الصحافة الجزائرية.. تغييرات في جهاز الأمن تثير جدلاً
"الرئاسة والمخابرات.. إنها الحرب" و"زمن التقشف عاد"، و"هل سيأتي حل أزمة الجزائر والمغرب عن طريق الثقافة والأدب؟" و"ضربة قاصمة لمهربي السلاح" هي عناوين أهم القضايا التي تفاعلت معها الصحف الجزائرية الصادرة الثلاثاء.
تغييرات في جهاز الامن تثير جدلاً
طالعتنا صحيفة "المحور" بمقال عنوانه "الرئاسة والمخابرات.. إنها الحرب"، جاء فيه أن روايتين متضاربتين حول أحداث خطرة وقعت بالإقامة الرئاسية زرالدة غربي العاصمة. الرواية الاولى حسب الصحيفة، تفيد بأن أشخاصاً مجهولين حاولوا اقتحام حصن زرالدة المحاط بإجراءات أمنية غير عادية منذ أسبوعين. وقالت إن السلطات شددت من التدابير الامنية في محيط هذا الحصن، منذ ان تعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمحاولة اغتيال بباتنة (400 كيلومتر شرق العاصمة) في أيلول (سبتمبر) 2007. اما الرواية الثانية، فتتمثل في خلاف بين أعوان تابعين للحرس الجمهوري وآخرين تابعين لمديرية الأمن الرئاسي. والسبب، حسب الصحيفة، تدخل أحد الهيكلين في صلاحيات الآخر بخصوص تأمين المنشأة الرئاسية زرالدة، حيث يقيم الرئيس مع طاقمه الطبي. فوقع احتكاك بين عناصر الهيكلين باستعمال السلاح الناري.
وربطت الصحيفة الحادثة، بالتغييرات التي يشهدها جهاز الأمن منذ خريف 2013، أي منذ عودة الرئيس من رحلة العلاج إلى فرنسا التي دامت 88 يوماً. وأضافت: "عندما عاد الرئيس اكتشف ان الشرطة القضائية التي تتبع للمخابرات، أطلقت مذكرة اعتقال دولية ضد وزير الطاقة السابق شكيب خليل، وهو صديق طفولة بوتفليقة. الاجراء تم بدون علم الرئيس، فاستشاط غضباً وقرر تجريد المخابرات من الشرطة القضائية، وأتبعه بإجراءات هامة منها سحب عمليات التنصت على المكالمات ومراقبة الاعلام من المخابرات. وعد ذلك ضربة موجعة لمحمد مدين قائد المخابرات".
تجميد برامج الانفاق العمومي بسبب أزمة النفط
من جهتها كتبت صحيفة "المحور" تحت عنوان "زمن التقشف عاد": إن الحكومة قررت وقف كل مشاريع الإنفاق العمومي، خاصة ما تعلق منها ببناء المدارس والمصحات بسبب إجراءات التقشف المعتمدة منذ 6 أشهر إثر انكماش مداخيل البلد، الناجمة عن استمرار انخفاض سعر برميل النفط. وتقول تقارير رسمية ان الجزائر ستواجه صعوبة في ضمان غذاء شعبها، بحلول 2017 إذا عجزت عن إيجاد بديل لاقتصاد المحروقات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله إن مراقبي العمليات المصرفية بالولايات (المحافظات) والدوائر الإدارية، تلقوا مراسلة من مدير الموازنة بوزارة المالية لوقف كل العتاد والتجهيزات الموجهة للبرامج الاجتماعية، خاصة ما تعلق ببناء مؤسسات تعليمية وجامعات وببناء الهياكل الطبية. وذكر نفس المصدر بأن الحكومة قررت أيضاً وقف التوظيف في الادارة العمومية والمؤسسات الاقتصادية لنفس السبب، إلا للضرورة القصوى.
