خبير: إنقلاب النازيين الجدد في أوكرانيا ينقلب عليهم الآن
شارك الأوكرانيون في جنوب شرق البلد في الاستفتاء على تقرير مصير منطقتهم. للمزيد من المتابعة حاورنا الخبير العسكري والسياسي الدكتور أمين حطيط.
المحاور: شارك الأوكرانيون في مدن جنوب وشرق البلد في الاستفتاء حول تقرير المصير وذلك رغم تهديدات سلطات كييف وتأكيدها على عدم الاعتراف بشرعية هذا الاستفتاء. كيف ترى تداعيات هذا الصراع الداخلي الأوكراني؟
حطيط: الإنقلاب الذي قاده النازيون الجدد في أوكرانيا ينقلب الآن عليهم، هم ظنوا أن بإمكانهم عبر خديعة مارسوها أن يحولوا أوكرانيا الى خنجر في قلب روسيا لكن الذي حصل هو عكس ما توقعوا وانقلب الوضع ضدهم. فبعد أن خسروا شبه جزيزة القرم والتحقت بروسيا، ها هم الآن يواجهون خطراً أشد على وحدة أوكرانيا هو إمكانية انفصال الشرق والجنوب الأوكراني عن الدولة الأساس وهذا يشكل كارثة استراتيجية على أوكرانيا لجهة وحدتها ثم لجهة ثرواتها الطبيعية الكبيرة، لذلك أعتقد أن الأمور تسير في خط لا رجعة فيه.
طبعاً السلطة الإنقلابية في كييف أمام أحد حلين، إما الاعتراف بالنتائج بشكل واقعي وخسارة الشرق والجنوب، وإما القبول بنظام فدرالي في كييف يمكّنها من التحكم في مسار أوكرانيا.
المحاور: يرى مراقبون على الصعيد الدولي أن الملف الأوكراني هو اختبار لقدرة بوتين على محاولات الإستدراج والتطويق الأمريكي. كيف ترى أفق الصراع ونهاياته؟
حطيط: أعتقد أن بوتين وجد في الملف الأوكراني الفرصة الثمينة جداً من أجل تأكيد قدرته الإقليمية والدولية ولي الذراع الأوربي والغربي. بوتين يتصرف بشكل الواثق من قدرته أولاً والواثق من عجز الغرب على القيام بأي عمل عسكري يمنعه من السير قدماً في مشروعه القائم حالياً، الغرب الآن يترنح اقتصادياً ويتخبط عسكرياً وليس بإمكانه الدخول في حروب جديدة بعد الإخفاقات الكبرى التي حصدها خلال العقدين الماضيين.