الصحافة الجزائرية.. أزمة مالي تزداد تعقيدا
(last modified Tue, 11 Aug 2015 00:45:36 GMT )
Aug ١١, ٢٠١٥ ٠٠:٤٥ UTC
  • أزمة مالي تزداد تعقيدا
    أزمة مالي تزداد تعقيدا

"أزمة مالي تزداد تعقيدا" و"موسم زراعي كارثي"، و"الحكومة عاجزة عن تأمين غذاء الجزائريين" و"بدع حكومية" هي عناوين أهم القضايا التي تفاعلت معها الصحف الجزائرية الصادرة الثلاثاء.



مسؤول أزوادي يتهم باماكو باعتقال وتعذيب نشطاء

طالعتنا صحيفة "الجمهورية" الحكومية، بمقال عنوانه "أزمة مالي تزداد تعقيدا"، جاء فيه ان مسؤولا بارزا بـ"تنسيقية الحركات الأزوادية" المسلحة، المعارضة للحكومة المالية، اتهم الجيش النظامي باعتقال نشطاء معارضين وتعذيبهم على خلفية الإعتداء المسلح على منتسبين للأمم المتحدة، بفندق وسط البلاد الجمعة الماضية والذي خلف قتلى وجرحى. في غضون ذلك، أعلنت جماعة "المرابطون" المسلحة مسؤوليتها عن العملية الإرهابية.

وقال حمَة آغ سيد احمد، مسؤول العلاقات الخارجية بـ"حركة تحرير أزواد"، وهي قطعة أساسية في "تنسيقية أزواد للصحيفة، ان وحدة من الجيش النظامي" نفذت الأحد سلسلة من الاعتقالات التعسفية طالت نشطاءنا في مناطق بنغال وتاغروست بإقليم ازواد (شمال مالي). وكان ضمن المعتقلين زعيم قرية بانغال السيد عتَا آغ هود وهو برلماني سابق وكان لاجئا سياسية ببوركينا فاسو، وعاد إلى البلاد بمناسبة انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي".

وذكر سيد احمد أن خمسة قياديين من المعارضة، تم اعتقالهم بناء على شبهة الضلوع في أحداث فندق مدينة "سيفاري"، وهم محمد أحمد آغ عيسى ورونس آغ مرداس، و زياد آغ محمود ووادا آغ أبو واحة، إضافة إلى آغ هود. وتابع سيد أحمد وهو يتحدث للصحيفة:"إلى متى سيستمر تعرض شعب أزواد للقمع من طرف الجيش المالي؟ وإلى متى ستظل الحكومة المالية تتنكر لتعهداتها المدوَنة في اتفاق السلام الموقع قبل شهور؟. وهل ستبقى الوساطة الدولية في نزاع مالي، بقيادة الجزائر، تتفرج على ما يجري؟".

موسم زراعي كارثي

من جهتها كتبت صحيفة (الخبر) في مقال بعنوان، "الحكومة عاجزة عن تأمين غذاء الجزائريين"، بأنه من المنتظر أن يسجل إنتاج الحبوب لهذه السنة، أدنى مستوياته منذ أكثر من عشر سنوات. وقال ان المزارعين يتحدثون عن "موسم فلاحي كارثي"، بعد أن تقلص إنتاج الحبوب لهذه السنة إلى 30 مليون قنطار، مقابل 52 مليون قنطار تم تسجيلها منذ حوالي أربع سنوات فقط، ما سيزيد من التبعية الغذائية إلى الخارج، حسب الصحيفة التي أضافت: "لقد فشلت الحكومات المتعاقبة في تحقيق الأمن الغذائي، الذي مثل المحور الأساسي في برنامج الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، منذ توليه الحكم سنة 1999. وبهذا تكون البحبوحة المالية المسجلة خلال الأربعة عشر الماضية، والتي صرفت على برامج متنوعة بما تجاوزت قيمتها 800 مليار دولار، قد عجزت عن تأمين غذاء الجزائريين، حيث تبقى 80 بالمائة من احتياجات الجزائريين، بما فيها المواد الغذائية تستورد من خارج الديار. وتبقى الجزائر، تصنف في قائمة دول العالم الأكثر استيراد للحبوب، حيث تحتل المرتبة الثانية إفريقيا بعد دولة مصر".
وتوقع محمد عليوي، الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين، في تصريحات للصحيفة، أن يصل إنتاج الحبوب لهذه السنة ما حجمه 30 مليون قنطار، مقابل 35 مليون قنطار السنة الماضية، مؤكدا أن فاتورة استيراد الحبوب لهذه السنة، ستمثل أكثر من نصف احتياجات الجزائريين، الذين يستهلكون 70 مليون قنطار من الحبوب سنويا.

