيران الحربي السوري باتجاه محيط التل استهدافاً للمجموعات المسلحة.