الأهمال في مصر ينافس الإرهاب في حصد أرواح الشعب
(last modified Thu, 30 Jul 2015 03:15:25 GMT )
Jul ٣٠, ٢٠١٥ ٠٣:١٥ UTC
  • نشوب حريق هائل داخل مصنع للإثاث أدى إلى مقتل نحو 25 عاملا
    نشوب حريق هائل داخل مصنع للإثاث أدى إلى مقتل نحو 25 عاملا

ليس بالإرهاب وحده يموت المصريون، بل الأهمال أصبح في مصر أشد خطرا من الإرهاب، الذي تشهده مصر منذ نحو عامين وأدى إلى مقتل وإصابة المئات من العسكريين والمدنيين، وهو ما قاله رئيس مجلس الوزراء المصري، إبراهيم محلب،في تعليقه على الحوادث المأساوية التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية.

وراح ضحية الحوادث عشرات المصريين، من الرجال والنساء والأطفال، لقوا حتفهم في حوادث مختلفة،غرقا وحرقا وتسمما،بسبب الإهمال!، الذي ينافس الإرهاب في حصد أرواح المصريين.

وظهر يوم (الثلاثاء) الماضي، اهتزت مدينة العبور-شرق القاهرة-عقب دوي انفجار،إثر نشوب حريق هائل داخل مصنع للإثاث مما أدى إلى مقتل نحو 25 عاملا حرقا وإصابة العشرات،   وقال  مصدر أمني،إن الحريق يرجع إلى انفجار"كومبريسور"- أحد الأدوات المستخدمة في صناعة الأثاث- أدى إلى سقوط سلم المصنع وإندلاع الحريق، مما تسبب في وفاة ٢٥ عاملا وإصابة ٢٢ آخرين،موضحا أنه بسقوط السلم الرئيسي للمبنى أصبح هناك مخرج واحد للمصنع لم يتمكن كافة العاملين من الوصول إليه والخروج، ما أدى إلى زيادة أعداد الضحايا .

وتبين من المعاينة،أن المصنع يقع على مساحة نحو 1500 متر، ضمن التجمع الصناعي في العبور ويفتقر إلى الكثير من شروط الأمن والسلامة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والنيران وتدمير مساحة كبيرة من المصنع.

 فيما كشف مصدر بالحماية المدنية أن كثير من المصانع في  مدينة العبور، ومدن أخرى تفتقر تماما لإشتراطات الأمن الصناعي،وهو ما يهدد بكوارث تهدد حياة ألاف العمال.

وقبل أيام من حادث حريق مصنع العبور، الذي راح ضحيته العشرات من العمال ما بين قتلى وجرحى،شهدت منطقة" الوراق" بمحافظة الجيزة، كارثة مأساوية،راح ضحيتها، اكثر من 40 شخصا،من الأطفال والنساء و الرجال، ماتوا غرقا في مياه النيل، إثر غرق مركب،كانوا يستقلوه بسبب إصطدامه بصندل نهري، مساء يوم الأربعاء (22 يوليو الجاري)،  وواصلت  قوات الإنقاذ والحماية المدنية،إنتشال جثث الضحايا من مياه النيل، لأكثر من ثلاثة أيام.

وأكدت مصادر،أن تقرير اللجنة الفنية للنقل النهري والسلامة المهنية المشكلة بقرار من النيابة العامة، لفحص ملابسات حادث غرق مركب الوراق،كشف أن الصندل المتسبب في وقوع الحادث عقب فحص اللجنة  له تبين أنه غير صالح للابحار، وتوجد به مخالفات جمة منها أنه لا يشتمل على أبسط وسائل الانقاذ؛كما أنه غير مجهز بوسائل الاتصال بين قيادة الصندل، وبين غرفة المحركات بالاضافة إلى أنه لا يحتوي على مكبرات صوت وغير مجهز بوسائل رؤية ليلية للابحار ليلا.

وفي تعليقه على هذا الحادث، قال رئيس مجلس الوزراء المصري،إبراهيم محلب،في تصريحات اعلامية له،أن الإهمال أخطر من الإرهاب وهو واقع تعيشه مصر، مشيرا إلى أنه لن يترك أي ملف به إهمال إلا ويتم التحقيق فيه. 

ويرى الخبراء،أن حادث «الوراق»، لن يكون الأخير لمخالفة قائدي المراكب المستمرة للحمولات الزائدة، وعدم تأدية أجهزة الدولة المعنية دورها بالشكل المطلوب،لمتابعة عوامل الأمان ومطابقة الأوزان، طبقا للتراخيص الصادرة.

وخلال هذا الأسبوع، أيضا شهدت محافظة بني سويف- جنوب مصر- فاجعة راح ضحيتها نحو 4 أطفال دون الثالثة،وأصابة عشرات الأطفال،إثر تناولهم محلول لمعالجة الجفاف،في عدة مستشفيات بالمحافظة،وتبين أن المحلول منتهي الصلاحية و غير صالح للإستعمال.

وأمرت وزارة الصحة المصرية بإغلاق مصنع الدواء المنتج لمحلول معالجة الجفاف الذي يشتبه في تسببه في وفيات الأطفال، وتجري النيابة العامة تحقيقات موسعة مع جميع الأطراف المسؤولة عن تسمم الأطفال بالمستشفيات نتيجة المحاليل التي تم إعطاؤها لهم بالمستشفيات المركزية بمحافظة بني سويف.

وأجمع خبراء،أن الأهمال في مصر، ينافس الإرهاب في حصد أرواح المصريين، وكان رئيس الوزراء إبراهيم محلب، قد صرح بأن حوادث الطرق فقط في مصر تتسبب في مقتل 13 الف قتيل سنويا،هذا بالإضافة إلى مئات  الضحايا الذين يموتون في حوادث إخرى كأنهيارات المنازل، وغرق المراكب، وكذلك ضحايا الأهمال الطبي.