الصحافة الفلسطينية تتناول جريمة إحراق عائلة دوابشة وطفلها الرضيع

إحتلت جريمة إحراق عائلة دوابشة واستشهاد الرضيع الفلسطيني علي دوابشة على يد المستوطنين في الضفة الغربية، مساحات واسعة على صدر الصفحات الفلسطينية وسط دعوات لأن تكون هذه الجريمة شعلة لاندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة رداً على إجرام الاحتلال ومستوطنيه وتصعيد المقاومة.

جريمة وحشية مروعة هزت الضمير الإنساني

صحيفة (القدس) قالت جريمة وحشية مروعة هزت الضمير الانساني ارتكبها أمس إرهابيون قتلة من المستوطنين في قرية دوما الوادعة، ذهب ضحيتها الطفل الرضيع علي دوابشة الذي استشهد حرقاً بينما أصيب والده ووالدته إصابات خطرة، وهي جريمة تنضم الى مسلسل الاعتداءات الاجرامية التي يرتكبها المستوطنون والمتطرفون اليهود ضد المدنيين العزل وتشكل تصعيداً خطراً في هذا المسلسل الذي يذكرنا أيضاً بإحراق الطفل الشهيد محمد أبو خضير والجرائم المتتالية في مختلف أنحاء الضفة الغربية ضد المدنيين العزل وممتلكاتهم وحقولهم، وهو ما يدفع الى التساؤل: الى متى سيتواصل هذا المسلسل الاجرامي تحت سمع وبصر العالم أجمع، وتحت سمع وبصر وحماية الحكومة "الاسرائيلية" ودعمها لهؤلاء المستوطنين؟

وطرحت صحيفة (القدس) ما اعتبرته السؤال الاهم في اعقاب هذه الجريمة وقالت، السؤال الأهم الذي يطرحه كل فلسطيني إزاء هذه الجرائم التي تجاوز مرتكبوها كل الخطوط الحمراء وأثبتوا تدنيهم الأخلاقي وإزاء ما تمارسه قوات الاحتلال "الاسرائيلي" من تصعيد في أعمال القتل والاعتقال والهدم ومصادرات الأراضي وتوسيع الاستيطان، هو: ما الذي ستفعله القيادة الفلسطينية؟ وما الذي ستفعله فصائل العمل الوطني والإسلامي خاصة اكبر فصيلين - «فتح» و«حماس» اللذين مازالا في مربع الانقسام المأساوي؟ وما الذي ستفعله منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد التي وقعت اتفاق «اوسلو» لنكتشف بعد أكثر من عقدين ان الاحتلال يرسخ أقدامه ويوسع استيطانه وأن اعتداءات قواته ومستوطنيه في تصاعد مستمر؟!

المسيرات الغاضبة التي اجتاحت الضفة في اعقاب الجريمة

صحيفة (الرسالة) كتبت حول المسيرات الغاضبة التي اجتاحت الضفة في اعقاب جريمة حرق عائلة دوابشة في مدينة نابلس واستشهاد الرضيع، وقالت إن الفتى ليث الخالدي في السابعة عشر من عمره من مخيم الجلزون استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها ظهر أمس خلال المواجهات مع قوات الاحتلال على حاجز عطارة شمال رام الله بالضفة المحتلة.

وأشارت الصحيفة أنه بالإعلان عن استشهاد الفتى خالدي يرتفع عدد الشهداء في الأراضي الفلسطينية خلال الـ24 ساعة الماضية إلى ثلاثة، بعد استشهاد الفتى محمد المصري مساء أمس، برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة. واندلعت مواجهات في 45 نقطة وحاجز في غالبية مدن الضفة المحتلة، بعد مسيرات "جمعة الغضب" التي دعا خرج فيها الفلسطينيون تنديداً بجريمة حرق الرضيع دوابشة من مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة على أيدي قطعان المستوطنين.

الاجتماع الطارئ للسلطة الفلسطينية

وتناولت صحيفة (الحياة الجديدة) الاجتماع الطارئ الذي عقدته السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في رام الله لبحث تداعيات جريمة احراق الطفل الفلسطيني، ونقلت الصحيفة، عن رئيس السلطة محمود عباس اعتباره أن جريمة إحراق الطفل علي دوابشة وعائلته ما هي إلا نتيجة لسياسة الاستيطان "الإسرائيلية" المتواصلة في الضفة الغربية، وإنها ليست الجريمة الأولى التي يقدم عليها قطعان المستوطنين ولن تكون الأخيرة، مشيراً إلى انه يطلب غداً من وزير الخارجية رياض المالكي بإحالة ملف الشهيد دوابشة الى الجنايات الدولية.

وقالت الصحيفة أن الرئيس عباس أعرب عن شكه في تقديم الحكومة "الإسرائيلية" مرتكبي هذه الجريمة للعدالة، "حيث يخرج كل من ارتكب جرماً بعد ساعات من التحقيق، بينما تقيد غالبية الجرائم ضد مجهول"، داعياً المجتمع الدولي، إلى تسمية المنظمات الاستيطانية في "إسرائيل" بالمنظمات الإرهابية، "تماماً كما تفعل عندما تسمي المنظمات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي".

ردود فعل غاضبة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية

ونشرت صحيفة (الاستقلال) ردود فعل غاضبة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية على الجريمة وتأكيدها أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب وعلى المحتل والمستوطنين ان يدفعوا ثمن جرائمهم المتواصلة بحق الفلسطينيين. واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي بحسب الصحيفة أن الجريمة تأتي ضمن مسلسل التصعيد الممنهج من قبل الاحتلال الذي أعلنت حكومته المجرمة عن الشروع ببناء مزيد المواقع الاستيطانية ما يعني اننا امام توسيع للعدوان على ممتلكات المواطنين واستهداف الأماكن المقدسة.

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم كتائب القسام ابي عبيدة القول: "إن إحراق الصهاينة للطفل علي وعائلته في نابلس هي جريمة بشعة يتحمل قادة العدو مسئوليتها"، مشدداً على أن شعبنا ومقاومتنا لن يسكتوا عليها.

موجة عربية وعالمية واسعة من الاستنكار والتنديد

وقالت صحيفة (فلسطين) إن جريمة المستوطنين إحراق الطفل علي دوابشة (عام ونصف) وعائلته، في قرية دوما، جنوب نابلس فجر أمس الجمعة، لاقت موجة عربية وعالمية واسعة من الاستنكار والتنديد، إلى جانب مطالبة حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" بمعاقبة الفاعلين. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن هذه الجريمة البشعة هي استمرار للانتهاكات والممارسات "الإسرائيلية" الاجرامية والقمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. وقال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف: "إن الجريمة الارهابية التي ارتكبها المستوطنون بحرق عائلة دوابشة، تعزز الحاجة إلى قرار فوري بوضع حد للاحتلال".