الصحافة السورية.. محاربة الارهاب بالبحث عن جذره ومعالجته
(last modified Sun, 20 Sep 2015 02:23:07 GMT )
Sep ٢٠, ٢٠١٥ ٠٢:٢٣ UTC
  • المسلحون في هجومهم على الفوعة وكفريا
    المسلحون في هجومهم على الفوعة وكفريا

اكدت الصحف السورية أن الدور الروسي المتوازن والواعي لأبعاد الارهاب المهدد للمنطقة فرض على واشنطن الانحناء وطلب التشاور مع الروس .. وتناولت التطورات الميدانية وخصوصا صمود بلدتي الفوعة وكفريا بوجه عدوان المجموعات المسلحة المدعومة إقليميا.



صمود الفوعة وكفريا

وأكدت صحيفة (الوطن) الخاصة أن الاشتباكات العنيفة لاتزال جارية على الاوتستراد الدولي دمشق – حمص مقابل ضاحية الاسد بحرستا. واوضحت ان ميليشا ما يسمى بجيش الاسلام بقيادة زهران علوش تستميت للدفاع عن مواقع سيطرت عليها مؤخرا فيما قامت وحدات الجيش السوري بأسر العشرات من عناصر تلك الميليشيات. وتابعت الصحيفة ان سلاح الطيران دمر رتلا لمركبات جيش الاسلام وضم عربتين مزودتين برشاشات دوشكا فيما عمد المسلحون الى قصف ضاحية الاسد السكنية بثلاثة صواريخ اقتصرت أضرارها على الماديات.

وأكدت الصحيفة ان اللجان الشعبية في الفوعة وكفريا في ريف إدلب صدوا هجوما جديدا لمسلحي ما يسمى بجيش الفتح. وتابعت ان الطيران الحربي السوري نفذ غارات عنيفة على مواقع المسلحين في محيط البلدتين موقعا 33 قتيلا منهم إضافة الى عشرات المصابين. واوضح مصدر ميداني للصحيفة أن المدينتين صدتا الهجوم بالرغم من إستخدام المسلحين نحو 6 عربات مفخخة دمرت قبل الوصل الى أهدافها..

المعادلة الواحدة

صحيفة (تشرين) الرسمية تساءلت: ما معنى أن تعرف أمريكا مواقع تنظيم (داعش) في سوريا وتغمض عينيها عنها، ولاتأمر بقصفها؟
وتجيب: ان التفاصيل التي على الدول المتحالفة تحت ظلّ الراية الأمريكية تكمن في وعي أبعادها ومراميها وأهدافها حقيقةً في ترسيخ الأمن والأمان في المجتمع الدولي، فما بالك بسوريا التي أرادوا للإرهاب أن يستوطن أراضيها، ويقوّض دعائمها، ويمحو معالمها..؟
وقالت في مقال إفتتاحي: إن الذي جرى في المنطقة بعامة، وفي سوريا بخاصة، يبيّن أن التحالف في ظلّ القيادة الأمريكية لمحاربة "داعش" لم ينجح إلى الآن في القضاء عليه، ولا في وقف تمدّده وانتشاره، لأنه ما هو إلا أكذوبة سمجة ووهم من أوهام الغرب الاستعماري، يحاول من خلاله أن يعمي الأبصار ببريق الألفاظ، باعتراف محلّلي الغرب أنفسهم بزيف هذا التحالف، وكشف ما يقوم به من خداع وتضليل بادّعائه محاربة ومكافحة الارهاب.

وقالت الصحيفة إن محاربة الارهاب يبدأ بالبحث عن المسؤول الحقيقي عما يحدث على الأرض السورية، أيّ الصانع والمغذي لهذا الإرهاب ومساءلته ومحاسبته، في الوقت الذي يجب أن ينظر فيه إلى تعزيز قدرة  ودور الجيش العربي السوري الذي لم تبخل روسيا عليه بالخبرات العسكرية والمعدّات، وكذلك الأصدقاء في إيران، والمقاومة اللبنانية... بردّ قادر على أن يجيب عن تساؤل: لماذا تمنع أمريكا غيرها من مكافحة "داعش" على الرغم من معرفة الصانع بالمصنوع، بمساواة أمريكا و"داعش" ضمن المعادلة الإرهابية الواحدة، وتالياً، يتبيّن السبب الجوهري وراء إغماضة عين أميركا تلك!

ضرورة ام إضطرار

صحيفة (الثورة) الحكومية قالت بدورها إن واشنطن، عندما قررت طرق الأبواب الروسية، كانت قد وصلت إلى القناعة الكافية بأن ارتفاع الصوت الروسي يمتلك رصيداً من المصداقية، تخوّله ليكون نقطة الفصل بين مرحلتين، وربما منعطفاً جوهرياً في سياق التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، وتابعت ان المسألة قد تخطّت الحسابات التكتيكية المعتادة، لتصل إلى الاستراتيجيات الاستثنائية التي تتطلب معايير ومعادلات تفصيلية، لاتصلُح معها سياسة قص المواقف أو لصقها بمقص واحد.. وعلى سطح واحد.‏

واكدت الصحيفة في مقال إفتتاحي إن المهادنة الأمريكية بمشاهدها المختلفة لاتعكس بالضرورة رغبة في البحث عن مكافحة للإرهاب وفق المنطوق الروسي والحاجة الفعلية لمواجهة مخاطره، لكن حكم الأمر الواقع يدفع إلى الأخذ بمحددات الديماغوجية الأمريكية ومخارجها العلنية، في خطوة تستدرك عنق الزجاجة، مستندة إلى يقين بأن روسيا لاتريد أن توصل الأمور إلى تلك اللحظة بقدر ما تسعى إلى توفير زوايا مداورة، تتيح الانعطافة مع الحفاظ على ماء الوجه، ولاتتردد في تقديم السلّم، كلما اعتلت أمريكا الشجرة أبعد مما هو متاح أو ممكن.‏

وقالت ( الثورة) إن المحطات القادمة قد تحسم ما تم تأجيل البت فيه، وما ينتظر المنبر الأممي في جلساته السنوية قد يصلُح ليكون منطوقاً مخوّلاً بما آلت إليه العلاقات الدولية، ومنصّة لطرح أفكار تحاكي الواقع من دون مبالغة، وتضع النقاط على الحروف من دون تهويل، وروسيا ممثلة بالرئيس بوتين تحمل ما تراكم في الماضي من أوراق قوة، وما قد يفيض في لحظة الاستدارة المنتظرة التي لن تقتصر على أميركا.