خبير: الإشتراط التركي للمشاركة في التحالف تنصل من مسؤولية مكافحة الارهاب
Oct ٢٩, ٢٠١٤ ٠١:٣٩ UTC
إشترط رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو مواجهة التحالف الدولي للجيش الحكومي السوري مقابل مشاركة انقرة في هذا التحالف. وقال داوود أوغلو إن أنقرة ستساعد أي قوات من خلال القواعد الجوية او وسائل أخرى حال التوصل لتفاهم لإسقاط النظام السوري على حد تعبيره.
للوقوف عند هذا الإشتراط التركي والتركيز عليه حاورنا الخبير والمحلل السياسي السيد حميدي العبد الله.
المحاور: السيد حميدي العبد الله، رئيس الوزراء التركي إشترط في تصريحات إعلامية مواجهة التحالف الدولي للجيش السوري مقابل مشاركة انقرة في التحالف. كيف تعلقون؟
العبد الله: عندما يعلن رئيس وزراء تركيا ويطلق مثل هذه الأقوال إنما يريد التنصل من كل مسؤولية لمكافحة التنظيمات الارهابية وتحديداً تنظيم "داعش" كونه متهماً بالتوافق مع هذا التنظيم، وبمعزل عما كانت دوافع رئيس الوزراء التركي هل هي الخوف والقلق من نقمة او ردة فعل تنظيم "داعش" فيما لو إنخرط في التحالف او اذا كان هو يتماهى مع هذا التنظيم في الإيديولوجيا التكفيرية وبالتالي هناك مصالح مشتركة تتحقق، فإن مؤدى الموقف التركي هو عدم التعاون، هو لا يريد القول إننا لا نريد أن نتعاون مباشرة، لذا هو لجأ الى ذريعة الإشتراط بأن يكون التحالف موجهاً ضد سوريا وهو يعلم أن الدول الغربية لا يمكن أن تنزلق في مثل هذا المنزلق، ليس لأنها أقل عداءً منه لسوريا او للنظام في سوريا وللدولة السورية بل لأن هذه الدول تدرك أن مثل هذا الهدف غير واقعي واذا كان الهدف هو مقاتلة تنظيم "داعش" فكيف يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" اذا تم توسيع نطاق الحرب ضد دولة سوريا؟ ومعروف أن سوريا لا تقف وحدها في حال تعرضت لعدوان بل أن هناك دولاً عديدة جداً سوف تقف الى جانب سوريا، منها ايران والمقاومة وحتى روسيا ودول عديدة جداً ستتعرض لهذا الأمر. لأن في هذا خرقاً لميثاق الأمم المتحدة وبالتالي تخطياً للقانون الدولي. رئيس الوزراء التركي يدرك كل هذه الحسابات ولهذا السبب هو وضع هذا الشرط ولديه قناعة مطلقة بأن الدول الغربية لن تستجيب لمثل هذا الشرط ولكنه يكون قد حصل على التنصل من الإلتزام بتقديم الدعم والعون لمكافحة تنظيم "داعش" الارهابي.
المحاور: السيد حميدي العبد الله! عناصر من البيشمركة بدأت بالتوجه الى تركيا في طريقها الى عين العرب، لماذا تسمح تركيا لهؤلاء القتال في سوريا وتعارض هذا الأمر مع أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي؟
العبد الله: هي تعتقد أن هؤلاء الأكراد وتحديداً البيشمركة هم تابعون لمسعود البرزاني وهو رئيس احد الأحزاب الأساسية في شمال العراق، وهذا الحزب يعتبر حليفاً لتركيا ويجمع مع الحكومة التركية وتحديداً حكومة حزب العدالة، أعمال اقتصادية وتجارية كثيرة وبهذا المعنى هو يراهن من خلال هذا الحزب ومن خلال قوات هذا الحزب على أن يتم إضعاف حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبره رئيس الوزراء التركي إمتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي وبهذا المعنى هو يراهن على ضرب الأكراد بعضهم ببعض بمعنى أنه سيطلق التنافس بين جماعة البيشمركة وبين قوات الحماية الشعبية ويمكن أن تتحول العملية من عملية إنقاذ لعين العرب في مواجهة "داعش" الى صراع بين الطرفين تستفيد منه تركيا وتستفيد منه "داعش" ايضاً.