مصر تشن عملية «حق الشهيد» لملاحقة الإرهابيين في سيناء
رداً على العمليات الإرهابية التي تشنها الجماعات التكفيرية ضد جنود الجيش في شمال سيناء منذ نحو عامين والتي أودت إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود من الجيش والشرطة، بدأت قوات الجيش المصري عملية عسكرية شاملة أطلقت عليها اسم "حق الشهيد"، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أن الهدف من تلك العملية هو اقتلاع جذور الإرهاب في سيناء.
وقامت القوات المسلحة بشن حملة بمناطق العريش ورفح والشيخ زويد وبعض مناطق وسط سيناء ما أسفر عن قتل 29 إرهابياً، إضافة إلى تدمير عدد من العربات والسيارات المستخدمة في عملياتهم الإرهابية، وخلال قيام العناصر المتخصصة من القوات المسلحة بتطهير المناطق والطرق من الألغام والقنابل ومداهمة البؤر الإرهابية، انفجرت عبوة ناسفة في إحدى مركبات القوات المسلحة وأدت لاستشهاد ضابط وجندي، وإصابة 4 جنود آخرين.
ووفق بيان للقوات المسلحة، قامت عناصر من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة المدنية تحت غطاء جوي، بمداهمة عدد من البؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية التي تتحصن بها.
وأشار البيان إلى أن نتائج اليوم الثاني من العملية الشاملة، أسفرت عن قتل 27 إرهابياً والقبض على 154 آخرين من المشتبه بهم، إضافة إلى تدمير عدد من السيارات والدراجات البخارية تستخدمها العناصر التكفيرية في عملياتها الإرهابية.
وبالتزامن مع العملية العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش لملاحقة العناصر الإرهابية بسيناء، كثفت قوات الجيش من تواجدها لتأمين المنشآت الحيوية والمقار الأمنية بمناطق العريش ورفح والشيخ زويد والطرق المؤدية لتلك المناطق.
ويؤكد خبراء عسكريون إن العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش المصري ضد الإرهابيين في سيناء، جاءت بعد ورود معلومات للأجهزة الأمنية كشفت عن وجود مخططات إرهابية كانت العناصر المسلحة تعد لتنفيذها خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع احتفالات مصر بذكرى انتصارات أكتوبر، وكذلك بدء الانتخابات البرلمانية المقرر أن تبدأ أولى مراحلها في 18 أكتوبر المقبل، وهو ما دفع القوات المسلحة لتنفيذ ضربات استباقية لإجهاض المخططات الإرهابية.
الأزهر الشريف دان الحادث الإرهابي الذي استهدف مدرعة للجيش بمدينة رفح شمال سيناء والذي أسفرعن استشهاد ضابط ومجند وإصابة آخرين، وأعلن الأزهر عن تجديد تضامنه مع كافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والشرطة؛ لدرء خطر الإرهاب الخبيث، واقتلاعه من جذوره.
وأكد الأزهر ضرورة تكاتف الجهود الدولية من أجل التصدي للجماعات المتطرفة التي تتخذ العنف والإرهاب منهجاً لتدمير حياة البشر والمساس بأمن الأوطان واستقرارها.
وتشهد مصرعمليات إرهابية تشنها عناصر تكفيرية، أبرزها جماعة "ولاية سيناء" التي أعلنت مسؤوليتها عن العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء ومحافظات مصرية أخرى، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات الجنود المصريين.
ولم تقتصرالعمليات الإرهابية على استهداف جنود الجيش والشرطة فقط، بل طالت شخصيات مسؤولة منها وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم الذي نجا من محاولة اغتياله بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه، وتكررت العملية الإرهابية مرة أخرى، لتغتال النائب العام المصري المستشار هشام بركات في يونيو الماضي.