خبير: الأزمة الأوكرانية ضغوط على روسيا لتقديم تنازلات على المستوى الدولي

قرر البرلمان الأوكراني في جلسة عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من منصبه، وحدد يوم 25 من مايو المقبل موعداً لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، جاء ذلك عقب رفض يانوكوفيتش الإستقالة ووصفه للإحتجاجات ضده بالإنقلاب. حول الوضع في أوكرانيا حاورنا الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق.

المحاور: أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أنه لن يقدم إستقالته واصفاً ما يجري في البلاد بالإنقلاب. الدكتور عماد رزق ما هو تحليلكم للأحداث الجارية في أوكرانيا؟

رزق: متابعة الأحداث في أوكرانيا تدفعنا الى القول إن ما يجري ليس حديثاً وبالتالي وأن هناك موجة جديدة بدأت تصيب أوكرانيا وربما كل الحديقة الخلفية لروسيا في ظل التشدد وعدم تقديم تنازلات للجانب الأمريكي وحتى للأوروبي. لذلك نحن نعتقد من خلال التحليل ومن خلال كامل المعطيات الواردة من الواقع الأوكراني أن عملية الضغوط مازالت مستمرة بإتجاه دفع روسيا لتقديم تنازلات على المستوى الدولي وحتى اذا كنا نتابع ما يجري اليوم على المستوى الدولي كان في مجلس الأمن المتعلق بالملف السوري او حتى ما يدور في فنزويلا من ضغط ايضاً على حليفة روسيا اليوم في الجوار الأمريكي ترى أن عملية الضغوط الممارسة اليوم على الساحة الأوروبية تحديداً لإخراج روسيا كي لا يكون هناك إمتداد لروسيا داخل اوروبا وكأنها عملية مبرمجة، زرع الفقرة بين الجانب الألماني والجانب الروسي وهو ما له إيجابية على صعيد إعادة نهوض أوروبا من جديد وإبعاد روسيا عن هذا التقدم على مستوى الطاقة او حتى على مستوى أن تكون ألمانيا وروسيا قريبتين تشكل تهديداً للقدرة الأمريكية في المرحلة القادمة.

المحاور: الدكتور عماد برأيكم ما هو سبب الدعم الذي تقوم بتقديمه دول أوروبية بالإضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية للمعارضة الأوكرانية؟

رزق: تحاول اليوم الولايات المتحدة طبعاً ومدعومة من بعض الدول الأوروبية او هناك بعض التنافس بين الدول الأوروبية تحديداً والمجموعة الأمريكية الأطلسية بمعنى آخر كي تحد التقدم الروسي بإتجاه العمق الأوروبي لما له تهديد على مستقبل الصراع الدائر اليوم على مستوى النفوذ العالمي وعلى مستوى التجارة العالمية وحتى على مستوى كي يكون هناك ضمن المجموعة الدولية قوة تستطيع أن تنافس الأحادية الأمريكية. اذن هي معركة مصيرية بالنسبة الى الغرب تحديداً بالنسبة للولايات المتحدة ومعركة مصيرية بالنسبة لأوروبا كي لا تتقدم روسيا في عمقها وهي معركة مصيرية بالنسبة لروسيا لأنها بر الأمان بإتجاه العمق الأوروبي وبإتجاه شمال أفريقي.