الصحافة الفلسطينية: إنتفاضة القدس تقتل الحياة في كيان الاحتلال
-
حالة من الهلع في كيان الاحتلال بسبب تواصل عمليات الطعن
أخبار الانتفاضة الشعبية المشتعلة في الضفة الغربية والقدس وغزة والداخل المحتل وتداعيات الموقف في الساحة الفلسطينية وأثرها على كيان الاحتلال الصهيوني، إستحوذت على اهتمامات الصحافة الفلسطينية الصادرة السبت في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
تواصل وداع المزيد من الشهداء
قالت صحيفة (الاستقلال) إن خمسة فلسطينيين استشهدوا في مواجهات جمعة الغضب فيما أصيب المئات من الفلسطينيين في المواجهات التي اندلعت في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة والحدود الشرقية لقطاع غزة. وبحسب الصحيفة فقد ارتفع عدد الشهداء في الضفة المحتلة وقطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة بداية أكتوبر الجاري ليصل إلى 30 شهيداً من بينهم 7 أطفال، منهم 19 شهيداً ارتقوا في الضفة بما فيها القدس، فيما استشهد 11 مواطناً في القطاع. وفي عنوان آخر قالت (الاستقلال) إن شاباً فلسطينياً استشهد بعد ظهر الجمعة، بعد طعنه جندياً صهيونياً في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وفي سياق متصل قالت الصحيفة نقلاً عن القناة الصهيونية العاشرة، مساء الجمعة، إه سيتم النظر في اتخاذ تدابير ضد عوائل منفذي الهجمات وفي حال لم تتوقف العمليات فإن حكومة الاحتلال ستدرس ترحيل عائلاتهم إلى غزة. وبينت مصادر استخبارية صهيونية أن أجهزة أمن الكيان لازالت تجد صعوبة في تقدير متى يمكن أن تتوقف الموجة الحالية.
في الكيان خوف وهلع
وخلفت انتفاضة القدس حالة من الهلع في صفوف الكيان، إذ قالت صحيفة (الحياة الجديدة) تحت عنوان، "هلع في الكيان ووسائل المواصلات متوقفة"، وبحسب الصحيفة، فإن الإذاعة الصهيونية الرسمية ذكرت أن ضابطاً صهيونياً أثار صباح أمس الرعب في أوساط ركاب أحد القطارات بحيفا، زاعماً أنه رأى شخصاً يحمل سكيناً. وقالت الإذاعة إن الضابط بدأ يصرخ "مخرب" فأوقف الركاب القطار وهربوا، ليتضح أنه مجرد جزع وهوس أصاب الضابط نتيجة حالة العصبية السائدة هذه الأيام. على الصعيد ذاته قال الناطق الرسمي لشركة الحافلات "إيغيد" (الإسرائيلية)، التي تضم حافلات المواصلات العامة في القدس، رون رتنر، إن عدد مستخدمي حافلات المواصلات العامة في القدس انخفض بنسبة أكثر من 30%، وهناك حافلات تسير فارغة في الشوارع. وكشفت صحيفة هآرتس الصهيونية، عن استهزاء وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون بوزير المواصلات يسرائيل كاتس خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر. وقال يعالون مخاطباً كاتس: "هل تريد أن نتحرك لجمع كل سكاكين المنازل في القدس الشرقية؟!". ورد كاتس على يعلون مطالباً بهدم جميع منازل منفذي العمليات سريعاً وهدم كل المنازل "غير القانونية".
تأييد صهيوني للانسحاب من القدس الشرقية
صحيفة (فلسطين) نشرت استطلاعاً للرأي العام في كيان الاحتلال يظهر تأييد أكثر من ثلثي سكان الكيان انسحاب الجيش والمستوطنين بشكل كامل من الشطر الشرقي لمدينة القدس. وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن من تشكّل نسبتهم 66 في المائة من الصهاينة يؤيدون الانسحاب الكامل من الأحياء الفلسطينية في الشطر الشرقي بمدينة القدس المحتلة، بينما عارض ذلك 29 في المائة منهم. وأفادت نتائج الاستطلاع أيضاً التي نشرتها صحيفة معاريف الصهيونية الصادرة أمس الجمعة، بأن نحو 67 في المائة من الصهاينة غير راضين عن طريقة تعامل رئيس حكومتهم، مع انتفاضة القدس. وفي ظل استمرار جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين، قالت صحيفة فلسطين إن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، طالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل لضمان تجريد المستوطنين اليهود داخل الأراضي المحتلة من أسلحتهم، تنفيذاً للقرار الأممي (رقم 904).
السكاكين وبطن الكيان الرخو
وفي تحليل له في صحيفة هآرتس الصهيونية ونقلته صحيفة (الأيام) الفلسطينية قال "اليكس فيشمان" المحلل العسكري المعروف في تعقيبه على المواجهات والعمليات التي ينفذها الفلسطينيين، لقد نجحت السكاكين الـ 28 التي طعنت (الإسرائيليين) منذ 4 تشرين الأول في الكشف عن الحقيقة المؤلمة أمام الأجهزة الأمنية: "البطن الرخو" بـ(إسرائيل)، الجبهة الداخلية، قابلة للإصابة أكثر مما اعتقدنا. وبحسب فيشمان لا يدور الحديث فقط عن الخوف الذي تسببت به السكاكين لشعب كامل وتأثير هذا على مجريات الحياة والمعنويات الوطنية. ويؤكد فيشمان: لقد حظي غياب الأمن الشخصي بالعناوين، لكن تحت الرادار الإعلامي كان رؤساء الأجهزة الأمنية خائفين من انكشاف نقاط الضعف في الاستعدادية الوطنية للجبهة الداخلية، مثلاً الإمكانية الواقعية بأن يتم إغلاق طرق رئيسة من قبل مُخلين مُحرضين، وبالنسبة للجيش هذا الدرس لا يقل خطورة وأهمية عن دروس مواجهة "الذئب المنفرد" والتهيئة لإمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة.
واشنطن تستجدي تهدئة
في شأن سياسي متصل، كتبت صحيفة (القدس) حول ما سمي بـ"حراك أمريكي لمحاصرة انتفاضة القدس"، وقالت: إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وطلب منهما العمل من اجل إعادة الهدوء إلى (إسرائيل) والأراضي الفلسطينية، حسب ما أعلن دبلوماسي أمريكي مساء الجمعة. وخلال هذه المحادثات الهاتفية، قال كيري الذي وصل مساء الجمعة إلى ميلانو (ايطاليا) للرئيس عباس انه "يأمل" التوجه إلى الشرق الأوسط "في الوقت المناسب"، فيما بحث مع نتنياهو احتمال عقد لقاء معه "في أوروبا خلال المستقبل القريب". وحسب هذا المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أضاف أن كيري أوضح خلال المحادثة وهو في طريقه إلى إيطاليا، أن الولايات المتحدة ستظل منخرطة في الجهود الرامية لاستعادة الهدوء: "أعاد الوزير تأكيد تصريحاته العلنية الخميس ومنها إدانتنا القوية للهجمات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء ودعم حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها"،على حد تعبيره.