الفلسطينيون يستقبلون رمضان على وقع الحصار والانقسام
Jun ١٨, ٢٠١٥ ٠١:٥٩ UTC
يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان المبارك هذا العام في ظل أوضاع قاسية تكاد تفقدهم أبسط مقومات الحياة حيث الحصار الخانق الذي يفتك بهم رغم المزاعم الصهيونية عن تسهيلات يهدف من ورائها المحتل إلى الالتفاف على جذوة المواجهة وإبعاد المواطن الفلسطيني عن التفكير بها واختزال القضية الفلسطينية برمتها في تنقلات ولقمة عيش فقط ليحلو له تكريس واقع احتلاله على الأرض الفلسطينية.
في غزة ورغم الحديث عن استعدادات إلا أن الكساد يغزو أسواقها في ظل تفاقم البطالة وارتفاع معدلات الفقر وبالكاد يتمكن المواطن الفلسطيني سد رمقه ويؤكد التاجر سعيد البرعي أن الحركة الشرائية معدومة رغم كثرة المواطنين في الأسواق، في حين يقول المواطن خليل شيخ العيد والذي كان يتجول في سوق الزاوية احد أكثر الأسواق شعبية في مدينة غزة أن المواطنين يتواجدون بكثرة في الأسواق في محاولة لإطفاء أجواء من الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم لكن لا احد يشتري فالأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية والحصار وإغلاق المعابر أنهك قوى الجميع.
ويشكل الانقسام الفلسطيني عامل أسى جديد للفلسطينيين. فرمضان يأتي هذا العام وقد طوى الانقسام عامه الثامن دون أي أفق في إمكانية وضع نهاية له واستعادة الوحدة بما يمكن الفلسطينيين من مواجهة التحديات التي يفرضها كيان الاحتلال خصوصاً في الضفة الغربية حيث الاستيطان الذي يلتهم الأرض وفي القدس وسياسة التهويد التي باتت تتهدد وجودها وما تبقى فيها من معالم، ويؤكد الفلسطينيون أن رمضان آخر يحل عليهم وساستهم منشغلون في انقسامهم وتجاذباتهم فيما المحتل يسابق الزمن للنيل ما أمكن من حقوقهم وقضيتهم التي أصابها الانقسام في مقتل ويكاد يودي بمقومات الصمود لديهم.
ويستذكر الفلسطينيون في قطاع غزة على أعتاب رمضان ما عاشوه في رمضان الماضي حيث العدوان الأقسى والأشد ضراوة من قبل آلة الحرب الصهيونية على مدار 51 يوماً، ولازالت تلك المشاهد حاضرة في ذاكرتهم حيث الدمار الذي لازال يحيط بالأحياء الفلسطينية والأسر التي لازالت على حالها من التشرد في مراكز إيواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة وقد طال انتظار الاعمار وآخرون قابعون في كرفانات لا تصلح لمعيشة الإنسان، فيما يشتد الألم مع أول إفطار في أول يوم من أيام رمضان، حيث غاب عنها الكثير من الأحبة بعد أن اختطفهم الإجرام الصهيوني والتهمت نيرانه عائلات بأكمله وهنا تتسع دائرة المعاناة والمأساة.
ويقول المواطن خالد أبو جامع والذي استهدف أكثر من 28 فرداً من عائلة في قصف استهدف منزله ساعة الإفطار شرق مدينة خانيونس، أن مشهد تلك الجريمة لازال عالق في الأذهان، متسائلاً كيف يمكن لهكذا عائلة أن تستقبل شهر قضت سابقه تحت وقع الصواريخ والقذائف التي انهمرت على رؤوس أبنائها وهم جالسون على مائدة الإفطار التي اختلطت بالدماء والأشلاء. ويضيف أبو جامع أن صواريخ المحتل وحممه لازمتنا طيلة أيام وليالي رمضان الماضي، معرباً عن أمله في أن يكون رمضان هذا العام أفضل حال من سابقه.
أما المواطن محمود حلس والذي فقد منزله في تلك الحرب ولازال جالساً فوق أنقاضه فيما عائلته موزعة لدى أقربائه فلا يرى لرمضان أي طعم ويخشى المواطن حلس من أن يأتي رمضان القادم أيضاً دون أن يتمكن من إعادة بناء منزله ولملمة شتات أسرته. ولا ينسى الفلسطينيون كما هو الحال في كل عام أكثر من ستة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف قاسية بعيدين عن أهلهم وذويهم والذين بدورهم يكتوون بنار الفراق حيث الجرح الذي يزداد تفتحاً مع كل مناسبة من مناسبات الفلسطينيين وخصوصاً تلك التي تجتمع فيها العائلات فيما بينها ومن أبنائها لازالوا غائبين قسراً يكابدون الموت الصهيوني في كل لحظة وتقول الحاجة غالية السميري وقد سبقتها الدموع أن رمضان يأتي ويتلوه آخر ولازالت نار الفراق تكوينا على فراق طال بانتظار احتضانها لنجلها الذي يغيب عن البيت منذ أكثر من 13 عاماً، لتطرح السؤال ذاته الذي تحمله كل عوائل الأسرى إلى متى تبقى لوعة الفراق تكوينا على من نحب. فهذا أب غيبه السجن عن أبنائه وذاك شاب غزا الشيب رأسه وهو ينتظر طبع قبلة على جبين أمه قبل أن يسبقه إليها القدر فقد طال الانتظار. ولا تتسع الفرحة الأسير المحرر طارق شلوف والذي تنسم لتوه عبير الحرية بعد عشر سنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال، يقول الأسير شلوف الذي التفت حوله عائلته وسط فرحة عارمة، عشر رمضانات أمضيتها بعيداً عن الأهل والعائلة لم أشعر فيها لرمضان بطعم وها أن اليوم أعود إلى أحضان عائلتي وامضي أول رمضان بينهم, هي قمة السعادة أن تعيش مع العائلة أجواء رمضان, ويؤكد الأسير شلوف أن جميع الأسرى ينتظرون هذه اللحظة وان يجمع الله شملهم بعوائلهم من جديد مشيراً إلى أن أملهم في الله ومن ثم في المقاومة كبير لتحقق لهم هذه الأمنية.