انتفاضة القدس تدخل كيان الاحتلال في حال من الهوس
(last modified Wed, 14 Oct 2015 04:13:18 GMT )
Oct ١٤, ٢٠١٥ ٠٤:١٣ UTC
  • المواجهات مع قوات الاحتلال مستمرة
    المواجهات مع قوات الاحتلال مستمرة

أدخلت انتفاضة القدس المستمرة والمتصاعدة والتي تدخل يومها الرابع عشر كيان الاحتلال الصهيوني في حالة من الهوس الأمني والإرباك السياسي لجهة كيفية مواجهتها، فعمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال لم تفلح حتى في الحد منها فيما سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وذراعه العسكري موشيه يعالون للدفع باتجاه مزيد من القوة ضد الفلسطينيين

وفي هذا السياق جاءت سلسلة القرارات التي اتخذها مجلس الحرب الصهيوني "الكابينت" تحت عنوان، خطوات هجومية لإعادة الهدوء في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وأراضي الـ48 وقطاع غزة.

ومن أبرز هذه القرارات التي جاءت بعد فشل الشرطة الاحتلالية في وقف سيل العمليات التي تتصاعد يوما بعد يوم، تجنيد جنود للعمل إلى جانب شرطة الاحتلال من أجل العمل على توفير الحماية للمستوطنين في المدن المحتلة، وهدم منازل منفذي العمليات فورا، وسحب الهويات من منفذي العمليات في أراضي 48 ومن يقدم لهم المساعدة، وكذلك سحب الهويات من منفذي العمليات من سكان القدس وعائلاتهم، هذا إلى جانب حصار أحياء فلسطينية بالقدس الشرقية وإحاطتها بالشرطة والجيش. وقال نتنياهو الذي أمر أيضاً وفقاً للقناة الثانية لتلفزيون الاحتلال، بنشر احتياطي الجيش في الضفة وحول الجدار وغزة: "سنغلق الحساب مع القتلة ومن يحاولون القتل والعملية التي سنقوم بها ستجبر الطرف الثاني على الاعتراف بان الإرهاب غير مجدي"، على حد زعمه، لكن المراقبين يرون أن الدفع بمزيد من القوة ضد الفلسطينيين ستحمل معها مزيد من التفجير في الأوضاع وتصعيد الانتفاضة والتجارب السابقة خير دليل على ذلك.
 
هذا وجاءت القرارات الصهيونية الأخيرة بعد سلسلة من العمليات النوعية التي نفذها الفلسطينيون الثلاثاء وذلك في يوم وصفه الصهاينة بأنه الأصعب منذ اندلاع الانتفاضة بداية الشهر الجاري، واستعمل الفلسطينيون لأول مرة إطلاق النار المباشر مع كيان الاحتلال حيث نفذ شابان عملية مزدوجة بواسطة الطعن وإطلاق النار من مسدس داخل حافلة كانت تقل صهاينة في القدس المحتلة، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة 27 آخرين جراح ثمانية منهم كانت اصاباتهم بالغة الخطورة، فيما استشهد منفذا العملية وهما من جبل المكبر بالمدينة المقدسة.

فيما أقدم شاب فلسطيني على دهس مجموعة من المستوطنين في القدس الأمر الذي أدى إلى مقتل حاخام صهيوني وإصابة عدد آخر فيما استشهد المنفذ، وشهدت كل من "تل أبيب" وحيفا المحتلتان ثلاث عمليات طعن أسفرت عن جرح عدد من الصهاينة، وقد شكلت هذه العمليات ضربة قاصمة لكيان الاحتلال وأسقطت كافة إجراءاته الأمنية والتي حولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، وقالت وسائل الإعلام الصهيونية أن يوم الثلاثاء كان الأعنف، مشيرة الى وقوع أكثر من 46 عملية طعن ودهس وإطلاق نار ومولوتوف، فيما قالت القناة الصهيونية السابعة أن حصيلة عمليات الثلاثاء رفعت حصيلة القتلى الصهاينة إلى سبعة، وإصابة نحو 99 آخرين في عمليات طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيون في القدس و الضفة، منذ اندلاع انتفاضة القدس.

إلى ذلك واصل جيش الاحتلال وبقرار سياسي مسلسل القتل اليومي بحق الفلسطينيين، حيث استشهد وأصيب العشرات من الشبان والفتية الفلسطينيين في المواجهات التي شهدتها الضفة الغربية والقدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أن حصيلة العدوان منذ بداية أكتوبر الجاري 30 شهيداً من بينهم 7 أطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأضافت الوزارة في بيان صحفي أن عدد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي والاعتداءات بالضرب والإصابات بالحروق نتيجة العدوان بلغت حوالي 1400 إصابة من بينهم 200 طفل، وقالت أن 350 أصيبوا بالرصاص الحي و650 بالرصاص المطاطي، فيما أصيب الآلاف بالاختناق نتيجة الغاز السام.

وفي سابقة زادت مخاوف الاحتلال على حدود غزة حيث استمرار المواجهات هناك، نجح 50 فلسطينيا الثلاثاء بالتسلل إلى الأراضي المحتلة عام 48 بعد أن زحفوا عبر فجوة في الجدار الأمني وفقا لتعبير مصادر الاحتلال. وذكرت المصادر الصهيونية أن الفلسطينيين كمنوا لسيارات المستوطنين وجيش الاحتلال وأمطروهما بالحجارة من مسافة صفر بما في ذلك سيارة عسكرية كانت تمر بالمكان. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال مستمرة في إقامة منطقة عازلة في قطاع غزة، بقوة النار، يحظر على الفلسطينيين دخولها، وتمتد على طول حدود قطاع غزة البرية والبحرية. وبين أنه لا تعرف على وجه الدقة المناطق التي تصنفها قوات الاحتلال كــ"مناطق عازلة"، ولكن "الاحتلال" يفرض سياسته هذه من خلال إطلاق النار. وأعلنت مصادر عسكرية احتلالية مساء الثلاثاء عن تعرض مركبة قائد اللواء الجنوبي في المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال لنيران قناصة قرب موقع "كيسوفيم" العسكري وسط قطاع غزة، وذكر موقع "واللا" الصهيوني أن حادثة إطلاق النار على مركبة الضابط لم تسفر عن وقوع إصابات.