إعدام الشبان الفلسطينيين ... مخطط احتلالي لإجهاض الانتفاضة
(last modified Sun, 18 Oct 2015 07:26:41 GMT )
Oct ١٨, ٢٠١٥ ٠٧:٢٦ UTC
  • إعدام الشبان الفلسطينيين ... مخطط احتلالي لإجهاض الانتفاضة

ارتفع عدد شهداء انتفاضة القدس والتي انطلقت مطلع الشهر الجاري إلى 45 شهيداً وآلاف الجرحى وذلك في ظل مسلسل الاعدمات المباشرة والتي ينفذها جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين

والادعاء أن من يتم إطلاق النار عليهم كانوا ينوون تنفيذ عمليات طعن ضد الجنود والمستوطنين, وهو ما يعتبره الفلسطينيين محض افتراء ومحاولة لتبرير هذه الإعدامات.

الطالبة بيان عسيلة (16 عاماً) من مدينة الخليل المحتلة أوقفتها مجندة صهيونية على احد الحواجز المحيطة بالحرم الإبراهيمي  أثناء عودتها من المدرسة وبعد تفتيشها طلبت منها المجندة الابتعاد ومن ثم أطلقت النار باتجاهها ما أدى إلى استشهادها على الفور والحجة الصهيونية طعن مجندة وهو ما كذبته الصور فيما بعد.

في الخليل أيضا الشاب فضل القواسمة (18 عاماً) باغته مستوطنة بإطلاق النار باتجاهه بشكل مباشر أثناء ذهابه إلى عمله على مقربة من مستوطنة كريات أربع الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في الخليل ما أدى إلى استشهاده على الفور قبل أن يحيط به عدد من جنود الاحتلال ويقوم احدهم بإلقاء سكين عند رأسه والزعم محاولته تنفيذ عملية طعن وهو ما كذبته مقاطع الفيديو التي بثها الفلسطينيون.

الطالب معتز عويسات (13 عاماً) كان ذاهب إلى مدرسته حيث لاقى المصير ذاته بعد أن أوقفته شرطة الاحتلال وأطلقت النار عليه ما أدى إلى استشهاده وبرر المحتل جريمته بان ابتساماته أثارت الشبهات وفقاً لمستوطن الذي اخبر جنود الاحتلال بذلك والذين سارعوا إلى إطلاق عدة رصاصات على الفتى معتز من جبل المكبر ليرتقي شهيداً, ليكتشف فيما بعد أن الفتى لم يكن يحمل أي سلاح, وفقاً لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية, لكن حالة الهوس التي تجتاح الكيان تجعل من كل فلسطيني مستهدف.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقر فيها الاحتلال أن من يتم إطلاق النار عليهم من الفلسطينيين ينوون تنفيذ عمليات طعن كما كان عليه الحال مع الفتاة إسراء عابد والذي أطلق عليها الاحتلال النار مدعياً, أنها كانت تنوي تنفيذ عملية طعن قبل أن يعود في نهاية الأمر ويقر بأن الفتاة لم تكن تنوي تنفيذ أي هجمات.

الصور ومقاطع الفيديو التي يتم بثها إلى جانب شهادات حية لشهود عيان تؤكد أن قوات الاحتلال والمستوطنين باتوا يستخدمون حجة القيام بعمليات طعن لتنفيذ عمليات إعدام واسعة بحق الشبان الفلسطينيين, وكما يؤكد مفيد الشرباتي والذي كان شاهد حياً في مكان إعدام الشاب فضل القواسمة من الخليل ان ضابط صهيوني أمر جندي بإلقاء سكين عند رأس الشهيد في مسعى لتأكيد روايته ومزاعمه وتبرير جرائمه ما يمنحه الفرصة لتنفيذ اكبر قدر من عمليات الإعدام بحق الفلسطينيين.

ويؤكد مختصون أن قوات الاحتلال نفذت إعدامات بشكل مباشر بحق الكثير من الشبان الفلسطينيين منذ بداية انتفاضة القدس, مؤكدين انه في غالبية الحالات إن لم يكن في جميعها كان بمقدور جنود الاحتلال اعتقال الشبان لكنه الإصرار على القتل.

ويؤكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوتي أن ما يجري الآن من عمليات قتل وإعدام مباشرة للفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال تحت حجج عمليات الطعن، هو مخطط اتضحت معالمه.

وقال البرغوثي، أن الاحتلال انتقل من نشر المستوطنين إلى نشر إرهاب المستوطنين، من خلال الاعتداء على الفلسطينيين إما حرقاً كما حدث مع عائلة دوابشة، والآن قتلهم تحت ادعاءات كاذبة في معظم الأحيان.

ويجمع المراقبون، أن عمليات الإعدام التي ينفذها الاحتلال من مستوطنين ورجال شرطة وجيش وأمن وحرس حدود، تندرج تحت خطة معدة سلفاً بهدف دفع الفلسطينيين نحو اليأس والتسليم بالأمر الواقع ورفع الرايات البيضاء.

مشيرين إلى أن تلك المخططات ستفشل فشلاً ذريعاً خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تتعرض لحملات "صهيونية" من تمييز عنصري وتضييق.

ويرون أن عمليات الإعدام التي يقوم بها الاحتلال تجاه الفلسطينيين تحت مزاعم عمليات الطعن، هي نتاج لمجموعة من الأمور منها الهبة الجماهيرية الحالية، وانهيار الأمن "الصهيوني"، وتوقعوا تصعيد الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين في الأيام القادمة.
لكن السؤال هنا وفي ظل تصاعد وتيرة الإعدامات بحق الشبان الفلسطينيين هل يمكن القول أن الانتفاضة قد تدخل مرحلة جديدة من المواجهة يرسم معالمها الشبان الفلسطينيين الذين أطلقوا شرارة هذه الانتفاضة والتي كادت تقتل الحياة في كيان الاحتلال بفعل الخشية من هجمات فلسطينية, حيث توقف الحياة شبه كامل في مستوطنات الضفة والقدس والتي تعيش حالة أشبه بمنع التجول والعزل تحسبا من هجمات فلسطينية.

فقد نجحت ما أسماه المحلل العسكري في صحيفة هآرتس اليكس فيشمان بثورة السكاكين نجحت في الكشف عن الحقيقة المؤلمة أمام الأجهزة الأمنية: "البطن الرخو" لكيان الاحتلال، وأن الجبهة الداخلية، قابلة للإصابة أكثر مما اعتقدنا, وبحسب فيشمان لا يدور الحديث فقط عن الخوف الذي تسببت به السكاكين لمجتمع كامل وتأثير هذا على مجريات الحياة والمعنويات الوطنية.