سوريا.. عشرات الأسر تعود إلى ريف دمشق الجنوبي
(last modified Mon, 17 Aug 2015 01:40:48 GMT )
Aug ١٧, ٢٠١٥ ٠١:٤٠ UTC
  • العائلات السورية تعود الى بيوتها في ريف دمشق الجنوبي
    العائلات السورية تعود الى بيوتها في ريف دمشق الجنوبي

تجمع مئات العائلات منذ ساعات الصباح الباكر أمس الأحد على مدخل الحسينية في ريف دمشق الجنوبي.. لا يبالي المنتظرون بحرارة الشمس العالية منذ الصباح في طقس صيفي لاهب. كل يأمل بالعودة إلى بيته وأزقته في البلدة التي نزح عنها قبل عامين جراء الحرب ضد المجموعات المسلحة.



جداول لعودة الاهالي

تمر ساعتان قبل السماح للعائلات التي تم تسجيل اسمائها بالمرور.. مائة وستون عائلة على الاقل سمح لها بالدخول في أول يوم من السماح بعودة المدنيين الى بيوتهم في البلدة. يقول رئيس لجنة الخدمات جمال السخني إن الأمر يرتبط بجداول دقيقة لدخول الناس الى بيوتها، ولا يمكن فتح الباب هكذا من أجل الاجراءات الروتينية والامنية أيضا.

السخني يشير الى أن القوائم المسلجة تشمل أكثر من 7 آلاف اسرة وبالتالي نحو خمسة وأربعين ألف مدني سيعودون، ويتابع ان الاولوية اليوم هي لعائلات الشهداء والمقاتلين في الجيش والدفاع الوطني ثم العاملين في المؤسسات الحكومية.. آلية تجري بدقة وستتواصل حتى عودة الجميع وخلال أقل من شهرين كتوقعات في ظل التسهيلات وحرص العائلات على إنجاز المهمة على أكمل وجه.

تقول ام أحمد، وهي سيدة خمسينية دخلت مع أولادها الى بيتها، إنها من أوائل من دخل البلدة كون ابنها يقاتل في الجيش السوري.. أم أحمد فرحتها لا تعادلها فرحة كما تقول.. عودتها الى بيتها غالية جداً مهما كانت حجم الاضرار به جراء الحرب.. في بيتي هذا عشنا 25 عاماً. ولد أبنائي ولدي جيراني.. كل هذا سيعود اليوم إن شاء الله.

حالة تتكرر مع  سالم (65 عاماً)، الرجل المتقاعد من إحدى الوظائف الحومية متفائل بالعودة وإعادة صخب الحياة الى بلدته . يقول إن عودتنا توفر علينا تعباً وإنهاكاً نفسياً ومادياً.. ويتابع بحرقة.. والله تعبنا وتلفنا في هذه السنوات وبدنا نرجع الى بيوتنا.

تأهيل البنى التحتية

الجهات الحكومية تؤكد جهوزية مرافق البلدة لاستقبال عشرات الآلاف من ابنائها العائدين. محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف قال إن البنى التحتية تم إصلاحها من كهرباء وماء ومدارس ومخبز.. وتابع خلال جولته في البلدة هناك إجراءات أخرى يجري العمل عليها وأهمها تأسيس لجان لتقدير الأضرار التي لحقت ببيوت المدنيين جراء جرائم المجموعات المسلحة تمهيداً للتعويض عليهم.

مخلوف أكد ثقة الحكومة بدور الأهالي كعين ساهرة على حماية بلدتهم والتعاون مع الجيش السوري في حماية الأمن في المنطقة كلها.

محطة على طريق طويل

في المقابل، أكد وزير الكهرباء عماد خميس ان العودة الى الحسينية محطة على طريق لإعادة الاهالي الى المناطق الاخرى التي أمنها الجيش السوري. وتابع ان البنى التحتية كاملة في الحسينية وتجري عمليات إعادة تأهيلها في بلدات أخرى في المحيط المجاور، مشدداً على أن الفضل يعود الى تضحيات الجيش السوري في إعادة المدنيين الى بيوتهم.

عودة المدنيين يضعها مراقبون في إطار رمزي بالغ الدلالة وهو عودة الحياة بالتدريج الى ريف دمشق الجنوبي. والكلام عن المصالحات وعودة الحياة لا يستقيم دون اجراءات على الأرض، أبرز ملامحها عودة المدنيين الى بيوتهم وبدء تعافي تلك المساحات الواسعة من المناطق التي هجرها أهلها الى بلدات أبعد ما يعني ضغطاً نفسياً وحالة من عدم الاستقرار إضافة بالطبع الى الاعباء المادية الكبيرة.