وأفاد المصدر الحكومي، لـ"المحور"، بأن مشاريع السكن غير معنية بإجراءات التقشف. وتتعامل الحكومة مع السكن على انه صمام أمان بالنسبة إليها، إذ يبعد عنها الاحتجاجات الشعبية لكثر الطلب على السكن في البلد. ويوجد حالياً مشروع ضخم جار إنجازه، يتمثل في "الجامع الكبير" الذي رصدت له الدولة أكثر من مليار دولار. وترفض الحكومة وقف هذا المشروع الذي يعتبره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أحد أولويات برنامج ولايته الرابعة (2014ـ 2019).
النخبة تطالب المغرب والجزائر بالتطبيع
ونشرت صحيفة "اليوم" مقالاً عنوانه "هل سيأتي حل أزمة الجزائر والمغرب عن طريق الثقافة والأدب؟"، جاء فيه أن مجموعة مثقفين جزائريين ومغاربة، دعت سلطات البلدين إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ 21 سنة بسبب خلافاتهما الأزلية بخصوص نزاع الصحراء الغربية. وجاء فيما سمي "نداء قسنطينة" بأن "مصلحة الشعبين ونخبة البلدين، تقتضي التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية ولتكن البداية بإعادة فتح الحدود".
وتمت المبادرة، حسب الصحيفة، في إطار "قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية" التي تجري اطوارها في قسنطينة (500 كلم شرق العاصمة)، حيث خصصت فعاليات "ليلة الشعر" الاحد الماضي، للوفد الثقافي المغربي المشارك الذي كان ضيف شرف التظاهرة. واغتنم مثققفو البلدين المناسبة لإطلاق مبادرة في اتجاه دفع الحكومتين الجزائرية والمغربية، إلى إنهاء فترة الجفاء التي تدوم منذ 1975 والتي ازدادت حدة في 1994 على إثر إعلاق الحدود.
وقال مصدر من التظاهرة للصحيفة، إن الشاعر المعروف بوزيد حرز الله، هو صاحب المبادرة من موقعه المشرف على "ليالي الشعر وإقامات الابداع" بـ"قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية".
صراع بين الجيش وتجار السلاح في الصحراء
وطالعتنا صحيفة "الخبر" المحسوبة على المعارضة، بأخبار من الجيش تحت عنوان "ضربة قاصمة لمهربي السلاح"، تناولت فيه بياناً لوزارة الدفاع تحدث عن إجهاض عملية تهريب أسلحة حربية، عبر الحدود مع مالي التي تشهد نشاطاً مكثفاً للمتشددين ومهربي السلاح وتجار المواد الممنوعة.
وجاء في بيان الوزارة الدفاع، أن مفرزة للجيش كانت الأحد في دورية استطلاعية قرب الشريط الحدودي مع مالي، "إذ تمكنت من إحباط محاولة تهريب أربعة قطع أسلحة رشاشة من نوع كالاشينكوف، ورشاشاً ثقيلاً من (PKT)، وبندقية نصف آلية من نوع سيمويوف، وأربع قذائف مضادة للدبابات و225 كلغ من المتفجرات، وسبعة مخازن وأربع قنابل يدوية وكمية معتبرة من مختلف أنواع الذخيرة وأغراضاً أخرى".
ولم يذكر بيان الوزارة، حسب الصحيفة، أي شيء عن الشخص أو الأشخاص، الذين حاولوا تهريب هذه الترسانة من الأسلحة. وقبل 24 ساعة أعلن الجيش عن اكتشاف مخبإ به أسلحة وذخيرة بولاية بجاية (300 كلم شرق العاصمة)، يعتقد بأنها لعناصر تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي"، الذي توجد أهم معاقله في هذه المنطقة.
في غضون ذلك، ذكرت الصحيفة ان تنظيم "المرابطون" شن هجوماً على فندق بوسط مالي، يوم 7 من الشهر الجاري، يرتاده رعايا غربيون. ويقود التنظيم الجهادي الجزائري مختار بلمختار، الذي تبحث عنه الولايات المتحدة الامريكية لتورطه في الإضرار بمصالحها بمنطقة الساحل.