هل يتوج الاحتلال اقتحاماته للاقصى بفرض التقسيم المكاني عليه؟
Sep ١٣, ٢٠١٥ ٠٣:٢١ UTC
-
المسجد الاقصى يشهد اقتحامات جديدة
يشهد المسجد الأقصى المبارك اجراءات تهويدية غير مسبوقة في ظل توالي التحذيرات من مصير مجهول ينتظر اولى القبلتين وثالث الحرمين حيث الحديث عن مخطط بات الأقرب للتنفيذ لتغيير الواقع في المسجد وفرض التقسيم المكاني عليه بعد الانتهاء من تقسيمه زمانياً.
يأتي كل ذلك بتوقيع المستوى السياسي في كيان الاحتلال وتكريساً لهذا المخطط جاء اقتحام قوات الاحتلال الخاصة صباح اليوم الاحد، المسجد الأقصى بقيادة وزير الزراعة المتطرف اوري اريئيل، وهاجمت القوات المصلين بالقنابل الصوتية والاعيرة المطاطية. وقال شهود عيان داخل المسجد الاقصى إن قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الاقصى عبر باب السلسلة والمغاربة وخلف عدوانها عددا من الاصابات نتيجة المواجهات التي اندلعت في ساحاته. وحاصرت قوات الاحتلال المصلين المعتكفين بالمسجد القبلي، وأغلقت ابوابه بالسلاسل والأعمدة الحديدية، ورشت داخله غاز الفلفل والأعيرة المطاطية. وفرضت قوات الاحتلال حصارها المشدد على دخول المسلمين الى الأقصى منذ فجر اليوم، بمنع شامل لكافة النساء والشبان، ولم يتمكن سوى بعض الرجال من كبار السن (فوق ال50 عاما) من الدخول اليه لاداء الصلاة فيه.
هذا وكانت دعت منظمات الهيكل المزعوم أمس السبت، لاقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد بذريعة اقتراب موعد بدء الاعياد اليهودية، في حين حذر مركز "قدسنا"، من أن الاقتحامات سيطغي عليها الطابع العسكري وسيجرى تفريغ الأقصى من الحراس والعاملين فيه إفساحاً في المجال أمام الجماعات اليهودية لأداء طقوسهم التلمودية. ويتبين من خطة كشفت النقاب عنه صحيفة هآرتس العبرية ان حكومة الاحتلال قد انهت مرحلة فرض التقسيم الزماني على الأقصى وانها بصدد الدخول في المرحلة الثانية للسيطرة على المسجد الأقصى ممثلة في فرض التقسيم المكاني على الأقصى. وقالت صحيفة هآرتس في اطار كشفها عن مخطط جديد جرى الإفصاح عنه خلال اجتماع لكيان الاحتلال مؤخراً أن الاخيرة في طريقها لتنفيذ مخطط التقسيم المكاني على المسجد الأقصى مكانياً قبل نهاية العام الجاري بعد تمكنها من تقسيم الأقصى زمانيا، إن "ما يجري هذه الأيام تحديدا يعدّ تنفيذا حرفيا للمشروع، حيث يتم الاستيلاء على الحصة الزمنية المخصصة للمسلمين في المسجد، لأداء صلواتهم وعباداتهم، مقابل إضافتها إلى التوقيت المحدد للمستوطنين اليهود". وتابعت الصحيفة، فإن الاحتلال "يجد في ظروف المنطقة فرصة مناسبة لحسم التقسيم المكاني للأقصى وتنفيذ مشروعه، الذي شرع به فعلياً، وصولاً إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على كامل المسجد وبناء "الهيكل"، المزعوم، مكانه".
ويؤكد مدير عام مركز القدس الدولي للأبحاث حسن خاطر أن الاحتلال يسعى إلى "توسيع النطاق الزمني المخصص للمستوطنين اليهود على حساب ما تبقى للمسلمين من أوقات للصلاة والعبادة، بما يسهل من عملية فرض التقسيم المكاني للمسجد بين المسلمين واليهود". ويرى خاطر، أن هناك علاقة وثيقة بين أجواء المشهد الإقليمي العربي وحالة الانقسام الفلسطيني المستمرة مع الخلافات الداخلية، وبين طرح المخطط الاحتلالي لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، والشروع في تنفيذه فعلياً". ويحذر رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى ناجح بكيرات، من خطورة الإجراءات الأخيرة لقوات الاحتلال في القدس، مشددا على أنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المقدسات. وحظر وزير حرب الاحتلال مصاطب العلم والمرابطين والمرابطات من التواجد في المسجد الأقصى باعتبار ذلك مخالفاً للقانون، وقال بكيرات إن هذا القرار يضاف إلى سلسلة جرائمه الأخيرة ويشكل حربا نفسية تستهدف المقدسيين وكل من يحاول الوصول إلى الأقصى. وأضاف: "من المتوقع أن يصعد الاحتلال من اجراءاته عبر اعتقال عدد من المرابطات وإصدار أحكام بحقهم، إلا أن هذه الممارسات وغيرها لن تمنع المرابطين من الوصول إلى المسجد ولن تعطي الاحتلال أي حقٍ فيه". واعتبر أن التقسيم الزماني للمسجد الأقصى بدأ فعليا منذ أسبوعين، حيث تمنع سلطات الاحتلال الفلسطينيين من الوصول للمسجد من الساعة السابعة وحتى الحادية عشر ظهرا، محذرا من خطورة زيادة هذه المدة وصولا إلى تحديد أوقات معينة لدخول المسلمين للأقصى.
كلمات دليلية