الصحافة اللبنانية.. الحراك الشعبي اليومي متواصل في بيروت
Sep ٠٣, ٢٠١٥ ٠١:٢٢ UTC
عناوين و ملفات كثيرة تطرقت اليها الصحف الصادرة في لبنان اليوم، بدء من التحضيرات والاتصالات التي يجريها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لانجاح طاولة الحوار التي دعا اليها، مروراً بمتابعة الحراك الشعبي اليومي الذي تشهده بيروت والمؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذا الأطار.
السلطة مطالبة بالتقاط رسالة الشارع المتدحرجة قبل فوات الأوان
البداية مع صحيفة (السفير) التي رأت في افتتاحيتها متابعة للحراك الشعبي الذي يشهده لبنان بوجه الفساد، أن على الطبقة السياسية الحاكمة التقاط رسالة الشارع قبل فوات الأوان: على مقربة من ساحات الحراك المدني في وسط بيروت، أخفق مجلس النواب مرة أخرى أمس في انتخاب رئيس للجمهورية، الأمر الذي أكد من جديد أحقية الحراك ضد سلطة سياسية عاجزة، لا تفوّت مناسبة لإثبات فشلها.
أما وان الشارع التقط أنفاسه قليلا، أمس، في «استراحة محارب»، مستعيدا بعض الهدوء الذي يسبق العاصفة المقبلة، فإن المعنيين على ضفتي الحراك المدني والسلطة، مطالبون بمراجعة التجربة التي وُلدت مع انتفاضة 22 آب، ثم تطورت في الأيام اللاحقة، لتضخ دينامية غير مسبوقة في عروق الحياة السياسية المتيبسة والراكدة منذ سنوات طويلة.
وإذا كان البعض يتساءل عن سر توقيت الحراك في هذه اللحظة بالذات، فإن السؤال الحقيقي الذي يجب ان يطرح معكوس الوجهة، وهو: لماذا تأخر الحراك أصلا حتى الآن، ولماذا لم ينطلق من قبل، ما دام هناك عشرات الأسباب التي تبرر النزول الى الشارع، بينما لايوجد سبب واحد يبرر الصمت والانكفاء والإحباط. شغور رئاسة الجمهورية منذ أكثر من عام، التمديد الاول ثم الثاني لمجلس النواب، تجاهل سلسلة الرتب والرواتب، تمادي التقنين الكهربائي، أزمة المياه، إهدار الفرصة النفطية، فضيحة النفايات.. ان كل واحد من هذه العناوين كفيل بإحداث ثورة، فكيف إذا اجتمعت كلها في وقت واحد. وعليه، ليس هناك التباس حول شعارات الحراك الذي قد يحتمل النقاش في آلياته ومساره، لكن دوافعه ومنطلقاته خارج البحث وتستمد شرعيتها من معاناة الناس ووجعهم. وانطلاقا من هذا الواقع، لايجوز الانجراف وراء نظرية المؤامرة وتفسير ما يجري في الشارع على أساسها، لان في ذلك ظلماً كبيراً لعشرات آلاف المواطنين الذين صبروا كثيرا، قبل ان يقرروا ان ينتفضوا على جلاديهم من رموز الفساد.
