الصحف الفلسطينية: معاناة مشردو غزة مستمرة
(last modified Sat, 21 Feb 2015 05:27:04 GMT )
Feb ٢١, ٢٠١٥ ٠٥:٢٧ UTC
  • 150 الف عائلة فلسطينية مشردة لحد منذ العدوان الاخير على غزة
    150 الف عائلة فلسطينية مشردة لحد منذ العدوان الاخير على غزة

أفردت الصحافة الفلسطينية الصادرة في غزة اليوم السبت مساحات واسعة للحديث عن فصول المعاناة التي يعيشها الغزيون في اعقاب الحرب الصهيونية الاخيرة وما خلفتها، وهي معانة يزيد من وقعها الاحوال الجوية القاسية حيث البرد الشديد والامطار الغزيرة، هذا على جانب استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

البيوت المتنقلة ومعاناة المشردين

صحيفة (القدس) كتبت تحت عنوان "المنازل المؤقتة تنتشر في غزة وسط منع اسرائيل ادخال مواد البناء"، تقول الصحيفة، أن وكالات المساعدات التي تلاقي صعوبات في إيواء آلاف المشردين من أبناء قطاع غزة بسبب الحرب لجأت إلى اقامة منازل مؤقتة من المعدن والخشب لتجنب قيود اسرائيلية على الواردات إلى القطاع.

وبحسب الصحيفة، ما تزال حوالي 150 الف أسرة مشردة بعد حرب العام الماضي بين "اسرائيل" وحركة حماس التي دمر خلالها القصف الاسرائيلي آلاف المباني السكنية والمنازل. وتقيد "اسرائيل" بشدة دخول الخرسانة والأسمنت وحديد التسليح وغيرها من المواد إلى غزة باعتبارها مواد ذات "استخدام مزدوج" يمكن أن يكون لها غرض عسكري اذا استولت عليها حماس لاعادة بناء الانفاق التي تستخدم في تنفيذ هجمات.

ونتيجة لذلك تتابع الصحيفة، شيد القليل فقط من المنازل، رغم التعهدات الدولية بتقديم مليارات الدولارات لاعادة الاعمار. وبدلا من الانتظار لإعادة بناء منازل دائمة، قررت بعض وكالات الاغاثة اقامة مبان مؤقتة بالمواد التي يمكنهم الحصول عليها. وقال مات مجراي الممثل المحلي لوكالة خدمات الاغاثة الكاثوليكية: "صممنا الملاجئ الانتقالية بدون أي مواد ذات استخدام مزدوج لكي يمكننا في ظل القيود الحالية أن نخرج أكبر عدد من الأسر الضعيفة من الظروف البائسة". وأقامت وكالته 70 منزلا خشبيا مؤقتا من طابق واحد وسط الحطام وكتل الخرسانة المهشمة في خان يونس وهي مدينة في جنوب قطاع غزة تضررت في حرب يوليو/أغسطس (تموز/آب). ولدى الوكالة تمويل لاقامة 100 منزل آخر.

وتشير الصحيفة إلى أن 40 أسرة انتقلت إلى المنازل حتى الآن، وفي حين توفر المنازل سقفا فوق الرؤوس، وسط المطر الغزير والبرودة الشديدة، إلا أن اعدادا كبيرة من الناس تكتظ في مساحة صغيرة، ويقول السكان انها لا تمثل بديلا للمنازل الدائمة التي ما زال حطامها يرقد غير بعيد.

الاسرى وقسوة الشتاء

وتطرقت صحيفة (فلسطين) إلى التحذيرات التي اطلقتها مراكز تعنى بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حول الاوضاع المقلقة التي يعيشها الاسرى في فصل الشتاء وتحديدا في سجن النقب الصحراوي، ويؤكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الأسرى في أقسام الخيام بسجن النقب الصحراوي يعيشون ظروفا قاسية جدا خلال اليومين الماضيين بفعل البرد الشديد والمطر الغزير، وقد عبر أحد الأسرى عن تلك المعاناة بأنهم تجمدوا بالفعل من البرد.

وتنقل الصحيفة عن الناطق الاعلامي للمركز الباحث "رياض الاشقر" بأن الاحتلال كان قد افتتح قبل عدة أشهر أقساما جديدة من الخيام في سجن النقب، نتيجة الارتفاع في أعداد الاسرى، ونقل عشرات الأسرى من السجون الاخرى الى النقب. وهذه الاقسام لا تتوفر فيها أدنى متطلبات الحياة، وتفتقر لكل الأدوات التي يحتاجها الاسرى للمعيشة، اضافة الى عدم توفر الاغطية والملابس الشتوية فيها بشكل كبير، ويرفض الاحتلال إدخال احتياجاتهم عن طريق زيارة الأهل. وأضاف الاشقر بأن الأسرى في هذه الأقسام يتأثرون بشكل كبير جراء تلك المنخفضات التي تضرب المنطقة بين الحين والآخر، بحيث أن الخيام لا تقى المطر ولا تمنع دخول الرياح التي تصيبهم بالبرد الشديد. ونقل عن الأسرى في تلك الأقسام بانهم لا يستطيعون الخروج من الخيام الى ساحة السجن بسبب البرد، وقد تجمدت أطرافهم دون وجود وسائل تدفئة تخفف من وطأة هذا البرد القارس. وكانت بعض تلك الخيام قد تطايرت بفعل الرياح خلال المنخفض الماضي في شهر يناير، وعانى الأسرى لساعات حتى المطر، حتى أحضرت الإدارة خيام جديدة لهم، وأصيب العديد منهم بالأمراض نتيجة تعرضهم للبرد والمطر المباشر.

