الصحافة اللبنانية: «الإنذار المتدحرج» يطرق أبواب الحكومة
Aug ١٣, ٢٠١٥ ٠٢:٣٢ UTC
-
التيار الوطني الحر تحرك رافضا قرار التمديد للقادة الأمنيين
عنوانان اساسيان تصدرا الصحف اللبنانية الصادرة في العاصمة اللبنانية بيروت صبيحة هذا اليوم، التي ركزت على التحركات الشعبية التي نظمها التيار الوطني بالأمس في عدة مناطق لبنانية، في حين لم تغب مفاعيل زيارة وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في ايران محمد جواد ظريف الى لبنان عن العناوين لليوم الثاني على التوالي.
«الإنذار المتدحرج» يطرق أبواب الحكومة
صحيفة (السفير) رأت في افتتاحيتها أن تحرك التيار الوطني الحر الشعبي الرافض قرار التمديد للقادة الأمنيين هو بمثابة الانذار الذي يطرق أبواب الحكومة: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والأربعين بعد الأربعمئة على التوالي.
عاد العماد ميشال عون الى الشارع، معبِّراً بهدير الأقدام عن اعتراضه على النهج المعتمد في التعاطي مع مطالبه، وصولاً الى القطرة التي طفح بها الكيل، مع التمديد للقادة العسكريين. وإذا كان خصوم «الجنرال» قد سارعوا الى التقليل من شأن التحرك البرتقالي ومن حجم المشاركة فيه، إلا ان الأكيد هو ان تظاهرة الأمس هي أكبر من تلك التي نظمها التيار بمحاذاة السرايا الحكومية، في المرة السابقة.
وبات واضحاً أن التيار يعتمد سياسة «الإنذار المتدحرج» الذي يتخذ في كل مرة حجماً يتجاوز ما سبق، الأمر الذي يعني ان عون لا يزال يخفي في جعبته أوراقاً لـ «المستقبل»، سيستخدمها في الوقت المناسب والذي قد لا يتأخر كثيراً، إذا استمرت الازمة الحالية على استعصائها.
وفي حين أوحت الإشارات الاولى ان أصوات المحتجين التي صدحت في ساحة الشهداء لن تجد صدى لها في المدى المنظور، تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء اليوم والتي يفترض ان تشكل أداة القياس لمدى التأثير الذي تركه الاحتجاج البرتقالي في صفوف خصوم عون.
وعُلم أن عون قرر في اللحظة الاخيرة، بعد ظهر أمس، دعوة أنصاره الى التجمع في ساحة الشهداء، وهو ما يفسر تأخر منسق عام «التيار الوطني الحر» بيار رفول في تحديد وجهة التحرك، انطلاقاً من مقر التيار في «سنتر ميرنا الشالوحي» حيث احتشد عدد كبير من المناصرين والقياديين.
وقالت مصادر بارزة في التيار لـ «السفير»، إن حجم التجاوب الشعبي مع دعوة عون الى التحرك كان أكبر مما هو متوقع ومخطط له، وهذا ما دفع «الجنرال» الى تعديل وجهة السير، موضحة ان التحرك المعد كان يقضي بتنظيم تجمعات موضعية في بعض المناطق مع امكانية تنظيم مسيرات سيارة، من دون ان تكون ساحة الشهداء واردة في الحسابات، لكن كثافة الحضور البرتقالي في نقاط التجمع وإلحاح المحتشدين على التظاهر، دفعا الرابية الى تعديل الخطة.
وأكدت المصادر ان ما حصل أمس أثبت ان رسالة عون وصلت الى الجمهور، والمهم الآن ان تصل رسالة الناس الى الفريق الآخر، لافتة الانتباه الى ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشكل اختبارا لهذا الفريق ومدى استعداده لاستخلاص العبر من تمدد الازمة الى الشارع.
عون يقاوم «حرب الإلغاء»
أما صحيفة (الأخبار) وصفت من جهتها ما يقوم به رئيس تكتل التغيير و الاصلاح العماد ميشال عون بمقاومة "حرب الالغاء" التي تمارس عليه من قبل تيار المستقبل وحلفائه: كان قدره هو نفسه. منذ نحو ثلاثة عقود، والرجل يواجه الحصار نفسه، والإقصاء نفسه، والقمع نفسه. لكنه لم يتعب ولم يستسلم. اليوم، نشاهد ميشال عون عارياً في وجه أعتى منظومة فساد وقهر تجتمع ضده في لبنان، وتدعمها قوى القهر في المنطقة والعالم. أجيال عون تستعد، مرة جديدة، للنزول الى الشارع، بحثاً عن حق مغتصب، وعن حلم مسروق. وإذا كان في لبنان من يريد إدارة الظهر، أو المشاركة في حرب الإلغاء هذه، فذلك لن يقود إلى خراب بيت وعمار بيت آخر، إنه الخراب الكبير، الذي لن يبقي في لبنان مكاناً آمناً لحياة حرة وإنسان كريم. بعد أخذ ورد طويلين، ومناورات كثيرة باسم المبادرات، وصلت الاتصالات بين العماد ميشال عون وبقية الطبقة السياسية إلى حائط مسدود، ولم يبق مع الجنرال إلا حليفه حزب الله، الذي أبلغه دعمه له في كل ما يقوم به.
