الصحافة اللبنانية.. «العاصفة الروسية»: قراءات لبنانية متناقضة
(last modified Thu, 01 Oct 2015 03:47:36 GMT )
Oct ٠١, ٢٠١٥ ٠٣:٤٧ UTC
  • موسكو تدعم دمشق عسكريا
    موسكو تدعم دمشق عسكريا

عناوين عدة تصدرت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم، أهمها المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة تمام سلام خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الى جانب التركيز على الغارات التي شنتها الطائرات الروسية على مواقع الارهاببين في سوريا. فيما كان اهتمام لافت من قبل الصحف اللبنانية بالانجاز الذي حققته المقاومة والجيش اللبناني من خلال كشف جهاز تجسس صهيوني.



«العاصفة الروسية»: قراءات لبنانية متناقضة

وصفت صحيفة (السفير) التدخل العسكري الروسي في سوريا بـ"العاصفة الروسية" وكتبت عن التناقضات في القراءات اللبنانية لما يجري في سوريا، فيما ركزت الصحيفة على الموقف الأخير لرئيس الحكومة تمام سلام والذي دعا فيه الى ضرورة مواجهة الارهاب: أغلب الظن، أن عصف الغارات الروسية على أهداف للمجموعات المسلحة في سوريا سيتجاوز المدى الجغرافي للعمليات العسكرية، ليتمدد في أنحاء المنطقة التي بات القيصر فلاديمير بوتين شريكاً في رسم توازناتها ومعادلاتها، بعد عقود من الوكالة الحصرية الأميركية.

ولما كان لبنان يقع على فالق الزلازل الإقليمي، فإنه من الطبيعي أن يكون معنياً بما يجري في جواره، لا سيما أن أطرافه تنقسم أصلا بين من يدعم النظام السوري، ومن يعارضه، وهو فرز انسحب تلقائياً على المواقف من التدخل الجوّي الروسي في الحرب. في هذا الوقت، أطلق رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نداءً من على منبر الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة دعا فيه الأسرة الدولية «إلى الخروج من حالة الانتظار أو التردّد، وإلى وقف التقاتل بالدم السوري وعلى الأرض السورية، والمسارعة إلى وقف المذبحة الدائرة هناك، عبر إرساء حلّ سياسي يضمن وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها ويلبّي تطلعات الشعب السوريّ إلى حياة حرة كريمة». وأكد ان للبنان مصلحة أكيدة في الحل السوري لأنه يرزح تحت العبء الهائل للنزوح، الذي وصفته الأمم المتحدة نفسها بأنه «كارثة وطنيّة».

ودعا الدول المانحة الى «الوفاء بتعهداتها، لا بَل إلى مضاعفة مساهماتِها المالية، وتقديمِ المساعدات المباشرة للمؤسسات الحكومية وللمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك طبقاً لخطة الاستجابة التي أطلقها لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي». وشدّد على مبدأ المسؤولية المشتركة وتقاسم الأعباء بين الدول، وعلى أهمية إقامة أماكن آمنة أو مناطق عازلة للاجئين في سوريا، أو مراكز تجمع لهم على الحدود.

وفيما كان لبنان ينشغل بالسجالات السياسية العبثية، وبأزمات النفايات والترقيات العسكرية، والمؤسسات المعطلة، كان الجيش والمقاومة يحققان إنجازاً أمنياً نوعياً، تمثل في كشف جهاز تجسس صهيوني متطور، سواء في وظيفته أو في طريقة تمويهه.

وقد أظهرت هذه الحادثة أن أجندة الاحتلال الاستخباراتية والأمنية في لبنان لاتزال على حالها، ولم يطرأ عليها أي تعديل، وبالتالي فإن العدو يواصل العبث بأمن لبنان، بمعزل عما يدور في المنطقة، مستفيداً من حالة انعدام الوزن التي يمر فيها الواقع اللبناني، حتى يتمادى في انتهاكاته واعتداءاته.

