تصاعد العمليات الإرهابية في مصر مع اقتراب الانتخابات البرلمانية

إستيقظ أهالي محافظة الشرقية - إحدي محافظات مصر التي تقع في المنطقة الشرقية - على صوت ثلاثة انفجارات متتالية، هزت مدينة "الزقازيق" عاصمة محافظة الشرقية، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت.

وتبين من الفحص أن الانفجار الأول وقع أسفل كوبري الزراعة بجوار منفذ بيع وتسبب في إتلاف محتويات المنفذ من العبوات الموجودة بداخله دون إصابات بشرية، ووقع الإنفجار الثاني بالمنطقة الصناعية بمدينة الزقازيق وأسفر عن إتلاف قاعدة محول كهرباء، في حين وقع الإنفجار الثالث بالقرب من كمين أمني، دون وقوع إصابات.

ووقعت إنفجارات الشرقية، بعد يومين، من إعلان الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية عن سقوط خلية إرهابية كانت تخطط لإفساد العام الدراسي - المقرر أن يبدأ عقب عيد الأضحى المبارك - ونشر الفوضى بالجامعات، ومع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب والمقرر أن تبدأ أولى مراحلها داخل مصر 18 أكتوبر المقبل، أعلن اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية لقطاع العلاقات العامة والإعلام أن الوزارة ستنفذ حملات أمنية مكبرة وتوجيه ضربات استباقية للبؤر الإرهابية والإجرامية استعداداً للانتخابات البرلمانية.

في حين أصدر مرصد الانتخابات البرلمانية التابع للبعثة الدولية - المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية "مصر 2015" تقريراً، كشف خلاله تصاعد العمليات الإرهابية في مصر مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وأوضح التقرير، أن الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري شهدت تصاعداً في وتيرة محاولات ارتكاب الجرائم الإرهابية، تزامناً مع الاستمرار في تنفيذ الجدول الزمني لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.
  
وبحسب التقرير فإن الفترة من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري شهدت 65 محاولة لارتكاب جرائم إرهابية مع ارتفاع ملحوظ في استهداف المواطنين والمنشآت المدنية والخدمية بمعدل 22 حالة، وبما نسبته 34% من إجمالي الجرائم التي تم رصدها، مما يؤكد العلاقة بين التنظيمات التي تقف خلف هذه الأحداث ومناهضتها للمسار السياسي الذي انطلق منذ 3 يوليو 2013.
 
في سياق متصل، تواصل قوات الجيش المصري حملتها العسكرية التي أطلقت عليها أسم "حق الشهيد" لملاحقة العناصر التكفيرية بمحافظة شمال سيناء، وأعلنت القوات المسلحة في بيان لها أن حصيلة اليوم الثاني عشر للعملية "حق الشهيد" أسفرت عن مقتل 9 من العناصر الإرهابية المسلحة أثناء تبادل إطلاق النيران خلال عمليات الاقتحام والمواجهات مع القوات أثناء تنفيذ مهامها، والقبض على 88 فرداً من المشتبه بهم أثناء عمليات التمشيط والمداهمة لمعاقل واوكار هذه العناصر، كما نجحت القوات في تفجير 61 عبوة ناسفة تم زرعها لاستهداف عناصر القوات المسلحة على محاور التحرك، وقامت القوات بتدمير وحرق 28 عشة ووكراً تتمركز وتنطلق منها العناصر الإرهابية، كما تم اكتشاف وتدمير 48 ملجأ تتحصن بها العناصر الإرهابية والقبض على 10 عربة ودراجة بخارية وحرق وتدمير 18 عربة و32 دراجة بخارية يتم استخدامها في مراقبة واستهداف القوات.

وتشارك في العملية العسكرية "حق الشهيد" قوات إنفاذ القانون من الجيشين الثاني والثالث الميدانيين مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، تحت غطاء جوي من الهليكوبتر المسلح للقضاء على العناصر الإرهابية المسلحة التي تستهدف جنود الجيش والشرطة والمقار الأمنية في شمال سيناء، وقتلت قوات الجيش العشرات من التكفيريين المسلحين منذ بداية العملية العسكرية.

وتعتبر منطقة شبه جزيرة سيناء الواقعة على حدود مصر الشرقية، المعقل الأساس للجماعات التكفيرية المتطرفة التي تتخذ من طبيعة المكان مكاناً وستاراً لعملياتها الإرهابية، التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من جنود الجيش والشرطة، منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو 2013.