جدل حول تدريس العامية

أما صحيفة (منبر القراء)، فقالت في مقال عنوانه "وزيرة التعليم تتسبب في أزمة"، أن "حركة النهضة" الإسلامية تحمل، الحكومة "تبعات إدراج العامية بديلا عن اللغة الوطنية (العربية) لدى الناشئة من أبنائنا"، في إشارة إلى قرار مثير للجدل، أعلنت عنه وزيرة التعليم نورية بن غبريط، الأسبوع الماضي، يتعلق بتعليم تلاميذ الطور التحضيري والسنة الأولى، اللهجات العامية الجزائرية، بدء من الدخول المدرسي الجديد المرتقب الشهر المقبل.

وقال محمد ذويبي أمين عام "النهضة"، للصحيفة، إن "السلطة تعمل، من خلال هذا القرار، على إحياء النعرات الجهوية التي تؤدي إلى تفكيك وضرب الوحدة الوطنية، وتفتيت النسيج الاجتماعي على غرار ما يجري في الأوطان العربية، إذ يعد تنكرا لتضحيات الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية ورسالة الشهداء".
وأوضح ذويبي أن السلطة "عودتنا على تمرير المشاريع المشبوهة خلال أيام العطل، لاسيما عطلة الصيف، مستغلة الفراغ الحاصل في هذه الفترة في مؤسسات الدولة، وهو سلوك غير أخلاقي يثير الريبة والشك لدى أصحاب هذه المشاريع الذين يرفضون أن تأخد وقتها في النقاش أمام الرأي العام. وما سرعة تنفيذ إدراج العامية في الدراسة، دون ترك الفرصة لأهل الاختصاص لبحث القضية، إلا دليل على ذلك".

جماعات ضاغطة تسيطر على الدولة!

وأجرت صحيفة (الوطن) مقابلة مع عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي، "حركة مجتمع السلم" حملت عنوان "بدعة حكومية"، أهم ما جاء فيها قوله: "لقد تأكد لأكثر الناس تعاطفا مع السلطة، بأننا نعيش حالة تحلل حقيقي داخل منظومة الحكم. في خلال أسبوع يقع تعديلان (حكوميان). يحاول التعديل الثاني دون جدوی أن يرقع البدع السياسية، التي جاء بها التعديل الأول ويضيف بدعا أخری تدل بأن النظام السياسي ضيع البوصل".

وأضاف الإسلامي المعروف بتشدده ضد نظام الرئيس بوتفليقة: "يبدو من خلال حالة الإرتباك هذه ومن خلال التردد واتخاذ القرارات ثم التراجع عنها بسرعة في مجالات الاقتصاد والسياسية، أن الدولة الجزائرية أصبحت مرتعا لمجموعات الضغط الداخلية والخارجية وأن هذه المجموعات المتصارعة هي التي أصبحت تسيطر علی القرار، الذي ربما تتصرف فيه شخصيات لا يخول لها الدستور ذلك. بلدنا يعيش مرحلة خطيرة جدا، يتحمل مسؤوليات عواقبها العابثون بها والمتعاونون معهم والساكتون عليهم في كل مكان وفي كل مستوی".