الصحافة اللبنانية: «إسرائيل» تحذر تركيا من رد بوتين
(last modified Thu, 26 Nov 2015 05:12:50 GMT )
Nov ٢٦, ٢٠١٥ ٠٥:١٢ UTC
  • بوتين واردوغان ونتنياهو
    بوتين واردوغان ونتنياهو

عنونت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم حول ثلاثة مواضيع أساسية، بدءاً من الملف الداخلي و ما يحكى عن تسوية قد توصل الى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. فيما لم يغب عنها لليوم الثاني على التوالي رصد ردات الفعل الدولية والاقليمية على حادثة اسقاط طائرة السوخوي الروسية من قبل تركيا. الى ذلك ركزت هذه الصحف على آخر التطورات في الميدان السوري و القرار الروسي بنصب منظومة صورايخ أس 400 في الاراضي السورية.


فرنجيه "مرشّحاً جدّياً"... يستنفر الكواليس كرة النار في مرمى 14 آذار و"الحزب"

البداية مع صحيفة "النهار" التي تناولت الملف الداخلي اللبناني مؤكدة جدية ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية: لم يترك رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجيه المعروف بصراحته المجال واسعاً امام التكهنات المتصلة "بترشيحه وترشحه"، فحوّل الجولة الحادية عشرة للحوار الوطني في عين التينة منصة أولوية للتلويح بجدية هذا الترشيح. بدا فرنجيه في جولة حوارية، كانت المفارقة التي واكبتها أنها غيّبت الملف الرئاسي غياباً تاماً، "النجم المرشح" الذي أحيط بإغراق إعلامي، فيما كانت الجولة المغلقة للحوار تشهد سلسلة خلوات "على الواقف" عكست المناخ السياسي "المضطرب" حيال كل معالم تداعيات "اللقاء السري" بين الرئيس سعد الحريري وفرنجيه الأسبوع الماضي في باريس، وما استتبعه من لقاءات أخرى للحريري مع شخصيات سياسية واتصالات أجريت بينه وبين شخصيات أخرى في بيروت. وبحذر وانتقائية طغيا على صراحته المألوفة قالها فرنجيه "إن طرح اسمي للرئاسة جدي لكنه غير رسمي حتى الآن". وإذ دعا الاعلام الى تظهير "ايجابيات التقارب لا السلبيات"، أكد ضمناً حصول اللقاء الباريسي مع الحريري، مشيراً الى "انتظار طرح الفريق الآخر، وعندما يصبح ترشحي رسمياً نبني على الشيء مقتضاه" من غير ان يفوته القول "إننا نثق بالفريق الآخر". كما كرر ان "مرشحنا الاول هو العماد ميشال عون، أما اذا أعطى الفريق الآخر طرحاً آخر فسنتعامل معه في وقته".

وغابت عن طاولة الحوار كل المسألة الرئاسية ومعالم ما يتردد عن ملامح التسوية التي انطلقت في لقاء باريس وقت بدأت تعلو معالم التهيب السياسي من جدية ترشيح فرنجيه. وقالت مراجع سياسية مشاركة في الحوار لـ"النهار" إن طرح ترشيح فرنجيه جدي للغاية وليس مناورة تماماً كما قال فرنجيه نفسه من عين التينة، لكن جديته لا تعني سهولة الأمر، فدونه عقبات كبيرة وكثيرة داخل البيت الواحد لكل فريق سياسي عريض. وأشارت الى ان عامل الوقت مهم جداً لان الاستغراق طويلاً وسط هذه التعقيدات سيؤدي الى تعثر المسعى للتسوية وقيام تحالفات من شأنها ان تجهض المحاولة لتسويق فرنجيه. واسترعى الانتباه في هذا السياق اعلان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مساء امس عبر محطة "المستقبل" ان الرئيس الحريري جدّي في طرحه ترشيح سليمان فرنجيه ولكن ضمن سلة متكاملة، موضحاً ان الحريري يرى ان التوافق على رئيس يرضي الجميع لم ينجح طوال السنة ونصف السنة الماضيين وهو تلقف مبادرة السيد حسن نصرالله الاخيرة. ووصف مكاري فرنجيه بأنه "المرشح المتقدم اليوم على سائر المرشحين للرئاسة".

