نادي «روتاري» يثير فتنة دينية بالجزائر
https://parstoday.ir/ar/news/my_reporters-i125574-نادي_روتاري_يثير_فتنة_دينية_بالجزائر
تشهد مدينة بالغرب الجزائري، منذ أسبوع، غليانا حادا بسبب استفادة فريق كرة القدم المحلي من رعاية مالية وفرها نادي "الروتاري"، الذي يعني بالنسبة للجزائريين "إسرائيل" و"الصهيونية" وكل ما هو معاد للإسلام والعروبة، وبالتالي فهو منبوذ ينبغي أن يحارب.
(last modified 2020-07-13T05:28:27+00:00 )
Nov ١٢, ٢٠١٥ ٠٢:٣٦ UTC
  • غضب مشجعوا فريق جزائري بعد اتفاق صفقة
    غضب مشجعوا فريق جزائري بعد اتفاق صفقة

تشهد مدينة بالغرب الجزائري، منذ أسبوع، غليانا حادا بسبب استفادة فريق كرة القدم المحلي من رعاية مالية وفرها نادي "الروتاري"، الذي يعني بالنسبة للجزائريين "إسرائيل" و"الصهيونية" وكل ما هو معاد للإسلام والعروبة، وبالتالي فهو منبوذ ينبغي أن يحارب.



غليزان (300 كلم غرب العاصمة)، منطقة معروفة بسكانها المحافظين وعشقهم لرياضة كرة القدم والفريق المحلي "سريع غليزان"، الذي كان مطلع تسعينيات القرن الماضي، أهم نوادي نخبة الكرة المستديرة في البلاد. كان الوضع هادئا في المدينة، لكن انتشار خبر إبرام اتفاق بين مسؤولي نادي "روتاري"، ورئيس النادي قلب الهدوء إلى عاصفة. في البداية تداول مشجعو الفريق في مقاهي المدينة وفضاءاتها العامة، خبر الاتفاق الذي فسَر على أنه "بداية لتغلغل الماسونية" في منطقتهم. وتلقفت صحف صادرة بالعاصمة خبر الاتفاق، فنشرت تقارير تصب في نفس الاتجاه، أي أن "الماسونية و إسرائيل بصدد دخول الجزائر عن طريق الرياضة، بعدما عجزت محاولاتها للتطبيع بواسطة الدبلوماسية". وتم ربط القضية، بسرعة، بالمصافحة التي وقعت بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إيهود باراك، بالمغرب عام 1999 على هامش جنازة الملك الحسن الثاني. وعدَت "الثانية مقدمَة للأولى". ولازالت هذه المصافحة تثير جدلا في البلاد، إلى اليوم.

وخرج قطاع من سكان غليزان في مظاهرات بالمدينة السبت الماضي، للمطالبة بإلغاء العقد. وأحرق متظاهرون علم "إسرائيل" في ساحة المدينة، واتهموا رئيس النادي جيلالي عزَي بـ"ببيع غليزان وسكانها للصهاينة". وانضم إلى الحملة، أئمة المساجد الذين عادوا في خطب بالمساجد، إلى الحروب "الاسرائيلية" ضد العرب وبخاصة الاعتداءات المتكررة على غزة في فلسطين وعلى لبنان. وتحوَلت القضية إلى حرب دينية بين المسلمين واليهود، ما دفع السلطات المحلية إلى تجنيد المئات من رجال الأمن تحسبا لوقوع الأسوأ.

أمام الجو المشحون، خرج رئيس النادي إلى المحتجين ليعلن بأن الاتفاق ألغي. غير أنه حرص على التأكيد بأن الفريق المحلي، كان بحاجة إلى أموال كبيرة ليتمكن من العودة إلى الدوري الممتاز، الذي غادره منذ سنين طويلة بسبب شح الموارد المالية. وقال أن "روتاري" فضاء يضم شخصيات سياسية جزائرية كبيرة، بعضها وزراء في الحكومة الحالية ومن حكومات سابقة. وذكر بأن المنظمة، التي يوجد مقر فرعها الجزائري بأهم فندق بالعاصمة، كانت مستعدة لتوفير مورد مالي للفريق يمكَنه من تحقيق كل الأهداف التي وضعها. وقال للغاضبين: "لقد ضيعتم علينا فرصة ثمينة للصعود إلى دوري المحترفين، بسبب إعطاء مصداقية لأخبار كاذبة". ورفض عزي الكشف عن القيمة المالية لعقد الرعاية الذي أبرم مع "روتاري"، فيما ذكرت صحيفة "الشروق" التي تابعت القضية بالتفصيل، أن المبلغ الذي كان سيدخل خزينة الفريق، يتجاوز مليون دولار.

واستعانت الصحيفة، المعروفة بقربها من الإسلاميين، برجال الدين في حربها على "روتاري"، إذ أفتوا بعدم جواز الاتفاق. ومما جاء في أحد مقالاتها، ان العقد ينص على إجراء تربصات لفائدة سريع غليزان في أوروبا، وإمداد النادي بتجهيزات حديثة تخص التدريبات، وتحديث ملعب المدينة . زيادة على مشاريع في المستقبل تتمثل في تنظيم مباريات مع نوادي أوروبية وتوفير فرص للاعبي غليزان، للإلتحاق بفرق في دوريات فرنسا وبلجيكا وهولندا.