الصحف السورية... عملية واسعة للجيش السوري في غوطة دمشق

أبرزت الصحف السورية عملية الجيش في الغوطة الشرقية لدمشق مدعوما بالغارات الجوية الروسية بالتوازي مع توجيه إنتقادات للتحركات السعودية – التركية التي تحاول التشويش على التحرك الروسي لضرب تنظيم داعش.

عملية في غوطة دمشق

تناولت صحيفة (الوطن) الخاصة التطورات الميدانية على أكثر من جبهة في ظل إستثمار الجيش السوري لنتائج الضربات الجوية الروسية.

وقالت (الوطن) إن الجيش السوري فتح الجبهة الجنوبية الشرقية من غوطة دمشق الشرقية بعد فتحه قبل أيام الجبهة الشمالية الغربية في تلك المنطقة.

وتابعت الصحيفة... إن بلدات القاسمية والقرية الشامية ونولة والركابية ودير العصافير شهدت معارك شرسة، ما يشير إلى أن الجيش يسعى لفرض طوق حول التنظيمات المسلحة المنتشرة في تلك المنطقة يضعهم بين فكي كماشة، وسط إقرار (تنسيقيات معارضة) بأن كثافة قصف الجيش على مواقع التنظيمات المسلحة في منطقة المرج، كانت أمس الأعنف من نوعها، وأدت إلى مقتل وجرح أكثر من مئة مسلح ومن بين القتلى متزعم لـجبهة النصرة يدعى محمد سرحان ويلقب بـ(الجراح).

وبعد فتح جبهة حي جوبر الدمشقي قبل أيام قليلة، تحدث نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن استهداف لمواقع تنظيمي داعش والنصرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، في حين نفت مصادر فلسطينية ميدانية  ما تردد عن سيطرة على قطاع كبير في شمال مخيم اليرموك جنوب دمشق، مؤكدة أن هذه الأخبار عارية عن الصحة وأن المسلحين لم يتقدموا متراً واحداً.

على خط مواز، واصلت وحدات من الجيش عملياتها العسكرية في استهداف التنظيمات المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي والتي يقودها تنظيم النصرة، حيث سقط ما لا يقل عن 300 مسلح بين قتيل ومصاب في ناحية سلمى والتلال الجبلية المحيطة بجب الأحمر.

فرق حساب

وقالت صحيفة (الثورة) الحكومية إن التواصل السعودي التركي بشكله المكثف يعيد تسليط الضوء على المحاولات اليائسة للإمساك بخيوط بدأت تفلت من بين أصابعهما، بعد المغالاة في افتعال المعارك الجانبية والاتهامات البينية غير المعلنة في الصراع على الأولويات وهوية الإرهاب القادم من كل حدب وصوب.

وتابعت إن ‏اللافت أن الحراك بهذا الاتجاه يستدعي إعادة تموضع داخل الأدوات الأميركية والأطراف التي تحرك الإرهاب، وهي تستجمع آخر ما يتوافر من أوراق لم تحترق بعد، لتعيد النظر في مخرجات باتت خارج سيطرة المعادلة الغربية، بينما قواعد الحديث والاشتباك السياسي المحكوم بمحدداتها، يدفع نحو مزيد من الغربلة الذاتية للخيارات المفتوحة، والتي تفتقد لعوامل فعاليتها أمام ضغط التداعيات الناتجة عن الدخول الروسي إلى المعادلة الإقليمية ببُعده الدولي وثقله الجيوسياسي.‏

فالمماحكة الغربية حول المشاركة الروسية في مكافحة الإرهاب، وما يستتبعها من لغو وثرثرة لدى الأدوات الإقليمية، لا تحتاج إلى كثير من التحليل والتدقيق لإدراك مأزق الفراغ السياسي والدعائي الذي تواجهه البروباغندا الغربية وملاحقاتها الإقليمية.‏

وأكدت الصحيفة أن جدية الخطوة الروسية في مكافحة الإرهاب كانت تفترض مواقف ترتقي إلى مستوى جديتها لدى الغرب وأدواته في المنطقة من جهة، وأن تقابل بقدر من المسؤولية بحكم أنها طريق واضح لمواجهة الخطر المترامي الأطراف الناتج عن استفحال الإرهاب وانتشاره أفقياً وعمودياً من جهة ثانية.‏

تحالف الاخلاق

صحيفة ( تشرين) الرسمية قالت بدورها إنه عندما تدعو روسيا دول العالم إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها وإنشاء تحالف أوسع لمكافحة الإرهاب، ولاسيما تلك الدول التي أخرجت أفاعي الإرهاب من جحورها، فهذا يعني أن على تلك الدول أن تستجيب لدعوةٍ مضمونها صدّ الخطر المحدق الذي لا يهدد بتمدده, وانتشاره, وإرهابييه, أمن سورية وروسيا فحسب, بل يهدّد أمن المنطقة والعالم كله.

وقالت في مقال افتتاحي ينظر إلى دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنها مؤشر على هذا الفهم العميق لخطر الإرهابيين من قبل الآخرين على أمن دولهم القومي... فكيف سيكون الحال بعدما يعود الإرهابيون بفكرهم المتطرف، ودمويتهم وإرهابهم وخبرتهم القتالية العالية، وكذلك التبعات الكارثية على أي مجتمع يحلّون فيه؟!

وتابعت هذا ما نبهت إليه مراراً وتكراراً، وأكدت عليه الدولة السورية، وقدمته موّثقاً للعالم أجمع ومنظماته على مختلف اختصاصاتها، وحذّرت من مغبة التغاضي عن حقيقة وجود الإرهاب وتمدّده وأثره في بنية المجتمعات.