حماس والاتهامات المصرية

في سياق آخر، نقلت صحيفة (فلسطين) حول نفي حركة حماس الاتهامات المستمرة والمتواصلة من قبل وسائل الاعلام المصرية على الحركة وقطاع غزة، ونقلت الصحيفة تصريحا للقيادي في حركة حماس صلاح البردويل وفيه قول البردويل إن حماس لن توجه جيشا سوى الجيش الاسرائيلي.

وتتابع الصخيفة نقلا عن البردويل والذي كان يتحدث في ندوة سياسية، تجديد نفيه تدخل حركته في الشؤون الداخلية المصرية، ورفضها لاتهامات الإعلام المصري المتكرر بضلوع الحركة بالهجمات في سيناء، وأكد البردويل في كلمته:"إن هذه الاتهامات تأتي في سياق رغبة الإعلام ومن يقف خلفه لتبرير الفشل الأمني في سيناء من خلال خلق عدو وهمي لتصدير الازمة الداخلية". وشدد على "أن غزة ستظل البوابة الشرقية الآمنة لمصر، ولن تكون في مواجهة أي جيش إلا الجيش الصهيوني". وقال البردويل:" إن الاعلام المصري وقضاءه الذي يصدر القرارات الواهية وسمومه الكاذبة التي يبثها يوميا عبر مرئياته لا يخدم سوى الاحتلال، وسيستغل ذلك ليروج لروايته المزيفة بخصوص المقاومة".وتصاعدت مؤخرا الحملات التي يشنها الاعلام والقضاء المصريين على قطاع غزة وحركة حماس وسط اتهامات لها بالضلوع بالعمليات العسكرية في سيناء دون دليل أو برهان.

نتنياهو والعلاقة مع واشنطن

صحيفة (الأيام) الفلسطينية، كتبت حول علاقات نتنياهو التصادمية مع البيت الابيض، وتحت عنوان، "علاقات نتنياهو مع البيت الأبيض: نحو مزيد من التصادم"، تقول الصحيفة، بالنسبة لشخص درس في الولايات المتحدة ويتحدث الإنجليزية بطلاقة بلكنة أمريكية وعمل كمستشار إدارة في بوسطن، فمن اللافت أن يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه على طريق تصادم مع أوثق حلفائه، وفي تعليقات غير منمقة وانتقادية على نحو مفاجئ، أول من أمس، اتهم المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست "إسرائيل" بتشويه تفاصيل المفاوضات بشأن البرنامج النووي لإيران بغرض إجهاض المحادثات. وكانت تلك أحدث حلقة في سلسلة من التراشق المتوتر بين حكومة نتنياهو اليمينية وإدارة الرئيس باراك أوباما، ما دفع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى أسوأ حالاتها على مدى عقود.

وتتابع الصحيفة، بعدما رفض نتنياهو الاتفاق الوشيك مع إيران معتبرا أنه «سيء وخطر» قائلا إنه سيبذل ما بوسعه لمنعه، قال ايرنست للصحافيين: لا شك في أن بعض الأمور التي قالها الإسرائيليون في رسم صورة مشوهة لموقفنا التفاوضي لم تكن دقيقة. وأضاف: نرى ممارسة متواصلة لانتقاء أجزاء محددة من المعلومات واستخدامها خارج الإطار لتشويه الموقف التفاوضي للولايات المتحدة. وإذا لم تكن كلمات ايرنست صارمة بالفعل، فستكون مجرد البداية لما قد يكون أسبوعين متوترين قبيل كلمة نتنياهو المقررة في الثالث من آذار أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس الأمريكي بشأن التهديد من إيران. ودعا جون بينر، الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، نتنياهو في مبادرة رتبت بين بينر والسفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون دريمر دون إبقاء البيت الأبيض على اطلاع منذ البداية. وأغضب ذلك الإدارة الأمريكية لسببين، أولهما أن نتنياهو ينضم إلى الجمهوريين في انتقاد إستراتيجية أوباما بشأن إيران ومحاولة ضمان فرض عقوبات أمريكية جديدة.