الطائرات الروسية بدأت غاراتها في سوريا بناء على طلب الاسد من بوتين

صحيفة (الديار) أكدت في افتتاحيتها أن التدخل العسكري الروسي في سوريا جاء بناء على طلب رسمي من الرئيس السوري بشار الأسد: يوم 30 سبتمبر 2015، يعد يوما هاما في تاريخ سوريا وفي تاريخ منطقة الشرق الاوسط، اذ دخلت روسيا الحرب مباشرة بطائراتها وصواريخها ضد تنظيم «داعش» واللافت ان الضربات الروسية تركزت بالقرب من العاصمة وخط دمشق حمص اللاذقية وجنوب سوريا، وهذا ما يؤكد الكلام الروسي بان منطقة جنوب سوريا خط احمر مع خط دمشق حمص اللاذقية وهذا القرار ابلغه بوتين الى الملك الاردني عبد الله الثاني قبل اشهر، كما ان السفارة الروسية ابلغت قيادات درزية سورية بعد اجتماع في السفارة الروسية ان خط درعا السويداء القنيطرة احمر، وهناك قرار من الرئيس بوتين بحماية هذا الخط وعدم سقوطه مهما كانت التحديات. روسيا دخلت الحرب، والرئيس الاسد طلب من الرئيس بوتين التدخل، وقد نفذت روسيا في اليوم الاول 20 غارة جوية على 8 مواقع لـ"داعش" في سوريا بينها مخازن اسلحة ومراكز قيادية، وهذه المساعدة العسكرية الروسية ستستمر بعدما طلبها الرئيس الاسد من بوتين فيما شكك فرنسا وواشنطن بنتائجها واعتبرها وزير الدفاع الاميركي بمثابة صب الزيت على النار فيما دعا حلف الناتو الى عدم التصادم بين الجهود العسكرية الروسية في سوريا مع عمليات التحالف.

الدخول الروسي سيؤدي الى معادلات جديدة بعد قرار الكرملين بالدخول المباشر

من جهتها صحيفة (البناء) رأت أن التدخل العسكري الروسي في سوريا جاء ترجمة لمواقف الرئيس بوتين، التي اختصرتها الصحيفة بـ"الأمر لي": لم تمرّ ساعات على المعادلات التي رسمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقواعد الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، بعد التموضع العسكري الروسي الجديد في سورية وتشكيل غرفة العمليات المشتركة، ومجموعة العمل الاستخباري المشتركة الروسية الإيرانية السورية العراقية، والتي تختصر بإعلان فشل الاستراتيجية الأمريكية للحرب والتشكيك في جدّيتها وتحميلها مسؤولية تجذّر الإرهاب، وإعلان النية لتقديم النموذج البديل، حتى بادر الرئيس بوتين إلى وضع معادلة «الأمرُ لي» قيد التطبيق، فبينما كانت الرئاسة السورية تعلن الطابع الشرعي والقانوني للوجود العسكري الروسي في سورية كتلبية لطلب سوري رسمي، كان المجلس الاتحادي الروسي يصادق على طلب الرئيس بوتين بتكليف القوات الروسية بمهمات خارج الحدود، وكانت أسراب من الطائرات الروسية والسورية تستهدف مواقع تواجد مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» ومتحدّرة منه، ليتشكل البدء الرسمي للانخراط الروسي في الحرب على الإرهاب خارج حدود روسيا للمرة الأولى، منذ الانسحاب السوفياتي من أفغانستان. واشنطن وحلفاؤها في حال ذهول وارتباك، فالرهان على جعل الحرب على «داعش» اختصاراً لمفهوم الحرب على الإرهاب، لم يعد ممكناً مع الدور الروسي الذي يلتزم تعريفاً واضحاً يطاول كلّ القوى والتنظيمات والجماعات المصنّفة لدى الأمم المتحدة كتنظيمات إرهابية، وهذا يعني أنّ «جبهة النصرة» خصوصاً، ولاحقاً «أحرار الشام» لن تكون مواقعهما، كما «داعش»، بمنأى عن الاستهداف الروسي. الخلاصة واضحة للمراقبين السياسيين والعسكريين، وهي أنّ زمناً جديداً للحرب على الإرهاب في سورية قد بدأ للتوّ، وانّ زمن إخضاع هذه الحرب للحسابات الأمريكية القائمة على عدم إحراج الحضن التركي الدافئ لـ«داعش» أو التبنّي «الإسرائيلي» الرسمي لـ«النصرة» أو التمويل السعودي لكليهما ولـ«أحرار الشام» معهما، قد انتهى، وصار للانضمام إلى معسكر الحرب على الإرهاب تعريف لايضعه المتلاعبون، وصار الخيار إما التنسيق مع سورية بواسطة روسيا أو ارتضاء فرط الأحلاف الخاصة والذهاب إلى عمل منسّق تحت قبة الأمم المتحدة.