محلل: نسبة المشاركة تعبر عن رغبة التونسيين في التغيير الحقيقي
(last modified Mon, 27 Oct 2014 03:20:06 GMT )
Oct ٢٧, ٢٠١٤ ٠٣:٢٠ UTC
  • الانتخابات التونسية هي الثانية منذ سقوط بن علي
    الانتخابات التونسية هي الثانية منذ سقوط بن علي

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس أن نسبة إقبال المشاركين في الإنتخابات التشريعية تجاوزت الـ50% من أعداد الذين يحق لهم التصويت. للوقوف عند الإنتخابات النيابية في تونس حاورنا الكاتب والمحلل السياسي السيد عمر مقداد.

المحاور: في اول إنتخابات تشريعية بعد الإطاحة بنظام بن علي، شهدت تونس إقبالاً كبيراً على صناديق الإقتراع، كيف ترى هذا الحدث وما تداعياته برأيك؟

مقداد: الذي حدث في تونس بعد أربع سنوات من خروج النظام السابق شكلت هذه الإنتخابات فرصة أمام التونسيين للإنتقال الى التحول الديمقراطي. تابعنا خلال السنوات الماضية الصراع الذي كان يدور داخل تونس بين القوى السياسية والإغتيالات السياسية التي حدثت والصراع بين الأحزاب والتمدد الأصولي، التدخل الخارجي من مشيخات الخليج (الفارسي)، التدخل الأمريكي، التدخل الأوربي كل هذه القضايا كانت محل عدم رضا من قبل التونسيين. إعتقادي أن توجه التونسيين بهذه الكثافة، خمس ملايين وثلاثمئة ألف ناخب نحو الإقتراع هو بالفعل رغبة من التونسيين في التغيير الحقيقي وليس التغيير الوهمي الذي شاهدناه في السنوات الماضية. طبعاً الإنتخابات هي اختيار 217 نائب لمدة خمس سنوات ونعرف أن الدستور التونسي يمنح سلطات واسعة للبرلمان والحكومة مقابل سلطات محدودة لرئيس الدولة بالتالي هنالك تأكيد من التونسيين على هذه الإنتخابات على أن تلعب الأحزاب التونسية دوراً حقيقياً نحو تحقيق آمال التونسيين في عودة النشاط الاقتصادي وتحقيق معيشة أفضل للتونسيين، عودة السياحة الى واقعها في مواجهة الأرهاب، معالجة تردي حالة البطالة وفرص العمل والاستقرار السياسي. كل هذه القضايا وبالتالي التونسيون ذهبوا بكثافة الى صناديق الإقتراع من اجل هذه المطالب.

المحاور: طيب السيد عمر مقداد، الناخبون التونسيون يطردون السفير الأمريكي من أحد مراكز الإقتراع وسط العاصمة مرددين شعارات تندد بالتدخل الأمريكي. كيف ترى هذا الموضوع وبرأيك هل هذا الإتجاه نحو الولايات المتحدة هو ظاهرة عامة في تونس؟

مقداد: تونس قبل التغيير أيام الرئيس السابق بن علي كانت منطقة أمريكية في المنطقة، بالتالي عملية التغيير من التونسيين في أحد مظاهرها كانت هي رد على هذا التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي التونسي باستخدام تونس وسيلة للسيطرة على المنطقة. طرد السفير الأمريكي من أحد مراكز الإقتراع في شارع مرسيليا في العاصمة هو أحد مظاهر الرد التونسي. التونسيون غير راضين جملة وتفصيلاً عن التدخل الأمريكي في الشأن الداخي التونسي، هم يرفضون كل هذا التدخل الذي لم يتوقف طيلة السنوات الماضية بالتالي التونسيون يشعرون أن هذا التدخل الى تزايد وما هو إلا كلام معسول وكذب وبالتالي الهدف الحقيقي هو التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية التونسية وإبقاء تونس زاوية الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وهذا الأمر يدل على رغبة التونسيين، وتونس تكون في المسار العام لرغبات وآمال شعوب وأبناء المنطقة. نحن نعرف أن المنطقة تعيش صراعاً حقيقياً ضد العدو "الاسرائيلي" و"اسرائيل" هي سبب مشاكل المنطقة قاطبة وبالتالي كلما يمكن أن يخدم الاستراتيجية الأمريكية في تحويل الصراع "الاسرائيلي" الى صراعات أخرى تقوم أمريكا باستثماره والتدخل فيه.

كلمات دليلية