غارات جديدة على غزة وتحذيرات صهيونية من تداعيات عكسية
-
اعتقال 17 فلسطينياً بينهم أم لستة أطفال في الضفة واستمرار غارات جديدة على غزة
نفذت طائرات الاحتلال الصهيوني، فجر اليوم الاثنين، غارتين على مواقع عسكرية للمقاومة وأخرى للشرطة البحرية شمال ووسط قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن طائرة مروحية صهيونية استهدفت بصاروخ واحد على الأقل موقع الشرطة البحرية قرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
فيما شن الطيران الحربي غارة على موقع "أبو جراد" العسكري التابع لكتائب القسام وسط القطاع، وفي الغارتين لم يبلغ عن وقوع إصابات، إلا أن أضراراً جسيمة لحقت بالمناطق التي استهدفتها الصواريخ. ويزعم الاحتلال أن غاراته جاءت في اعقاب اطلاق الفلسطينيين صاروخاً صوب المستوطنات المتاخمة لحدود غزة، وقالت مصادر صهيونية إن صاروخاً اطلق من غزة وسقط في منطقة مفتوحة في مستوطنة سيديروت دون وقوع إصابات.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال في أحدث فصول الاقتحامات والمداهمات التي طالت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، 17 فلسطينياً بينهم أم لستة أطفال، وتركزت حملات الاعتقال في مدن الخليل ونابلس حيث جرى مداهمة عشرات المنازل وتفتيشها وتخريبها. وكان مسن وطفلة، اصيبا بحالات اختناق بعد إقدام قوات الاحتلال على إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه منازل الفلسطينيين في بلدة الجانية قضاء رام الله.
وفي الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال على مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل، فيما أطلقت قوات الاحتلال وابلاً كثيفاً من القنابل السامة صوب الشبّان.
وفي سياق متصل، أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أن الأسرى الفلسطينيين في معتقل حوارة الاحتلالي، الواقع قرب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، مضربون عن الطعام، لليوم الرابع على التوالي، احتجاجاً على سياسة التفتيش العاري، وللمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية. وقال النادي في بيان صحفي، إن قرابة 21 أسيراً يقبعون في معتقل حوارة، يضربون عن الطعام عقب تعرضهم لانتهاكات من قبل قوات الاحتلال. وتشير تقديرات رسمية فلسطينية إلى وجود 6500 فلسطيني في سجون الاحتلال.
هذا وتصاعدت وتيرة المخاوف الصهيونية من تداعيات انتفاضة القدس التي باتت على أبواب الشهر الرابع في ظل فشل كل الرهانات على أنها لن تدوم وسرعان ما تخبوا، لكن وهجها يزداد اشتعالاً مع ارتقاء كل شهيد وعلى وقع مزيد من الاجراءات التي يفرضها الاحتلال في محاولة لاحتواء الانتفاضة وإجهاضها، ويقر روعي شطريت قائد كتيبة "إفرايم" في جيش الاحتلال: إن "الجيل الفلسطيني الذي يقود انتفاضة القدس اليوم لا يخاف منا بعكس الأجيال السابقة التي شهدت عملية السور الواقي ودخول الدبابات إلى أرض الميدان". وكشف الضابط النقاب عن اجتماعات ليلية يعقدها ضباط (الجيش والشاباك وحرس الحدود) مع مسؤولين أمنيين لبحث آليات إعادة الهدوء في الأراضي الفلسطينية ووقف انتفاضة القدس المتواصلة، مشيراً إلى أن القناعة لدى قادة الاحتلال أنهم لا يرون نهایة لهذه الموجة في القریب، وأن الأمور لن تعود إلى ما کانت علیه فی السابق.
ولا تفوّت قيادات الجيش الفرصة للتحذير من أن " الإجراءات التي يتخذها الاحتلال ستكون لها تداعيات عكسية. ونقل كبير معلقي قناة التلفزة الصهيونية الثانية أمنون أبراموفيتش، عن جنرالات في جيش الاحتلال، قولهم إن "العقوبات الجماعية التي تُفرض على الفلسطينيين في أعقاب موجة العمليات، تزيد من فرص انضمام قطاعات واسعة منهم لها، وهو ما يعني أنها ستزيد من وتيرة الفعل المقاوم بدلاً من أن تفضي إلى تقليصه". وفي تعليق بثته القناة، أخيراً، يلمح أبراموفيتش إلى أن "السيناريو الذي يُفزع قادة الجيش، هو أن ينضم لموجة عمليات المقاومة جزء من الفلسطينيين الذين يملكون أسلحة نارية، على اعتبار أن هذا الأمر يُرسي قواعد جديدة أكثر خطورة للمواجهة الحالية".
ويقر وزير حرب الاحتلال، موشيه يعالون، في إفادته أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأنه "لا يوجد ما يؤشر على تراجع وتيرة عمليات المقاومة، على الرغم ممّا تبذله حكومته من جهود أمنية"، ونظراً لإدراكها لطابع المفاعيل العكسية للعقوبات الجماعية المفروضة على الفلسطينيين، فقد عمدت قيادات الجيش إلى توظيف الماكينة الاعلامية للاحتلال، في محاولة الضغط على المستوى السياسي لفرملة هذا التوجه.
وتذكر مراسلة الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية رينا متسليح، أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو استشاط غضباً، عندما اقتبست وسائل الإعلام انتقادات وجهها قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال روني نوما، لسياسات الحكومة تجاه الانتفاضة". وعلى الرغم من أن العقوبات الجماعية التي طالت الفلسطينيين، تم تبريرها كإجراء وقائي لتقليص قدرة المقاومين على استغلال مظاهر الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين في تنفيذ عمليات، فإن قيادة جيش الاحتلال تقر بأنها طبقتها تحت وطأة ضغط المستوى السياسي، تحديداً وزراء الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ "الكيان الصهيوني".