اليوم، يبدأ التيار الوطني الحرّ ما تسميه مصادر قيادية بارزة فيه «المرحلة الأولى من الرّد على قرار التمديد غير الشرعي والاستهتار بحقوق المسيحيين»، بعد دعوة العماد ميشال عون، أمس، أنصار التيار واللبنانيين الى التظاهر اليوم. وحثّ عون، بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، العونيين واللبنانيين على النزول «إلى الشارع، فنحن نحلم بوطن فيه قانون، لا نفايات وسرقة وفساد».
وتأتي الدعوة مع إخفاق مبادرة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في الوصول إلى نتائجها المرجوّة، بحصول توافق على رفع سنّ التقاعد للضباط ثلاث سنوات عبر تعديل «قانون الدفاع الوطني» في مجلس النواب، وبعدما كان رئيس تكتل التغيير والاصلاح قد منح المبادرة مهلة للوصول إلى نتائج. ويتوافق أكثر من مصدر في قوى 8 و14 آذار على القول إن «المبادرة وصلت إلى طريق مسدود»، في ظلّ رفض تيار المستقبل القاطع لها، ووضع الرئيس نبيه بري شروطاً، كاعتراف عون بشرعية مجلس النواب قبل البحث فيها. وأشارت مصادر أخرى إلى أن «مطلب عون بتعيين أعضاء المجلس العسكري في مجلس الوزراء بات شبه مستحيل بعد خطوة التمديد، لأن من غير المنطقي تعيين ثلاثة أعضاء جدد في المجلس، فيما الأعضاء الثلاثة الآخرون مُدّد لهم، ما يشكّك في شرعية قيادة الجيش».
ظريف يدعو الرياض لعدم تعطيل تفاهمات اللبنانيين
بدورها صحيفة (البناء) ومتابعة لزيارة وزير خارجية جمهورية ايران الاسلامية محمد جواد ظريف الى لبنان، ركزت على دعوته المملكة العربية السعودية لعدم تعطيل تفاهمات اللبنانيين: وعلمت «البناء» أن ظريف عرض في لقاءاته كيفية الاستفادة من مفاعيل الاتفاق النووي لمصلحة لبنان على الصعيدين الاقتصادي والتجاري لا سيما في القطاعات التي تعاني من مشاكل كقطاع الكهرباء.
وشدد على أهمية انفتاح السوق الاقتصادية بين البلدين، وجرى التأكيد بين ظريف ووزير الدفاع سمير مقبل على أن موعد الهبة الإيرانية للجيش مرتبط برفع الحظر عن طهران الذي لن يتجاوز مدة الشهر. ولاقت الدعوة الإيرانية ترحيباً من المسؤولين اللبنانيين باعتبار أن التعاون فرصة للاستفادة من التجارب والخبرات الإيرانية. وأكد ظريف ضرورة مواجهة الإرهاب، مبدياً الاستعداد لدعم الاستقرار في لبنان ومساعدته بشتى الطرق.
وفي الاستحقاق الرئاسي قال ظريف: «إن إيران جاهزة للمساعدة في إرساء الحوار وتعزيز الوفاق بين اللبنانيين باستثناء التدخل في الملف الرئاسي»، لافتاً إلى «أنه بالإمكان حل هذه المعضلة عبر الحوار».
وأكد رئيس مجلس النواب بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» أنّ «السياسة الإيرانية عاقلة ومنفتحة وسعت منذ فترات طويلة إلى ترتيب وضع المنطقة، إلا أنّ التداعيات التي حصلت على مستوى المنطقة عقدت الموقف بين طهران والرياض، ويبدو أنّ ترتيب الملف اليمني مدخل لا بدّ منه لترتيب الملفات الأخرى في الحسابات السعودية». وأشار إلى «أن إيران ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية وملتزمة بمساعدة لبنان».
كلمات دليلية