الصحافة اللبنانية: الأمن يلاحق منفذي الهجمات الارهابية
Nov ١٩, ٢٠١٥ ٠٥:٣٥ UTC
عدة عناوين هامة تصدرت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة هذا اليوم التي ركزت بشكل كبير على الحملة الأمنية الواسعة للأجهزة الأمنية اللبنانية على الخلايا الارهابية، تزامنا مع بعض الانفراج على الساحة السياسية حسب وصف الصحف.
فيما لم تغب أحداث باريس الارهابية الدامية عن مشهد الصحافة في لبنان الى جانب تركيزها على موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرافض لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
الأمن يلاحق البقّار...
البداية مع صحيفة (الأخبار) بحيث ركزت الصحيفة على حملة الدهم الواسعة التي تقوم بها الاجهزة الامنية اللبنانية محققة نجاحاً كبيراً استطاعت من خلاله القاء القبض على مجموعة من الارهابيين وصفت بالخطيرة الى جانب كشف مصنع كبير في طرابلس مخصص لتصنيع العبوات الناسفة: تستمر الأجهزة الأمنية في ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية، وتحديداً عناصر الخلية التي ارتكبت جريمة برج البراجنة المزدوجة. وبعد توقيف غالبية المشتبه في انتمائهم إلى الخلية، ومن قدّموا لهم دعماً لوجستياً، يتركز العمل الأمني على عنصرين: الأول، هو اتخاذ إجراءات لملاحقة المهربين عبر الحدود اللبنانية ــ السورية، لمنع عناصر الجماعات الإرهابية من استغلال عمليات «التهريب التقليدي»، لإدخال انتحاريين إلى الأراضي اللبنانية.
أما العنصر الثاني، فيتصل بأحد أبرز أعضاء خلية تفجير برج البراجنة، وهو بلال البقار، الذي يُشتبه في أنه كان أحد أبرز المسؤولين اللوجستيين للخلية. ويُشتبه في أن له دوراً في عمل مجموعات إرهابية أخرى. فالبقار هو الذي تسلّم المتفجرات وأحد الانتحاريين من الموقوف إبراهيم رايد. وتبيّن أن البقار اختار مخزناً في طرابلس، قرب مسجد حمزة، لتخبئة المتفجرات والصواعق والكرات الحديدية التي زوده بها رايد. وتبيّن أن عدد الكرات الحديدية التي ضبطها فرع المعلومات في هذا المخزن يفوق الـ25 ألف كرة، توضع في الأحزمة الناسفة لإسقاط أكبر عدد من الضحايا بالتفجيرات. والبقار لا يزال متوارياً عن الأنظار. وتعتقد الأجهزة الأمنية أنه لايزال في منطقة الشمال، حيث يتركز البحث عنه.
ودهمت استخبارات الجيش عدداً من المنازل في منطقتي الحمرا والجميزة في بيروت، وفي شارع المطران في طرابلس، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم.
مسيحيو " 14 آذار " للتجاوب مع نصرالله بشرط
صحيفة (الجمهورية) سلطت الضوء على بداية الانفراج السياسي في لبنان بحيث رأت الصحيفة أن هذا الانفراج سببه المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله: فتحت المبادرة التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عن «التسوية السياسية الشاملة» ثقباً صغيراً في الجدار السميك الفاصل بين المعسكرَين في لبنان بمعزل عما يمكن أن تؤدي اليه. فما برز من مواقف لم يحمل أيّ تشكيك او انتقاد، لكنه لم يرسم أيّ خريطة طريق يمكن أن تؤدّي الى خرق المعادلة السلبية القائمة. لماذا؟ وما هو المتوقع؟ تعتقد مراجع سياسية بارزة تواكب الحركة السياسية والحزبية في البلاد أنّ تجاهل هيئة الحوار الوطني في أول إجتماع لها أول امس الثلاثاء مبادرة السيد نصرالله بشأن التسوية الشاملة بعد جريمة التفجير المزدوجة في برج البراجنة لايعني شيئا. فالمناسبة لم تكن تسمح سوى بنقاش إيجابي سريع لم يفتح الباب أمام الحوار المنتظَر حول سلّة «بنود التسوية».
