الصحافة اللبنانية: الأزمات «المسيلة للدموع» تتراكم
Aug ٢٧, ٢٠١٥ ٠٣:٠٢ UTC
أزمة النفايات تتفاقم بيئيا وشعبيا والانقسام السياسي على حاله داخل أروقة مجلس الوزراء اللبناني الذي ينتظر التسوية، في وقت سرق مخيم عين الحلوة كل الانظار من بوابته الأمنية. هذا ما ركزت عليه الصحف الصادرة في العاصمة اللبنانية بيروت صبيحة اليوم.
البداية مع صحيفة (السفير) التي وصفت الازمات التي تعصف في لبنان " بالمسيلة للدموع "وركزت على ملف النفايات التي عادت لتجتاح العاصمة من جديد: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والخمسين بعد الاربعمئة على التوالي. انشغلت القوى السياسية خلال الساعات الماضية في كيفية إيجاد تسوية لمسألة "المراسيم السبعين"، فيما بدت هموم الناس في واد آخر يزدحم بالازمات الاجتماعية والمعيشية "المسيلة للدموع". وأغلب الظن ان أحدا من المواطنين لا يشعر بأن السجال حول المراسيم يعنيه أو يهمه، وهو العالق بين مطرقة النفايات المتكدسة وسندان التقنين الكهربائي المتمادي، من دون أن تظهر في الأفق أي حلول سريعة لهذه المعاناة المتفاقمة.
ولعل مشهد عودة النفايات الى التراكم في شوارع بيروت هو الدليل الاكبر على استمرار دوران الحكومة في الحلقة المفرغة، واستفحال عجزها عن ابتكار المعالجات العاجلة للأزمات المتمادية، وفي طليعتها فضيحة النفايات التي تنتظر مطمرا، لا يزال التجاذب حوله قائما في عكار. وإزاء انسداد شرايين الحلول المؤسساتية، يبقى الشارع المتنفس الوحيد للمواطنين اللبنانيين المعترضين على سياسة "التعذيب الجماعي"، والذين لا تكف القوى الامنية عن قمعهم بحدة، وتوقيف بعضهم، كما حصل ليل أمس الاول، بحجة ملاحقة المندسين، وهي ذريعة مطاطة باتت تستخدم في كل وقت لتبرير العنف المفرط المستعمل ضد المعتصمين والمتظاهرين. وعشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، فوق بركان الاحتقان الشعبي، تحرك الوزير علي حسن خليل امس على خطوط عدة، لمحاولة تفادي تفجير الجلسة بـ "صاعق" المراسيم العادية المتنازع عليها، والتي تحمل في العادة تواقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير المختص.
نازحو عين الحلوة عالقون: قتيل بتجدد الاشتباكات ليلا
من جهتها صحيفة (الأخبار) ركزت على الأحداث و التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين: لم يصمد طويلا وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه فجر أول من أمس. فقبيل منتصف الليل الماضي، هاجم عنصران من "الشباب المسلم" (بقايا فتح الإسلام وجند الشام وآخرين) هما "ع. ف." و"م. ش." (محسوبان على كشاف المقدسي) نقطة الحراسة التابعة للقوة الأمنية المشاركة المرابطة أمام مصلى المقدسي المحسوب على مسؤول الكشافة فادي الصالح. الهجوم أدى إلى مقتل الفتحاوي رضوان إبراهيم (الملقب بأبو عاطف). في هذا الوقت، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات المحادثة على الهواتف شائعة محاولة اغتيال مسؤول عصبة الأنصار في حي الصفصاف الشيخ طه الشريدي، ما طرح تساؤلات عن محاولات لإيقاع الفتنة بين فتح والعصبة. ومع حلول منتصف الليل، ونفي عصبة الأنصار أن يكون الشريدي قد تعرض لأي أذى، عاد الهدوء الحذر ليخيم على عين الحلوة وسط استغراب من أن فتح لم ترد فورا على الهجوم الذي استهدفها كما فعلت في الآونة الأخيرة. وعدم رد فتح أعاد تثبيت الاتفاق.
قبل الخرق الليلي، كانت عائلات من عين الحلوة لا تزال تشعر بالقلق واحتمال تجدد الاشتباكات بين فتح والشباب المسلم. بعض العائلات التي نزحت إلى محيط المخيم وصيدا، رفضت العودة إلى منازلها المتضررة. لكن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، أوعز إلى أئمة مساجد المدينة بعد الاتفاق على وقع إطلاق النار، بإخراج النازحين الذين استقروا في بعضها، ولا سيما مسجد الموصلي والجامع العمري الكبير والأرقم وبلدية صيدا حيث كانت هيئات إسلامية وفلسطينية تتولى رعايتهم وإيواءهم. في الموصلي المحاذي لحي التعمير، رفض النازحون الخروج ونفذوا اعتصاما احتجاجيا في الباحة، عبروا فيه عن خشيتهم من العودة إلى أحياء يسيطر عليها جند الشام. وبعد اتصالات بين سوسان والفصائل والقوى الفلسطينية، اتفق على إعادة فتح قاعة المسجد الكبرى لإيواء النازحين.
