الصحف السورية.. مسار فيينا طويل ومعقد والسعودية تشاغب
Nov ٠١, ٢٠١٥ ٠٤:١٤ UTC
-
البنتاغون اتخذ قرارا أحادي الجانب بإرسال قوات خاصة إلى شمال سورية في إطار أطماعه بتقسيم المنطقة
أكدت الصحف السورية أن مسار فيينا يبدو طويلا ومعقدا بالرغم من إقرار المشاركين بصوابية نظرة دمشق بالحرب على الإرهاب.. وهاجمت السعودية التي لا تزال تراهن على التدمير والتخريب في سوريا بدعم من أمريكا.
مسار طويل
وقالت صحيفة (الوطن) الخاصة إن مسار فيينا يبدو طويلاً ومعقداً لكنه يفتح الباب أمام تسوية سياسية، أساسها كما كانت تطالب دمشق الحرب على الإرهاب، والتي باتت مطلباً دولياً بعد أن كانت مطلباً سورياً حصراً منذ أعوام لكنه بقي بدون استجابة.
وتابعت الصحيفة إن المسار يبدو مطابقاً لمواقف دمشق وموسكو من حيث الجوهر، حيث تم التأكيد في أكثر من فقرة في البيان الذي صدر عن اجتماعات الدول الـ 15 المعنية بالملف السوري إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، على حق وحرية السوريين في تقرير مصيرهم دون تدخل وإملاء خارجي؛ لكن في الباطن لا يزال يتضمن الكثير من التدخل الخارجي وخاصة تجاه تعيين معارضين ممولين غربياً وتابعين، من أجل إطلاق عملية التفاوض التي ستؤدي في نهاية المطاف، وفقاً للبيان ذاته، إلى حكومة وحدة وطنية تعمل على صياغة دستور جديد للبلاد والتحضير لعمليات انتخابية، وهذا من شأنه وهدفه إخراج موضوع قيادة سورية ورئاستها من التداول السياسي في عواصم الغرب وحصره بيد السوريين المؤهلين وحدهم لاختيار قادتهم.
وأكدت الصحيفة في تعليقها السياسي إن التدخل الخارجي لن يتوقف عند موضوع تعيين المعارضة، أو جزء كبير منها، والتي ستفاوض وربما تدخل في تشكيل الحكومة الجديدة، بل تجاوز ذلك من حيث السماح للسوريين اللاجئين بالمشاركة في عملية الانتخاب وهم معرضون لكل أنواع الابتزاز المادي والمعنوي وحتى الإداري، الأمر الذي تم فرضه في فيينا ليستغله أعداء سورية لكسب الأصوات والتدخل بشكل غير مباشر في صياغة مستقبل البلاد.
وبالتوازي مع مسار فيينا الذي شدد على حرية السوريين في تقرير مصيرهم وعن وحدة واستقلال الأراضي السورية، كانت وزارة الدفاع الأمريكية تبشر المجتمعين أنها اتخذت قراراً أحادي الجانب بإرسال قوات خاصة إلى شمال سورية في خرق جديد واضح ومعلن للسيادة السورية وفي إطار أطماع واشنطن بتقسيم المنطقة والتأسيس لدويلات جديدة ومنع العودة إلى الحدود السابقة، وتعتمد واشنطن بذلك على حلفائها من الأكراد..
الميدان يحسم
صحيفة (الثورة) الحكومية أكدت أن الجيش السوري رسم معالم الطريق إلى فيينا، ومن هناك بدأ التحالف السوري الروسي يفرض نفسه على خارطة المشهد الدولي، ليحرك بدايةً المياه السياسية الراكدة باتجاه الحل السياسي في سورية، والتي ستفضي فيما بعد إلى العمل على إيجاد صيغة مغايرة للتعاون الدولي، تنهي معها نظام القطب الواحد الذي جلب الويلات للعالم بسبب السياسات الأمريكية الرعناء، والتي اعتمدت في جوهرها على ظاهرة الإرهاب كوسيلة أساسية لتحقيق الأطماع الاستعمارية، والتحكم بمصائر الشعوب.
وقالت الصحيفة إن الطريق من فيينا ستكون طويلة وشاقة، ومزروعة بالكثير من المفخخات والألغام السياسية، خاصة وأن الجانب الأمريكي الذي يقود جبهة العدوان يجيد تماماً فن المراوغة والرقص على الحبال، ويستطيع بنفاقه المعهود أن يحوّل خطوط الحل العريضة التي خرج بها الاجتماع الموسع إلى متاهات متشعّبة تغطي تفاصيلها تلال من التأويلات والتفسيرات الخاطئة، إفساحا في المجال لأدواته الإقليمية والمستعربة كي تستكمل مقامراتها السياسية بورقة الإرهاب الوهابي التكفيري.
وأكدت أنه إذا كانت الولايات المتحدة وأُجَراؤها قد وصلوا فعلاً إلى القناعة بأن الحل السياسي هو ضرورة حتمية حسب الإدعاءات الأمريكية والغربية التي خرجت بعد اجتماع فيينا، فلابد أن توحد الجهود لمحاربة الإرهاب بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة والجيش السوري الذي يحارب على الأرض التنظيمات الإرهابية نيابة عن العالم، لأن القضاء على الإرهاب يشكل المدخل الرئيسي للتوصل إلى الحل السياسي.
رباعية الإرهاب
بدورها قالت صحيفة (تشرين) إن رباعية فيينا، ومن انضمّ إليها لتصبح اجتماعاً موسعاً بهدف إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سورية يستند نجاحها ويتوقف على امتلاك النيّات الصادقة والإيمان القوي بضرورة مكافحة الإرهاب، وجعلها أولويةً تتصدّر الأولويات جميعها، إذا ما أردنا تسوية سياسيةً قابلة للتنفيذ للأزمة في سورية، وهذا ما أكدت عليه الدولة السورية، وما زالت تؤكده، على مدى أربعة أعوام ونصف العام .
وتساءلت الصحيفة ما هو الأمر المعوّل عليه في الحلول والمسارات السياسية، ومملكة الظلام ودعم الإرهاب وتمويله مازالت ثابتةً على ضلالها وممارساتها الدموية بحق الشعب السوري بإيعاز من أمريكا التي لا تريد لمشكلة الإرهاب أن تنتهي، لأنها هي مَنْ أوجدتها، وتمسك بخيوطها، وتحرّكها حسب أهدافها وأطماعها، وكذلك في ظل إصرار بني سعود على دعمهم اللامحدود لتمدّد الإرهاب الوهابي في المنطقة كلها، وآخره ما حملته طائرات حلفائهم من مئات الإرهابيين إلى اليمن الذي يشهد على ما يرتكبونه من جرائم حرب.
وتابعت إن آل سعود الآن في وضع لا يُحسد عليه، فميزان القوى تميل كفته لمصلحة الدولة السورية، وفي اتجاه الحسم الشامل للإرهاب الذي صنعوه مع أسيادهم على الأرض السورية، ولا يدّخرون جهداً لتمكينه وترسيخ جذوره على الرغم من كل الاجتماعات، وقمم السياسة التي يلهثون لتؤول نتائجها لمصلحة ما كانوا يرمون، ويسعون إليه، من حيث إتمام مشروعهم القائم على التعاون المطلق مع الكيان الصهيوني، وبما يخدم أمنها في المنطقة لكونها حامية الآلات الملكية والأميرية في المنطقة ذاتها، وعلى عاتقها يقع أمر حماية هذه السلالات من الانقراض والزوال.