الصحافة اللبنانية.. عملية المقاومة في جرود عرسال تحمل رسائل سياسية
May ٢٨, ٢٠١٥ ٠٣:٤٤ UTC
للاسبوع الثاني، خصصت الصحف اللبنانية مساحة واسعة من صفحاتها لملف عرسال وجرودها وما يشكله هذا الملف من خطر على لبنان وأمنه.
كما ركزت هذه الصحف اليوم على العملية النوعية التي نفذتها المقاومة في جرود عرسال والتي نجحت فيها بالقضاء على مجموعة تكفيرية تابعة لجبهة النصرة كانت تنوي تنفيذ عمل ارهابي في الداخل اللبناني.
عملية نوعية للمقاومة في الجرود تحمل رسائل سياسية وميدانية
صحيفة (السفير) اعتبرت ان ملف عرسال وما يشكله من خطر داهم على الأمن اللبناني الى الحد الذي سيجعله يفرض نفسه بقوة على جلسة مجلس الوزراء اليوم: بات ملف عرسال وجرودها داهماً، بمخاطره وتحدياته، الى الحد الذي لم يعد ينفع معه التجاهل أو التمييع، وبالتالي فهو سيفرض إيقاعه ووقعه على جلسة مجلس الوزراء اليوم، وسط إصرار وزراء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على الخوض فيه، حتى الخواتيم الواضحة.
ويبدو أن هناك من يطرح «سيناريو» مركبا يقوم على قبول «تيار المستقبل» بدخول الجيش الى داخل عرسال، وقبول الحزب والتيار بتفكيك مخيمات النازحين المنصوبة في الجرد وتوزيع المقيمين فيها على مخيمات متفرقة في البقاع. في هذا الوقت، نفذ الحزب أمس عملية نوعية في جرود عرسال ضد مسلحين من «جبهة النصرة»، لعل احدى أهم سماتها الطائرة من دون طيار، ما يدفع الى طرح التساؤلات الآتية:
- كم هو عدد الطائرات من دون طيار التي باتت بحوزة الحزب، وهل أصبح الحزب يملك «سلاح جو»؟
- أين يكمن المدرج الذي تطير منه وتحط عليه الطائرات، وهل ثمة شبكة دفاع جوي تؤمّن الحماية لهذا المدرج؟
- ماذا عن الكادر البشري الذي يتولى تحريك الطائرات وتحليل الـ «داتا» التي تلتقطها؟
- وإذا كانت استراتيجية «حزب الله» تعتمد على كشف واستخدام القليل من القدرات الفعلية التي يختزنها، فماذا يخفي بعد من أوراق، والى أين وصل في تطوير ترسانته الدفاعية التي باتت عابرة للأجواء؟
معركة جرود عرسال بدأت وفقاً لأسلوب حزب الله
أما صحيفة (البناء) من جهتها اعتبرت أن حزب الله هو من استطاع أن يفرض ايقاعه على عملية عرسال: بدأت معركة جرود عرسال، لكن وفقاً لأسلوب حزب الله الذي أثبت أنه يمتلك نهجاً مثالياً لايدركه الا القلة القليلة من المعنيين بالشأن. لأول مرة بعد عمليات القلمون، يعلن عن التصدّي من قبل حزب الله لجبهة "النصرة" في جرود عرسال، وهذا الأمر يتماهى مع كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أننا لن نترك الإرهابيين على أبوابنا".
ونفذ حزب الله عملية نوعية، رصد خلالها المقاومون بواسطة طائرة استطلاعٍ مسيرة مجموعة إرهابية من جبهة "النصرة" كانت تنوي تنفيذ عمل ارهابي في جرود عرسال لجهة جرود نحلة، فعمل حزب الله على استهدافها وقتل كامل افرادها بينهم قائد ميداني، وتدمير آلية عسكرية وغرفة اجتماعاتهم.
وكانت الطائرة رصدت انطلاق المسلحين من منطقة الكسارات الجردية الواقعة جنوب عرسال وتمّ استهدافهم قبل توجههم شمالا باتجاه جرد نحلة. ودارت بعدها اشتباكات بين مجاهدي حزب الله والتكفيريين الذين تمّ قتلهم جميعاً.
