باحث: هناك عملية مبرمجة تقوم بها امريكا للتصادم في أوكرانيا

أيد مجلس الإتحاد الروسي بالإجماع طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستخدام القوة المسلحة على أراضي أوكرانيا، هذا وكلفت لجنة الشؤون الدولية في المجلس بإعداد رسالة للرئيس الروسي تتضمن طلباً بسحب السفير الروسي من واشنطن. لقراءة آخر المستجدات في الموضوع الأوكراني كان معنا الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق.

المحاور: في ظل التطورات العالقة في أوكرانيا وافق مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإستخدام القوة العسكرية على الأراضي الأوكرانية حتى إعادة الإستقرار اليها. الدكتور عماد رزق كيف تقرأون هذا التسارع في الأحداث فيما يتعلق بالموضوع الأوكراني؟

رزق: ما نشهده اليوم على الساحة الأوكرانية كنا قد تابعناها في أكثر من ملف دولي خاصة مع التعنت الأمريكي للتوصل الى تهدئة الظروف وقد إستمعنا في اليومين الأخيرين الى أن الموقف الأمريكي كان متشدداً بجهة التوصل الى حلول تأتي في إطار التهدئة وفي إطار مصلحة الشعب الأوكراني. إن ما تقوم به اليوم الولايات المتحدة تحديداً في إطار محاولة إعادة تحريك الواقع الأوكراني بعد فشلها في الثورة البرتغالية عام 2004 دفع اليوم مجلس الدوما الروسي والسلطات الروسية للموافقة على التدخل العسكري، وأنا أعتقد أن هذه الموافقة سوف تكون مرتبطة بالمواقف الغربية وتحديداً الأمريكية من العديد من الملفات او أقله الملف المتعلق بأوكرانيا تحديداً اذا ما إستمرت المتاهة الأمريكية لتوتير الأجواء بعد محاولة التسوية التي جرت بين الأوروبيين والروس وكأن هناك عملية مبرمجة تقوم بها الولايات المتحدة للتصادم في هذه المنطقة بعد فشلها في الحسم على مستوى ملف ايران النووي او حتى في الملف السوري.

المحاور: الدكتور عماد رزق نلاحظ إستنفاراً في الدول الغربية جراء التحركات الروسية الأخيرة. بماذا تعللون هذا الأمر؟

رزق: كما هو واضح انا أعتقد أن روسيا اليوم وتحديداً في المجال الحيوي الإستراتيجي لها في أوكرانيا ربما سيكون تصرفاً طبيعياً عندما نعرف أن نصف الشعب الأوكراني يحمل الجنسية الروسية، ميناء الأكستفول الذي يعتبر الميناء الرئيسي والإستراتيجي على البحر الأسود بإتجاه خروج الأساطيل الروسية نحو المياه الدافئة، أعني بها مياه الشرق الأوسط هذا يؤكد أن روسيا جادة لأي عملية سيتم التعامل معها على أساس أنها تهدد الأمن القومي الروسي وبالتالي أي خرق لإتفاقيات التسوية التي جرت ما بعد الحرب الباردة وبعد توزيع حصص الدول، أعتقد ان روسيا ستكون جدية في المواجهة.