محلل: أمريكا تحاول المقايضة في أوكرانيا وروسيا لا تقبل المقايضات

صوّت البرلمان الأوكراني لصالح تسليم مهام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مؤقتاً الى رئيس البرلمان الكسندر تيرتشينوف والذي أمهل النواب بدوره حتى الثلاثاء القادم لتشكيل حكومة وحدة وطنية. للمزيد من تسليط الأضواء على الأزمة الأوكرانية ودلالاتها تحدث الينا مدير وكالة اخبار الشرق الجديد السيد ناصر قنديل.

المحاور: يشتد الصراع بين روسيا وغرب الأطلسي في أوكرانيا الخاصرة الأمنية والاقتصادية لروسيا حيث يعيد الى الأذهان الصراع بين المعسكر الشرقي والغربي في فترة الحرب الباردة. في نهاية المطاف كيف ترى هذا الصراع؟

قنديل: أعتقد أن المشهد الأوكراني في هذه المرحلة في ختام المواجهة التي دارت على مساحة العالم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يختلف عن المشهد الذي رأيناه قبل سبع سنوات في اوكرانيا ذاتها. اليوم أعتقد أن هناك قناعة امريكية في استحالة التنازل الى نهاية المواجهة وإمكانية ضم أوكرانيا الى حلف الأطلسي وحتى الى الإتحاد الأوروبي. الأمريكي يستحضر كل ساحات النزاع من اجل تجديد التسوية، هو عالم بأنه عاجز عن المضي في الحد عن الدرع الصاروخية في أوكرانيا وجورجيا لكنه لا يريد أن يبيع هذا المكتب في روسيا بدون مقابل، القضية أنه يحاول المقايضة، التنازل في اوكرانيا بورقة جرى تصنيعها  بقوة هي ورقة المعارضة الأوكرانية المستندة الى تركيبها وعرقها التاريخي تشبه الى حد كبير التركيب اللبناني في ثنائيته الموزعة في العواطف والمشاعر بين المعسكرين المتواجهين في العالم. الواضح أن روسيا على ثبات مواقفها لا تقبل هذه المقايضات وبالتالي أعتقد أنه في نهاية المطاف يتكون تسوية تعكس التوازنات الأوكرانية الداخلية على قاعدة ان التداول في السلطة مفتوح لكن هذا التداول في السلطة ملتزم بمواقف دولية عنوانها أياً كان الفريق الحاكم في اوكرانيا، فإن ثوابت الأمن الروسي موضع احترام، وأياً كان فإن اوكرانيا هي جزء من منطقة اليورو وليست جزءاً من الأطلسي او الإتحاد الأوروبي.

المحاور: السيد ناصر قنديل بالنسبة الى شخصية الرئيس المؤقت تيرتشينوف، البعض يرى سيرة هذا الرجل تقول إنه لن يتماشى مع الأمن الروسي ولن يساهم في هذا المجال ربما كما رأينا في أزمة جورجيا قبل نحو ستة اعوام في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن وما فعله في الصين في ذلك الوقت. من هذا المنظار كيف يمكن النظر الى الموضوع؟

قنديل: أعتقد أن الموقف الروسي الآن في أصلب درجات الصلابة. الموقف الروسي الآن غير قابل للمساومة. التحريك فيما يسمى بالحدائق الخلفية في روسيا لن يؤثر ولن يسد العصب الروسي بل سيزيد من نسبة الصلابة الروسية. الأمريكيون حاولوا اختبار الإرادة الروسية في أوكرانيا، حاولوا الذهاب الى تصعيد سياسي أوروبي أمريكي يضع روسيا تحت الضغط لكن الموقف الروسي لا يمكن أن يتهاون فيما يتصل بالمدى الحيوي الإستراتيجي لأمن روسيا، هم يعلمون أن أوروبا أول المتضررين من أي تأزم أوكراني روسي سيؤدي الى إنقطاع انابيب الغاز الروسية الواصلة الى اوروبا والتي تشكل مددها الحيوي سواء في الصناعة او في التدفئة او في توازن الحياة لذلك اوروبا المرتهنة للغاز الروسي هي مرتهنة ضمناً لعلاقة أوكرانية روسية تكون موضع رضى من قبل روسيا.