لكن ما رسمه السيد من خريطة طريق باولوياتها شكل مادة نقاش دسمة، إذ ضمت الخريطة في متنها العناوين الرئيسة المختلف عليها بين اللبنانيين في الشكل والمضمون وهي تستحقّ التوقف عندها، ولعلّ تسمح الأجواء بالخروج من النفق الذي دخلته البلاد منذ تنامي الشغور وانتقاله من قصر بعبدا الى مجلس النواب فالحكومة، وبالتالي لا بدّ من الخروج منه بأيّ ثمن وبأسرع وقت ممكن. وبالعودة الى مضمون المبادرة فقد قدم السيد في «سلّته الخاصة» ملفات على أخرى بشكل مقصود. فقد لاحظ الجميع أنّ المبادرة كانت مكتوبة ما يعني أنه أطلقها بتأنٍّ وعن سابق تصوّر وتصميم فقدّم بنود التسوية على طريقته ووفق أولوياته فكانت «رئاسة الجمهورية» أولوية وأدرج خلفها مباشرة «الحكومة المستقبَلية» فـ «رئيس الحكومة» ومن بعده «تركيبة الحكومة» فـ «المجلس النيابي وعمله» فـ «قانون الإنتخاب». عند هذه الحدود تنتظر الأوساط السياسية في المقلب الآخر أن تأتي الأيام المقبلة بما يؤكد على أولوية مناقشة المبادرة بايجابية. فبالإضافة الى موقف «تيار المستقبل» الذي لم يتردّد رئيسه في ملاقاة نصرالله، في «يوم الشهيد» الذي شكّل مناسبة لإطلاقها، وغداة مجزرة برج البراجنة، في منتصف الطريق وبالسرعة القصوى التي اعتاد بها الحريري الرد على مواقفه منتقداً أو مرحِّباً. فنوّه بها من دون أن يأتي بجدبد عندما تحفّظ مقدِّماً «أولوية انتخاب رئيس الجمهورية» التي كانت أولوية السيد في الوقت نفسه.
عملية في «سان دوني» تظهر مدى تغلغل «داعش»
من جانبها صحيفة " السفير " تطرقت الى احداث باريس واعتبرت الصحيفة أن ما يجري في فرنسا يؤكد تغلغل الجماعات الارهابية في هذا البلد: رعب «11 ايلول الفرنسي» المنتقل الى محطة ثانية بعد الجمعة الدامية، وتحديداً الى اربعاء الحرب في «السان دوني»، للقضاء على «كوماندوس داعشي»، تبدّى في مجزرة اخرى في ضاحية «الديفانس» الباريسية، ومركز تجمع اكبر الشركات المالية والنفطية في فرنسا، في منطقة تشبه الى حد كبير برج التجارة العالمي في نيويورك، وتقترب بأبراجها العالية ووظيفتها الاقتصادية ورمزيتها من ابراج نيويورك، التي هاجمها تنظيم «القاعدة» في الحادي عشر من ايلول العام 2001. عبد الحميد ابا عود، او ابو عمر البلجيكي، في فراره يفرض ايقاع الحياة اليومية على الامن الفرنسي والفرنسيين، منذ ليلة الجمعة الدامية في الثالث عشر من تشرين الثاني الحالي.
الداعشي» البلجيكي المغربي، وعدو الجمهورية الرقم واحد، قد يكون خاض آخر معاركه الارهابية في شقة من شارع «كوربيون» في ضاحية «سان دوني» الباريسية، شريطة ان تؤكد السلطات الفرنسية ان إحدى الجثتين تحت ركام الطابق الثاني تعود، بعد انتهاء العملية التي دامت سبع ساعات، الى عبد الحميد اباعود، العائد من البؤرة السورية ليصنع الحادي عشر من ايلول الفرنسي، ويدخل تاريخ الارهاب في فرنسا، كصاحب اطول لائحة من الضحايا على الارض الفرنسية منذ الحرب العالمية الثانية. المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولنس كان لايزال يمتنع ليلاً عن الادلاء بأي تفاصيل عن هوية القتيلين في ما بات يُعرف بمعركة شارع «كوربيون»، لكن ما بات مؤكداً ان ابا عود ليس في عداد المعتقلين الثمانية الذين سقطوا بيد قوة النخبة.
