إنهيار التعليم أخطر على مصر من الإرهاب
(last modified Wed, 28 Oct 2015 06:03:51 GMT )
Oct ٢٨, ٢٠١٥ ٠٦:٠٣ UTC
  • انهيار منظومة التعليم فرزت أجيالا وصلوا للجامعة وهم على مستوى متدني من التعليم  والثقافة
    انهيار منظومة التعليم فرزت أجيالا وصلوا للجامعة وهم على مستوى متدني من التعليم والثقافة

إذا كان الإرهاب هو الخطر الذي يهدد أمن  مصر واستقرارها، فإن انهيار التعليم، هو الخطر الأكبر الذي يفوق الإرهاب، الأمر الذي ينعكس بالطبع على مستقبل مصر وأمنها القومي.

 

وصل تلاميذ المدارس المصرية، بكافة مراحلها، في الفترة الأخيرة، إلى  مستوى تعليمي وأخلاقي متدنٍ، مما ينذر بخطر يهدد مستقبل مصر، الذي من المفترض أن يقوده هؤلاء الطلبة والتلاميذ فيما بعد. وتواجه مصر نظاماً تعليمياً يعاني من جمود المناهج وافتقارها للإبتكار والإبداع، مع تفشي ظاهرة الغش الجماعي التي أفرزت أجيالاً وصلوا للجامعة وهم على مستوى هابط من التعليم  والثقافة.

وعلى الرغم من وجود أسباب كثيرة ومتراكمة عبر سنين ساعدت في انهيار العملية التعليمية في مصر، على رأسها تردي المستوى الاقتصادي، وضعف الميزانية التي تخصصها الدولة للتعليم، إلا أن الخبراء يرون أن الأعمال السينمائية الهابطة، التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، والتي روجت للعنف و البلطجة والمخدرات، كان لها دورا رئيساً في انهيار أخلاق التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات المصرية، بعد أن أكسبتهم  سلوكيات البلطجية، بل وصل الأمر إلى تعاطي التلاميذ المخدرات أمام المدارس والرقص داخل الفصول بطريقة هيسترية، تقليداً لما يشاهدونه في الأفلام السينمائية، الأمر الذي جعل النشطاء على مواقع التواصل الأجتماعي، (فيسبوك) و(تويتر) يدشنون حملات تطالب المصريين بمقاطعة الأعمال السينمائية، التي تروج للبلطجة والمخدرات، وأدت إلى انحطاط المستوى الأخلاقي للطلاب.

وفي ظل محاصرة التلاميذ خارج المدرسة، بأفلام البلطجة والمخدرات، يصطدم التلاميذ داخل الفصل بكوارث أخرى، تكمل عملية تدميرهم، ومن أخطر تلك الكوارث، هو" المعلم" أو المدرس، الذي يرى نفسه أنه مجني عليه وضحية منظومة فاسدة، أهدرت حقوقه المالية والأدبية، حيث لا يتقاضى سوى المئات القليلة من الجنيهات، التي لا تكفيه لتناول الخبز فقط، وبالتالي مضطر للجوء للدروس الخصوصية، على حساب واجبه المقدس داخل الفصل، الذي فقد أيضاً من الداخل هيبته وأصبح مهدداً بالضرب والإهانة من قبل الطلاب، بل هناك حوادث ضرب وتحرش حدثت بالفعل داخل المدارس ضد مدرسين ومدرسات!!، بينما يرى أولياء الأمور أن (المعلم) جانٍ وانه المسؤول الأول عن تدهور المستوى التعليمي لأبنائهم، ولا يقوم بواجبه في عملية التدريس.

الدكتورة مايسة فاضل، الخبيرة التربوية، تقول إن فساد المؤسسة التعليمية يؤدي إلى انهيار أي دولة في العالم، لذا نجد الدول المتقدمة، تضع التعليم على رأس أولوياتها و تعتبر طلابها ثروة قومية لنهضة البلد وتقدمه، مشيرة إلى أن المسؤولية مشتركة بين الأسر المصرية وأجهزة الدولة في غياب الدور الرقابي سواء داخل البيت أو داخل المدرسة.

وأكدت الخبيرة التربوية أن تكدس التلاميذ داخل فصول المدارس، مع تدني رواتب المدرسين، من العوامل الرئيسة، التي تؤثر سلباً على التعليم في مصر.

ويؤكد الخبراء على أن إنقاذ منظومة التعليم في مصر، من التدهور الذي تشهده، يحتاج لحملة قومية شاملة تشارك فيها  كل مؤسسات الدولة لإنقاذ المجتمع المصري من مؤامرة داخلية، يقودها أشخاص اقتحموا مجال الإنتاج السينمائي بهدف الربح السريع، لتدمير أخلاق وعقول شباب مصر وأطفالها، وهو ما يعد تهديداً خطراً لمستقبل مصر وأمنها القومي.

يذكر أن الحكومة المصرية خصصت ميزانية التعليم فى مصر هذا العام  قدرها 76 ملياراً و70 مليون جنيه مصري (الدولار=8 جنيه مصري).