الصحافة السورية: تآكل النظام السعودي في ظل السياسات المرتبكة
Jan ١٠, ٢٠١٦ ٠٦:٣٩ UTC
أكدت الصحف السورية أن دمشق ستشارك بمؤتمر جنيف بناء على مقررات فيينا – 2 مشيرة الى أن الدعوات ستوجه في 16 المقبل لكنها شددت على مطالب دمشق بمعرفة أسماء الوفد المعارض والتنظيمات الارهابية كما لفتت الصحف الى حالة التآكل التي أصابت السعودية في ظل السياسات المرتبكة داخليا وخارجيا.
سوريا ومؤتمر جنيف
ونقلت صحيفة (الوطن) الخاصة عن مصادر دبلوماسية قريبة من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن الأخير متمسك بتاريخ 25 الشهر الجاري لإطلاق الحوار السوري السوري كما ينص عليه القرار الدولي رقم 2254، وأنه سيرسل الدعوات الرسمية إلى الحكومة السورية والمعارضات في 16 الجاري للمشاركة في أولى جولات الحوار التي ستنطلق في الموعد المحدد وتستمر أسبوعين كما هو مخطط يليها فترة استراحة لثلاثة أسابيع قبل أن تستأنف الجلسات.
وعبرت دمشق عن موافقتها للمشاركة وأكد وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال استقباله دي ميستورا أن سوريا مستعدة للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح، مشدداً على ضرورة الحصول على قائمة بالتنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء المعارضات السورية التي ستشارك في جنيف.
وجاء في بيان للخارجية في ختام الاجتماع الذي أجراه المعلم مع دي ميستورا أن الأخير قدم عرضاً حول جهود الحل السياسي للأزمة ومتابعة محادثات فيينا وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد والتحركات لعقد جولة محادثات بين الحكومة والمعارضة أواخر شهر كانون الثاني الجاري.
وقالت (الوطن) إن دي ميستورا سيشكل قائمة المعارضة كما تم الاتفاق عليه وتم تكليفه ذلك في اجتماع فيينا 2، وأنه سيدخل عدداً من الشخصيات على اللائحة التي قدمتها السعودية من خلال ما يسمى بالهيئة العليا للمفاوضات، رافضاً أي شروط مسبقة لإطلاق الحوار.
وقال المصدر: إن دي ميستورا أبلغ المعارضات السورية رفضه لأي شروط سبق أن عبروا عنها في الإعلام.
وحسب المعلومات فإن الدعوة سترسل إلى 15 شخصية من كل طرف، وتكفلت الحكومة السويسرية باستضافتها، وهي وحدها التي سيسمح لها دخول قاعات التفاوض بعيداً عن الإعلام الذي سيغيب رسمياً عن الحوار لكن يبقى موجوداً في جنيف وفي الكواليس، كما لن يكون هناك أي وجود دولي في الحوار الذي يراد له أن يكون سورياً سورياً.
ويتوقع ألا يكون الحوار مباشراً بل من خلال المبعوث الأممي أو مسير الجلسات الذي اختار دي ميستورا أن يكون الألماني، فولكر بيرتيس.
لعبة القطب المخفية
وقالت صحيفة (الثورة) الرسمية أنه لا جديداً في استعداد سوريا للمشاركة في اجتماعات جنيف في الموعد المقترح، وهو أمر مدرج على لائحة السياسة السورية منذ إطلاق أول مبادرة بهذا الاتجاه، ولم تتخلّف عن حضور أي استحقاق يمكن له أن يساهم في بلورة الحلّ السياسي وإطلاق مساره، وإن كان ذلك الاستعداد رسالة إضافية في التوقيت والمضمون.
وتابعت، لكن على المسار الموازي كانت تقف المحدّدات الأساسية وتقلّباتها الناتجة عن عوامل غير سياسية وضعتها في ميزان المقارنة، حتى لو كانت في سياق البحث عن مناخات إيجابية تساهم في دفع الجهد الدولي من جهة، وتضع الحلّ على السكة الصحيحة من جهة ثانية، وهي محدّدات يبدو أنها كانت الغائب الدائم في كل المحاولات السابقة، ولا يبدو أن حظوظ المحاولة الحالية ستكون أفضل من سابقاتها.
وأكدت الصحيفة أن التفاهم الحاصل في فيينا اشترط أن يكون هناك لائحة بالتنظيمات الإرهابية مع لائحة بالمعارضات المشاركة، وأن يكون هناك وفد موحد للحديث في المسار السياسي، وحتى هذه اللحظة يبدو أن المسألتين لا تزالان تهددان أي اجتماع قادم، بغضّ النظر عن الموعد المقترح، وبعيداً عن الاستعجال الأمريكي في عقد الاجتماع، حتى لو لم تتوافر المحدّدات البديهية تلك، ما يضع عشرات علامات الاستفهام حول قطَب مخفية يُراد لها أن تبقى كذلك.
تحذيرات صاعدة
وتساءلت صحيفة (تشرين) الحكومية هل بلغ عته بني سعود الفكري والسياسي وتخّبطهم حدّاً دفع المحللين للتأكيد بأن مملكة الرمال التي تحمل في داخلها بذور فنائها على شفا التفكّك والانهيار، ليس سياسياً فقط بل على كلّ الصعد، داخلياً وخارجياً.
وقالت الصحيفة في مقال إفتتاحي إن اقتتال أمراء المملكة فيما بينهم واشتداد حدّة خلافاتهم، والدور المنوط تنفيذه ببني سعود في المنطقة، عبيد السياسة "الإسرائيلية" والأمريكية منذ نشأتهم، وارتهانهم لمشيئة الكيان الصهيوني والعمل على تمكينه وتسيّده على دول المنطقة وتنفيذ الأجندات الغربية الاستعمارية. وقد قدمت من أجل ذلك المليارات من الدولارات لتمويل وتسليح الإرهاب في سوريا بخاصة والمنطقة بعامة لتفتيت دولها وشرذمتها ومحو هويتها.
وتابعت ما من شك، فإن كل ما يقوم به بنو سعود هو لحماية عرشهم، والحفاظ عليه من الزوال بعد افتضاح دورهم المشبوه الذي أدّوه في نشوب الحرب الإرهابية القذرة على سوريا، وما أدوه سابقاً من أدوار وقد أعلنها صراحةً مرشح الرئاسة الأمريكية الجديد ترامب للعام 2016 بأنه يجب على بني سعود أن يدفعوا ثمناً لتأمين الحماية الأمريكية لهم...