المخبأ الذي اطلقت عليه قوات النخبة الفرنسية اكثر من خمسة آلاف طلقة، قادتها اليه عملية تنصت على اتصالات قريبة لابي عمر البلجيكي، ومعلومات متقاطعة ان الرجل قد وصل إلى فرنسا بعدما ساد الاعتقاد بوجوده في دير الزور، ومنها خطط لعمليات الجمعة الماضية. ويبدو الفرنسيون في سباق مع الوقت، ومع الهجمات، لكنهم لايزالون يترددون في الانعطاف الضروري، واعادة النظر في سياستهم في سوريا، التي تحولت الى بؤرة تنطلق منها العمليات ضد امنهم، مع احتمال عودة الآلاف من المقاتلين الاوروبيين الى بلدانهم. وتعمل كل الاجراءات الحالية على طمأنة الفرنسيين، من خلال نشر المزيد من القوات الامنية، واستدعاء الجيش الى باريس، وتمديد حال الطوارئ من 12 يوماً الى 3 اشهر.
لافروف لضرب الإرهاب في لبنان... ورحيل الأسد مرفوض... ومدريد تؤيّد
من جهتها صحيفة (البناء) استعرضت مواقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة و أبرزها رفض رحيل الرئيس السوري بشار الأسد: فرنسا وروسيا تتصدّران المشهد الدولي والإقليمي، سواء بأدوارهما الثنائية المنفردة، أو بالتعاون الذي تتبلور معالمه بينهما، حيث تبدو روسيا تقود معادلات دولية وإقليمية متشعّبة في حرب دخلتها وقرّرت الخروج منها منتصرة فهذا هو مشروع الزعامة التاريخية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعامة الروسية في العالم، أسوة بالدور الذي لعبته روسيا وزعيمها جوزف ستالين في إنهاء النازية في الحرب العالمية الثانية. وفيما تلهث واشنطن للحاق بالدور الروسي، ولا تملك فرصة تكرار إنزال النورماندي، الذي أتاح لها ملاقاة القوات السوفياتية قبل ستين سنة في برلين، تملك روسيا حليفاً برياً فاعلاً يظهر قدرته على التقدّم على جميع جبهات القتال، بينما تهرول واشنطن من جبهة إلى جبهة لإغلاق منافذ تعاون حلفائها مع الإرهاب، وهي تعلم أنهم في المقابل أعجز من أن يعوّضوا ضعف قدرتها على التورّط في حرب برية، فيكون إنجاز وزير خارجية أميركا جون كيري الإعلان عن توليه متابعة إغلاق تركيا لحدودها مع سورية، بعد فضيحة صور أنابيب ومسار قوافل النفط المهرّبة لحساب «داعش» عبر تركيا التي قدّمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين، وتولت القاذفات الروسية قصفها يوم أمس، بينما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرسم معادلات الحرب، ويعلن أنّ الحديث عن اشتراط رحيل الرئيس السوري مرفوض، فيلاقيه وزير خارجية أسبانيا بالقول مجدّداً لا بدّ من التعاون مع الرئيس السوري لكسب الحرب على الإرهاب.موسكو المهتمّة بالمشهد الإجمالي للحرب، تستمرّ بالتعاون مع واشنطن وحلفائها، وتسعى إلى رفع مضمون ومستوى هذا التعاون يقيناً منها بأنها وحلفاءها يملكون ورقة القوة الرئيسية في الحرب وهي المصداقية والجدية من جهة وقوة البرّ من جهة أخرى.على جبهة المصداقية سجل حلف الأربعة زائداً واحداً المكوّن من روسيا وسورية والعراق وإيران ومعهم حزب الله، نقطة قوة جديدة، ففيما العالم منهمك في الحرب على الإرهاب قولاً وإيران مهتمّة مع حليفيها الروسي والسوري من جهة بتلبية مقتضيات هذه الحرب، ومن جهة مقابلة بتلبية ومواكبة حلفائها في العراق ولبنان واليمن، كانت وكالة الطاقة الذرية تعلن نجاح إيران بالوفاء بموجباتها في التفاهم حول ملفها النووي ببدء إدخال التعديلات اللازمة على مفاعلَي نطنز وفوردو.