الارهابيون خارج الجرود قبل شهر رمضان
من ناحية صحيفة (الأخبار)، أكدت هذه الصحيفة استناداً الى مصادر قالت انها متابعة لسير العملية في عرسال أن المقاومة ستحرر كامل الجرود اللبنانية قبل شهر رمضان المبارك: «قبل بداية شهر رمضان المقبل سيكون المقاومون قد حقّقوا وعد السيد حسن نصرالله بعدم بقاء أي إرهابي في جرودنا». هذا ما أكّدته مصادر مواكبة للعمليات الميدانية في جرود السلسلة الشرقية، وبخاصة داخل جرود عرسال.
المصادر نفسها أكّدت لـ «الأخبار» التي قامت بجولة في الجرود وصولاً الى مشارف بساتين عرسال أن «إغلاق هذا الملف لن يستغرق سوى أيام قليلة، مع الحرص على إعطاء الحكومة اللبنانية الفرصة لحل الأمر. لكن الانتظار لن يطول كثيراً، خصوصاً أن المعارك اليوم باتت أكثر سهولة بعدما سيطرت المقاومة على معظم التلال الحاكمة، وبعدما تبيّن أن دفاعات المسلحين سرعان ما تنهار أمام هجمات المقاومين».وأوضحت المصادر أن إرهابيي «جبهة النصرة» خسروا، حتى يوم أمس، 85 في المئة من الاراضي التي كانوا يسيطرون عليها واندحروا شمالاً وباتوا في شريط ضيق محاذ للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الارهابي شمالاً، إضافة الى جرود عرسال. عملياً، انكمشت سيطرة إرهابيي التنظيمين من ألف كيلومتر مربع قبل بدء العملية الأخيرة الى 380 كيلومتراً مربعاً معظمها أراض لبنانية. وهذه المناطق مرشحة لمزيد من الانكماش بعد سيطرة المقاومة قريباً على «تلة التلاجة» التي تعتبر آخر معقل استراتيجي حساس يمتلك سيطرة بالرؤية والنار على مساحات شاسعة من الجرود.
طائرة استطلاع لحزب الله رصدت مجموعة ارهابية فتم تدميرها باسلحة نوعية
هذا و ركزت صحيفة (الديار) على ما وصفته بالعملية النوعية للمقاومة والتي استخدم فيها أسلحة نوعية: نصب مقاتلو حزب الله كمينا محكما في جرود عرسال لجهة جرود نحله لمجموعة من جبهة النصرة كانت تخطط لتنفيذ عمل ارهابي مما ادى الى مقتل كامل افراد المجموعة. وافيد ان بين القتلى قائد ميداني كما تم تدمير الية عسكرية وغرفة عمليات للارهابيين وذكر ان المجموعة المستهدفة تم رصدها عبر طائرة استطلاع مسيرة لحزب الله، وان الطائرة حددت مواقع الارهابيين حيث تم قصفهم بالصواريخ الموجهة التدميرية. وقد استخدم الحزب صواريخ متطورة وذات تقنية عالية وذكر ايضا ان المجموعة المستهدفة تابعة للواء الغرباء في جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام. كما استهدف حزب الله والجيش السوري آليتين للمسلحين في جرود فليطا تم تدميرهما. وافيد ايضا ان المجموعة المستهدفة في جرود عرسال كانت تنوي القيام بعمل ارهابي انطلاقا من الكسارات في جنوب عرسال، وان الرصد الدقيق للمجموعة من قبل مقاتلي الحزب وطائرة الاستطلاع ادى الى مقتل جميع افراد المجموعة حيث تزامن القصف مع بدء عقد الاجتماع.
واللافت ان العملية التي نفذتها المقاومة الإسلامية صباح امس في جرود عرسال باستخدام طائرة من دون طيار في عمليات الرصد هي من نتائج ما تملكه المقاومة من تقنيات وإمكانيات، وهي جزء بسيط من هذه الإمكانيات، والتي تحدث عنها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير، فالمقاومة لم تستخدم حتى الآن إلا بعض البعض مما لديها.