الضفة والقدس ساحة مواجهة مفتوحة والاحتلال يخشى من انتفاضة جديدة
https://parstoday.ir/ar/news/my_reporters-i125292-الضفة_والقدس_ساحة_مواجهة_مفتوحة_والاحتلال_يخشى_من_انتفاضة_جديدة

فجرت العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية مخزون الغضب الكامن في صدور الفلسطينيين بفعل ارتفاع وتيرة الاستهداف الصهيوني، ولتتحول العمليات إلى شارة البدء لجولة مواجهات جديدة يخشى المحتل من أن تكون البداية لانتفاضة فلسطينية لطالما دعت إليها فصائل المقاومة ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني المثقل بإجرام المحتل ومستوطنيه.

(last modified 2020-07-13T05:28:27+00:00 )
Oct ٠٥, ٢٠١٥ ٠٣:١٢ UTC
  • المحاولات الصهيونية فشلت في وأد الغضب الفلسطيني
    المحاولات الصهيونية فشلت في وأد الغضب الفلسطيني

فجرت العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية مخزون الغضب الكامن في صدور الفلسطينيين بفعل ارتفاع وتيرة الاستهداف الصهيوني، ولتتحول العمليات إلى شارة البدء لجولة مواجهات جديدة يخشى المحتل من أن تكون البداية لانتفاضة فلسطينية لطالما دعت إليها فصائل المقاومة ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني المثقل بإجرام المحتل ومستوطنيه.

من هنا جاءت عملية الطعن التي نفذها مهند الحلبي في مدينة القدس المحتلة وأدت إلى مقتل حاخمين في الجيش الصهيوني سبقها عملية نابلس التي أدت هي الأخرى إلى النتيجة ذاتها وذلك في رسالة للمؤسستين الأمنية والسياسية في كيان الاحتلال الصهيوني أن فاتورة الحساب قد كبرت وأن وقت الرد على جرائم المحتل قد حان ولم يعد هناك متسع للصمت على ما يقوم به المحتل .

هذا واتسعت رقعة المواجهات التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلتين، حيث استشهد الشاب حذيفة عثمان سليمان (18عاماً)، وأصيب ثلاثة آخرون من بلدة بلعا شرق طولكرم، إثر إصابته برصاص في الصدر، وذلك خلال مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان في منطقة حاجز "نتساني عوز" غرب مدينة طولكرم. وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت أن مئات الفلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق خلال المواجهات المحتدمة والتي معها تحولت نقاط التماس إلى ساحات حرب مع قوات الاحتلال.

وقال أمين سر حركة فتح بطولكرم مؤيد شعبان: إن الأوضاع تتدحرج تدريجياً إلى دائرة المواجهة مع الاحتلال ومستوطنيه في كل مناطق الضفة الغريبة. إلى ذلك قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إن ما يجري في الضفة والقدس ليس إلا البداية، مشدداً على أن المدينة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي ان دماء الشهداء التي سالت في القدس والضفة الغربية سترسم مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، وان الدرس الذي تعلمه شارون سيتعلمه نتنياهو من خلال صمود شعبنا وسواعد المجاهدين الأبطال.

في المقابل وفي مسعى من قبل كيان الاحتلال لاحتواء المواجهة او الحد منها، قالت وسائل إعلام "صهيونية" مساء أمس أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجه خلال اجتماعه بقادة الأجهزة الأمنية تعليمات لقوات جيش الاحتلال والشرطة من أجل "توفير الأمن للصهاينة"، وأكد نتنياهو أن "الحكومة ستهدم منازل منفذي العمليات الأخيرة" في القدس المحتلة وغيرها، إضافة إلى زيادة حملات الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، وكذلك ما اسماه "استئصال المحرضين" المتواجدين في باحات المسجد الأقصى المبارك وداخل البلدة القديمة في القدس.

هذا وأكد نتنياهو ان ما يجري في الأراضي الفلسطينية حالياً لا يشكل "انتفاضة" وانه لا يرى وجود "مساع للفلسطينيين لعمل انتفاضة " لكنه قال ذات الوقت إن ما يجري في الضفة الغربية، ناتج عما اسماه "تحريض السلطة الفلسطينية ضد كيانه". كما أوصى نتنياهو بزيادة عدد أفراد الشرطة الصهيونية في البلدية القديمة إلى 600 شرطي ينتشرون في وردتين وتحديداً في الحي الإسلامي.

وذكر مراسل القناة العاشرة الصهيونية أن تقديرات الأجهزة الأمنية في كيان الاحتلال التي عرضت في الاجتماع تستبعد الحديث عن انتفاضة ثالثة خصوصاً وأن سكان الضفة لم يخرجوا في مظاهرات شعبية واسعة وأن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية مازال قائماً، وهو اعتقاد يقول المراقبون أنه محاولة لطمأنة المجتمع الصهيوني.

وليست المرة الأولى التي تعلن فيها قوات الاحتلال تكثيف تواجدها في الضفة والقدس، لكن تؤكد أن هذه الخيارات دليل على حالة التخبط والإرباك التي يعيشه المستوى السياسي والأمني في كيان الاحتلال وهو ما عكسته وسائل الإعلام الصهيونية.

وأجمع المراقبون والخبراء ومراكز الأبحاث على أنّ المؤسسة الأمنيّة والمستوى السياسيّ في "تل أبيب" يمكنهما أن يطلقا على الأحداث الأخيرة أي اسم يريدانه، ولكن الاسم الحقيقيّ لما جرى، ويجري، وسيجري في الفترة القريبة، هو الانتفاضة الثالثة، الأمر الذي صرح به العنوان الرئيس في صحيفة (يديعوت أحرونوت) التي حذر محللها الإستراتيجي والعسكري، أليكس فيشمان من مواصلة تردّي الأوضاع الأمنية وانعدام الثقة بالمؤسسة الحاكمة، على المستويين الأمني والسياسي.

وفي الوقت ذاته، جزمت صحيفة (هآرتس) الصهيونية في عنوانها الرئيس أن عملية الطعن السبت الماضي في شارع الواد بالقدس المحتلة، وهو الشارع الأكثر حراسة في كيان الاحتلال الصهيوني، تؤكد لكل من في رأسه عينان على أن سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في حفظ الأمن والاستقرار هي سياسة فاشلة، ولا تحمل في طياتها أي أملٍ يذكر، على حد تعبيرها.

وفي مسعى للتغطية على حالة العجز والإرباك هذه، واصلت حكومة نتنياهو توعداتها للفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل إدراك مسبق وفقاً للكثيرين أن لا أحد يقوى على وقف المواجهة إلا من قرروا خوضها وهم بدورهم يرون أن وقفها يتطلب وقف سياسة القتل والإجرام التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون.

 

يمضي الفلسطينيون صوب المواجهة لتفجير غضبهم في مواجهة المحتل الذي لم يبق لديهم ما يخسرونه حيث القتل والاستيطان والتهويد حده الأقصى، فيما المحتل لا يقوى  سوى على فرض مزيد من الإجراءات العسكرية على الأرض والتي ستؤجج المواجهة أكثر، فيما مقاومتهم تؤكد من جديد أن هذه الإجراءات لن تفلح في قطع طريقها نحو الوصول لأهدافها.