"إسرائيل" تحذر تركيا من رد بوتين

من جهتها صحيفة "السفير" رصدت قلق العدو الاسرائيلي من حادثة اسقاط طائرة السوخوي الروسية من قبل تركيا وترقب كيان العدو للرد الروسي المحتمل: تراقب "إسرائيل" بغير قليل من القلق التطورات الإقليمية، وخصوصاً ما يجري في سوريا. ولا يمكن قراءة أحداث اليومين الأخيرين، وخصوصا إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية والخطوات التي اتخذتها موسكو بعدها لتعزيز وجودها في المنطقة، إلا عبر رؤية سبق أن أعلنها رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو. ومفاد هذه الرؤية أن لـ"إسرائيل" مصالح في سوريا تتلخص في ما يعرف بالخطوط الحمراء، لكنها تتخطى ذلك عند التسوية في جوانب إقليمية ربما تتخطى هضبة الجولان السورية المحتلة. وسبق لمسؤولين أمنيين للاحتلال أن رأوا في الوجود العسكري الروسي في سوريا، رغم التنسيق، مستجداً إقليمياً خطيراً، لأنه يعزز من جهة قدرات النظام السوري ويكسب من جهة أخرى التحالف الذي تقوده إيران. ورغم ذلك فإن "إسرائيل" تراقب عن كثب الخطوات الروسية بعد إسقاط الطائرة، وهي ترى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يحب ترك الحسابات مفتوحة.

ويرى المعلق العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني "ألون بن دافيد" أن هجوم سايبر مجهول قد يسقط البورصة التركية، أو أن سفينة تركية ستغرق في ظروف مجهولة، ما سيدفع الأتراك لاحقاً لفهم حقيقة أنهم اقترفوا خطأً بإسقاط الطائرة. وواضح أن في "إسرائيل" من يتفقون مع الرئيس الروسي في تحليله بأن تركيا لم تتحرك بسبب انتهاك سيادتها، بل خشية من انهيار تنظيم «داعش»، الذي يعتبر في نظرهم ثقالة مهمة في مواجهة الأكراد. ويقولون في الكيان الصهيوني أن الأتراك أغاروا عدة مرات على مواقع لـ «داعش»، لكن غاراتهم على الأكراد تعد بالآلاف. وتقريباً يكاد الأتراك لم يفعلوا شيئاً على الحدود لمنع تدفق المقاتلين إلى صفوف التنظيم، كما أن تركيا تواصل المتاجرة بالنفط مع «داعش» بملايين الدولارات.

«اس 400» في سوريا!

صحيفة "الأخبار" بدورها ركزت على القرار الروسي بنشر منظومة صواريخ "أس 400" في سوريا: لم تضع موسكو حادثة اسقاط طائرة «السوخوي» خلفها، إذ وضعت جملة قرارات عسكرية على سكّة التنفيذ بالتزامن مع ارتفاع حدّة الخطاب الرسمي الروسي. وأكد الرئيس فلاديمير بوتين أن بلاده ستسخّر كل السبل المتاحة لديها للدفاع عن أمنها، وستتعامل بأقصى درجات الجدية مع جريمة إسقاط الطائرة الروسية.

وأضاف أنّ «الإجراءات التي أعلناها البارحة (أول من أمس) غير كافية بالنسبة لأمن الطيارين الروس خلال عمليتنا الجوية ضد الإرهاب في سوريا، ولذلك بحثت الأمر مع القادة المعنيين وقررنا نصب منظومة إس 400 للدفاع الجوي في قاعدة حميميم، وآمل ألا تقتصر إجراءاتنا على هذه الخطوة فحسب بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا». وتابع أنّ «المشكلة لا تكمن في مأساة استهداف الطائرة بل أعمق من ذلك بكثير، فنحن نشهد ولسنا وحدنا بل العالم بأسره على أن القيادة التركية الحالية تنتهج طوال سنين وبشكل هادف سياسة داخلية لأسلمة بلادها ودعم التيار الإسلامي المتطرف فيها».

وحذر بوتين السياح الروس الموجودين في تركيا من خطر جسيم قد يتهددهم على خلفية التطورات الأخيرة، قائلاً: «بعد الحادث الذي وقع لم يعد بوسعنا استثناء تكرار أي حادث آخر إلا أننا لن نتوانى عن الرد في مثل هذه الحالة ومواطنونا الموجودون في تركيا قد يتعرضون لخطر كبير ووزارة خارجيتنا ملزمة بالتنبيه إلى ذلك». وأعلنت هيئة الأركان الروسية قطع كل الاتصالات العسكرية مع تركيا، وأكدت أن أي أهداف ستمثّل خطراً على القوات الروسية سيتم تدميرها. وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قد أعلن أمس خلال اجتماع الهيئة القيادية في وزارة الدفاع، عن الموافقة على نشر منظومة «اس 400» في سوريا.