المظاهرات مستمرة في البلد وعون سينضم اليها مع خطوات أخرى
أما صحيفة (الديار) اهتمت بقرار التيار الوطني الحر الانضمام الى المظاهرات الشعبية يوم السبت القادم: التحركات الشبابية المدنية تكبر كـ"كرة الثلج" وصولا الى التظاهرة الكبرى نهار السبت والتي دعت اليها حملة "طلعت ريحتكم" ضد الطبقة السياسية وفسادها ومحاصصاتها، من النفايات الى الخلوي الى النفط الى كل الامور الحياتية.
التحضيرات متواصلة لانجاح تحرك السبت في ظل مشاركة كل المنظمات الشبابية، فيما دعا التيار الوطني الحر جماهيره وطلابه ورؤساء البلديات الى المشاركة السبت. هذا لا يغني عن التحركات الشعبية التي ينظمها التيار الوطني الحر الاسبوع المقبل وسيعلن عنها العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي غدا.
ورغم ما يتعرض له "المجتمع المدني" عبر تحركاته الشعبية على الارض وتحديدا في رياض الصلح، من "شائعات" من قبل الطبقة السياسية عن "غوغائية" المنظمين وجهات تقف وراء تحركاتهم لهز الاستقرار بالاضافة الى تصدي القوى الامنية للمشاركين وحملة الاعتقالات في صفوفهم والتي وصلت الى 90 موقوفا افرج عن معظمهم وبقي شخصان قيد التحقيق، فان المنظمين مصرون على استمرار تحركاتهم وصولا الى تحقيق مطالبهم، ولن ينسحبوا من الشارع قبل تراجع السلطة عن قرارتها في المحاصصات، فيما الطبقة السياسية تسد اذانها، وتصر على أن الاوضاع في البلاد في احسن "احوالها" و"المحتجين" سيتراجعون غدا او بعد غد. الطبقة السياسية تؤكد ان الاوضاع مستقرة، والبلاد بافضل حالاتها، لكن الناس يسألون عما فعلته هذه الحكومة منذ تشكيلها سوى المناكفات وتعميم اليأس على الناس وضرب الشراكة، والطامة الكبرى كانت في ملف النفايات والمحاصصة المكشوفة وعلى "عينك يا تاجر" ودون اي مراعاة لمشاعر الناس والاستخفاف بعقولهم ومشاعرهم من اجل ارضاء الطبقة السياسية لنزواتها.
حلحلة على صعيد المراسيم الوزارية
صحيفة (البناء) نشرت معلومات أكدت من خلالها التوصل الى حلحلة على المستوى الحكومي بمسعى من رئيس المجلس النيابي نبيه بري: نجحت الاتصالات التي أجراها رئيس مجلس النواب نبيه بري في إبقاء رئيس الحكومة جلسة مجلس الوزراء في موعدها اليوم وبجدول أعمالها المؤلف من 39 بندا أبرزها قبول هبات ومساعدات وتحويل اعتمادات وفتح حسابات ورواتب القطاع العام والعسكريين، حيث تم التوصل إلى صيغة تقضي بتوقيع وزراء التغيير والإصلاح وحزب الله على المراسيم التي تحمل عنوان الضرورة فقط.
وأشارت مصادر وزارية لـ(البناء) إلى أن "أجواء الجلسة ستكون هادئة هناك مشاورات جرت لتمريرها بسلام"، متوقعة "إقرار بندي رواتب العسكريين والقطاع العام". وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ(البناء) "أن المراسيم العادية لا تصدر عن مجلس الوزراء، إنما يوقعها الوزير المختص ووزير المالية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وعلى هذا الأساس هي تحتاج إلى توقيع 24 وزيرا، ولا يكفي إمضاء 18 وزيرا عليها لكي تصبح صالحة للإصدار.
وتوقع وزير الإعلام رمزي جريج في حديث إلى (البناء) أن تتجه جلسة اليوم إلى الحلحلة على صعيد المراسيم الوزارية، وفي ملف النفايات. وأشار جريج إلى أن هذه المراسيم عادية صادرة من الوزارات تتعلق بالأمور الحياتية للمواطنين وسيتم عرضها على وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر في جلسة اليوم ويمكن أن يوقعوها، فيما سيحرص الرئيس تمام سلام في المستقبل على تأمين موافقة وإجماع وتوقيع كل الأطراف على أي مرسوم.