خبير: العلاقات الإيرانية التركية تخضع لمنطق العقلانية والمصالح الإستراتيجية
Jan ٠٦, ٢٠١٤ ٠٣:٤٧ UTC
أكدت المعطيات السياسية على أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة حيث أوجدت اختراقات في الموقف التركي إزاء العديد من القضايا الإقليمية المطروحة مما دفع الأخيرة للتأكيد على إعادة تقييم سياستها الخارجية. حول معطيات واستحقاقات التحرك الإيراني على تركيا حاورنا الخبير بالعلاقات الدولية السيد طارق ابراهيم.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، ما هي برأيكم إستحقاقات التحرك الإيراني الأخير على تركيا عبر زيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة؟
إبراهيم: في الواقع ان العلاقات التركية الإيرانية لم تنقطع أبداً رغم الصراعات الخطرة التي حصلت في سوريا وفي لبنان وأكثر من منطقة في الشرق الأوسط ويبدو أن العلاقات الإستراتيجية بين تركيا وايران تخضع الى منطق العقلانية والمصالح الإستراتيجية، وما أصاب ايران من سلبيات من الدولة التركية مؤخراً خصوصاً من السياسة الخارجية التركية إلا أن الإيرانيين حاولوا دائماً رسم الرفقة مع الجانب التركي، وأعتقد أن السياسة التركية في سوريا وفي مصر وفي تونس وحتى داخل تركيا نفسها أنذرت الحكومة التركية على إعادة النظر في سياستها الخارجية وبالتالي فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني الى تركيا ترسم أدواراً مستقرة لسياسة أردوغان وهو يؤكد أن هذه العلاقات ستكون قائمة رغم المشاكل السياسية.
المحاور: السيد طارق ابراهيم، هل تتوقعون ان التحرك الإيراني هذا قد يترك بصمات تأثيراته على الموقف التركي حيال القضايا الساخنة في المنطقة؟
ابراهيم: في الواقع أن تركيا تبحث عن ملاذ آمن لها في هذه المرحلة ويبدو أن الأزمة داخل تركيا إضافة الى أزمتها السياسية الإقليمية ستدفع تركيا لتعمل بعقلانية أكثر لسياستها الخارجية، بالتالي الإنعكاسات ستمتد مباشرة باتجاه الملف السوري وصوب الملف اللبناني لكن في مجمل الأحوال السياسة التركية الحالية توصلت الى أن ما جرى لها او ما قامت به في السنتين الأخيرتين على الأقل قد جاءت بنتائج سلبية. بالتالي يجب عليها متابعة المتغيرات الميدانية الحاصلة حالياً في سوريا وأنها باتت مستبعدة دور ايران الذي هو دور إقليمي لا يمكن تخطيه، فمن هنا اعتقد أن تركيا كما أعلن أكثر من مسؤول تركي سوف تعمل مع ايران من أجل إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة ولذا فإننا سنجد في المستقبل القريب وربما قبل زيارة أردوغان لطهران تأثير هذه الزيارة داخل الساحة التركية الجديدة والذي يسمى حالياً بإعادة التقييم التركي للسياسة الخارجية.