الفلسطينيون وخيارات ما بعد جريمة احراق الرضيع علي دوابشة
Aug ٠٥, ٢٠١٥ ٠٣:٤١ UTC
تعالت الأصوات الفلسطينية في أعقاب جريمة احراق الرضيع الفلسطيني علي دوابشة على يد قطعان المستوطنين في بلدة دوما قضاء نابلس الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة، بضرورة تصعيد المواجهة وصولاً إلى حد الدعوة إلى انتفاضة فلسطينية جديدة تضع حداً لاستهداف حكومة الاحتلال والذي يطال الشجر والحجر والبشر والمقدسات حيث المسجد الأقصى المبارك الذي بات على موعد يومي لاقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة والتي تتطلع لفرض سيطرتها عليه أو على الأقل فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني عليه في المرحلة الحالية.
تشير كافة الدلائل والمعطيات بدءاً من حادثة حرق الطفل الرضيع علي الدوابشة وسياسة مصادرة الأراضي وصلف الاحتلال القائم أن هذه الممارسات أحدث تحول في الرأي العام الفلسطيني في الضفة المحتلة لصالح إشعال انتفاضة عارمة، ستجرف معها خيارات النضال "الغير مجدية", وأن المرحلة المقبلة كما يقول الخبير العسكري يوسف الشرقاوي في الصراع مع الاحتلال - والتي يرى أنها قريبة - ستكون بأدوات نضالية جديدة تجمع أكثر من خيار تحتها، مشيراً ان الخيار العسكري سيكون أبرزها على حساب أنصاف الحلول السلمية والتطبيعية.
ولفت الشرقاوي إلى ان محاولات الاحتلال لتطويق الأحداث الأخيرة ومنع نشوب انتفاضة ثالثة ستفشل، معتبراً ان إدانة النظام السياسي في كيان الاحتلال لعمليات المستوطنين ولا سيما حرق الرضيع "ذر للرماد في العيون"، مبيناً أن الدلائل تشير الى أن حكومة الاحتلال هي من يقف وراء جرائم المستوطنين.
لكن هذا الخيار الا وهو الانتفاضة التي تحدث عنها الشرقاوي بحاجة إلى مقومات يرى المحلل السياسي أكرم عطالله أنها مفقودة، وهو ما يعني استبعاد هكذا خيار في ظل الحالة الفلسطينية المتردية وغياب ما أسماها مقومات الانتفاضة والتي من وجهة نظره أولها تحقيق الوحدة، والاتفاق على إستراتيجية موحدة لتأجيج انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال، وأوضح عطالله ان غياب الوحدة الفلسطينية، وضعف الثقة بين الفصائل الفلسطينية يؤخر من نشوب انتفاضة ثالثة.
ويرى عطالله ان السيناريو المحتمل سيكون في ميدان الضفة المحتلة، وانه سيتمثل في مواجهات فردية في نقاط التماس مع الاحتلال أو فعل انتقامي فلسطيني فردي، مشيراً الى انه لن يكون هناك مواجهات جماعية منظمة لغياب المقومات اللازمة لتفجير انتفاضة.
وقال "الحالة الفلسطينية المشتتة، وعدم إنجاز الوحدة، وضعف الثقة القائمة بين الفصائل الفلسطينية، وتعويل غزة على الضفة لتفجير انتفاضة والعكس يؤخر نشوء انتفاضة ويترك العمل الميداني للحالات الفردية".
تفاصيل مرعبة حول الجريمة
إلى ذلك كشف غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية، تفاصيل جديدة حول الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون المستوطنون بحق عائلة دوابشة.
وقال دغلس، إن المستوطنين قاموا باختيار المنزل المستهدف بعناية بهدف القتل، وألقوا الزجاجات الحارقة من شبابيك المنزل واستيقظ أصحاب المنزل الزوج والزوجة وبدأت عملية الصراخ، وعند محاولتهم الخروج من المنزل كان في المدخل الرئيسي أكثر من مستوطن موجودين ينتظرون العائلة، وعند خروجهم على الفور ألقوهم أرضاَ وقاموا بإحراقهم بمادة حارقة ثم بدأوا يطوفون حولهم.
وتابع دغلس: "كان هناك أحد الجيران، حيث حضر إلى المنزل وذهل وهو فتى صغير 15 عاما، وحاول المستوطنون اللحاق به وقتله كما قاموا بقتل الزوح والزوجة، ورجع إلى الخلف أكثر من 150 خطوة ونادى زميله والعائلة والجيران، ثم فر المستوطنون من المكان وتركوا الجريمة شاهد عيان للتاريخ".
وأضاف دغلس "بأن الإرهابيين كانوا ينظرون إلى الزوجة والزوجة وهم يحترقون، وكانوا يطوفون حولهم ويتشفوا بهم".
وتابع قائلاً:" كانوا مجموعة إرهابية ولم يكونوا شخصاً أو اثنين".
وقال "إن ما يؤكد صحة أقوال الفتى، هو ما قاله أحد ضباط الاحتلال، لهم خلال توجههم إلى دوما، حيث قال إن المستوطنين كانوا يحاولون أيضاَ اختطاف فتى يبلغ من العمر 15 عاماً".