هل الخطوة بعد الحوار اجتماع مجلس الأمن وبيان يطالب بانتخاب رئيس؟
من جهتها تساءلت صحيفة (الديار) متابعة للدعوة التي اطلقها الرئيس نبيه بري للحوار، هل الخطوة بعد الحوار اجتماع مجلس الأمن وبيان يطالب بانتخاب رئيس؟: الازمة مفتوحة على كل الاحتمالات، والافق مسدود، والفراغ السياسي يعبئه، الشارع عبر تصاعد تحركات المجتمع المدني التي لن تتوقف، وستتواصل يومياً في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وسيتمدد الحراك اليوم الى الشمال وطرابلس بالتحديد وغداً في عدلون والنبطية لـ«طلعت ريحتكم» وللعونيين غداً ايضاً في رياض الصلح وصولاً الى التظاهرة الكبرى في 9 أيلول بالتزامن مع دعوة الرئيس نبيه بري الى طاولة الحوار، وهذا ما جعل الرئيس بري «متوجساً» من الدعوة، داعياً الجميع الى الالتفات الى الحرائق المتنقلة من حولنا والخوف من امتداد «الحريق» الينا، محذراً من استغلال البعض داخلياً وخارجياً لهذه التحركات. صورة التظاهرات اليومية «للحراك المدني» اصبحت مثار اهتمام العديد من الدول الخارجية في ظل تغطية وسائل الاعلام العالمية للحدث اللبناني ووصف محطة C.N.N. الاعلامية لما يجري في لبنان بـ«الربيع العربي اللبناني». المتابعة الدولية لما يجري في لبنان دفعت بمساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان للدعوة الى عقد جلسة طارئة لمجلس الامن حول الوضع في لبنان. وتزامنت هذه الدعوة مع جولة لممثلة الامين العام للامم المتحدة «سيغريد كاغ» على المسؤولين للاطلاع على ما يجري، واعداد تقرير تقدمه لمجلس الامن تردد انه سيكون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، كما استوضحت كاغ المسؤولين ما اذا كانت لديهم اقتراحات او تصورات للحل في شأن الازمة الرئاسية.
المشنوق يهدّد بالقوة لحماية المقرات... والحريري يردّ عليه دفاعاً عن قطر
بدورها ركزت صحيفة (البناء) على الموقف الذي اطلقه وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال مؤتمره الصحفي والذي هدد فيه باستخدام القوة، واللافت حسب الصحيفة هو رد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عليه دفاعاً عن قطر بعد أن كان المشنوق قد لمح الى دور قطري في هذه الاحداث: مع ثبوت الدور القطري في الإشراف على قيادة محاولات استخدام ساحات الحراك والتمويل الإعلامي الذي تتولاه للقناتين المستنفرتين على مدى اللحظة لاستدراج الحشود بعد الإعلان عن الاجتماعات التي شهدتها الدوحة وضمّت المشرفين على القناتين، ظهر نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق جيفري فيلتمان على الخط من منصة الأمم المتحدة التي يرتدي قبّعتها كمعاون سياسي للأمين العام لتكتمل معالم صورة البعد السياسي لما شهده لبنان، ولما يعدّ له. ومثلما كانت قطر تحاول توظيف رعايتها لاختلاق خط تماس مع حزب الله كان فيلتمان يحتفل بإنجازات تلامذته الذين أبلغ الكونغرس الأمريكي عام 2010 أنّ إدارته تنفق عليهم خمسمائة مليون دولار، ليتمكنوا من اجتذاب الشباب من حول خيار المقاومة ومن التجرّؤ على ما يمثله قائد المقاومة من رمزية وموقع في ميزان الردع الذي تحدّث فيلتمان عن هذه الآلية لكسره، فأراد أن يتمّ المهمة بجعل لبنان تحت مجهر المتابعة لتكون المداخلة اللازمة جاهزة عند الضرورة، بينما كانت رسالة قطر للمساومة على سحب صور السيد نصر الله من أي تحرك قادم في الساحات مقابل عدم حسم الوضع في الزبداني تحصد الخيبة، حيث كان الجيش السوري مع المقاومة يفككون التفخيخ والألغام هناك بعد إحكام السيطرة على آخر معاقل المسلحين في المدينة.
على ضفة المواجهة مع التحركات كان لافتاً تدخل الرئيس سعد الحريري لتصويب ما اعتبره خطأ تسرّع من وزير الداخلية نهاد المشنوق بالإشارة إلى قطر كدولة خليجية صغيرة تقف وراء الحراك، مدافعاً عن قطر معتبراً أيّ اتهام لها بالإشاعات، بينما كان المشنوق يعلن أنّ أيّة محاولة لاحتلال مقرات حكومية ستمنع ولو بالقوة.